الأربعاء، يونيو 24، 2009

"فتحي يكن" داعية الوحدة الذي لم يتمرد على التنظيم

"فتحي يكن" داعية الوحدة الذي لم يتمرد على التنظيم

بداية اعتذر عن الذاتية في هذه الكلمة , بأنها حال المحب الذي يبدو مسرفا في وصف حاله مع المحبوب لكن الوصف يعكس أبدا صورة الحال فهم سواء فيها الحب والمحب والحبيب . عرفت الراحل الكبير من خلال بعض كتبه التي شدتني عناوينها منتصف السبعينات وكنت أقارب العشرين من عمري , فقرأتها واستفدت منها بدون وعي للإختلاف المذهبي الذي كانت بعيدة عنه من جهة , ومن جهة أخرى لم تكن تربيتنا لا المنزلية ولا الإجتماعية تعنى في الشأن المذهبي بأكثر من كونه اختلافا كالإختلاف الذي كنت أشهده بين جدي لأبي وعديله القومي السوري رحمهما الله والذي كان ينتهي بالصلاة جماعة في المسجد القريب . قرأت "فتحي يكن" كما كان يحب تصدير اسمه بالخط الفارسي الجميل على أغلفة كتبه وأسعفتني هذه القراءة بتأسيس ثقافتي الإسلامية , لكنني ترددت في التقرب من الجماعة الإسلامية لإحساسي بارتباك ما في أدائها الوطني والقومي لما كان سائدا من تهم تتلقاها من فصائل وأحزاب معنية بفلسطين , وكانت فلسطين الهم الوحيد والمقاومة عنوان العنفوان . حتى إذ وقعت على كتاب الإخوان المسلمون في حرب فلسطين للاستاذ كامل اسماعيل الشريف بطبعته الثانية 1951 , وكانت الأولى قد صدرت 1950 وهو يؤرخ لحرب فلسطين 1948 – 1949 , اي أنه قد كتب عن معاينة وبدون مبالغات ازددت حيرة , ما هي هذه الجماعة التي تملك تاريخا كهذا ولاأرى لها أثرا في المقاومة ولا في حارة حريك حيث أعيش ولا في برج البراجنة ومخيمها حيث الجد الذي يعرف أكثر من في المخيم من أهل ترشيحا و....؟؟؟ وفي معترك العمل الإسلامي المشترك قبل انتصار الثورة الاسلامية الايرانية تعرفت على حركة الإخوان المسلمين بصورة أعمق كما حزب التحرير وعرفت التداخل الواسع بينهما مع أهم التنظيمات الإسلامية الشيعية في العراق وإيران : حزب الدعوة والشباب المسلم وفدائيان إسلام . وصرنا نتحدث عن الشهيد سيد قطب كما نتحدث عن الشهيد نواب صفوي , وقرأنا "التشريع الجنائي في الإسلام" للشهيد عبد القادر عودة مع تعليقة آية الله السيد اسماعيل الصدر . قرأت مجلة الشهاب صدفة فتابعتها,وتلقيت أعدادا قديمة من مجلة المسلمون فقرأتها . وتعرفت بواسطة المجاهد العراقي محمد صادق فهمي على أركان الجماعة ومركزها في بيروت واشتركنا في التظاهرات والنشاطات .فكنت كلماازدادت معرفتي بالجماعة وصورتها تنعكس دائما صورة اسم "فتحي يكن " الذي لم ألتقه مباشرة إلا عند زيارة وفد من تجمع العلماء المسلمين مدينة طرابلس لتفقد قياداتها الاسلامية بعد توقف الغزوة الظالمة والمدمرة لها خريف 1985 . وفيما سمعت من البعض همسا عمن يتحمل المسؤولية لم نسمع منه إلا تماسكا وتمسكا بوحدة الموقف الإسلامي في المدينة بين جميع القوى الإسلامية . كان رحمه الله يدرك عمق أسباب الهجمة ويرى أن كل ما يقال عن أسباب وتوجيه تهم إنما هو من باب التبرير ولذلك كان يرفض الانجرار إلى مهاترات داخلية تضعف الصف الاسلامي المعبر عن تطلعات المدينة في الأفق اللبناني المتشنج . التقيته بعد ذلك مرارا في ندوات ومؤتمرات وزيارات , التقيته في أوقات متباعدة وكان فيها في مواقع مختلفة . لكنني وجدته دائما مسكونا بهمين فلسطين والوحدة الاسلامية ومحاطا بهاجس واحد : وحدة الجماعة الاسلامية وارتباطها بالتنظيم العالمي . لم يترك التنظيم حين اختلف معه أكثر من مرة , بل فتَّش عن مكان يؤدي فيه وظيفته الشرعية دون إساءة لتاريخه هو : تاريخ الجماعة الإسلامية , فكانت جبهة العمل الإسلامي موقعا عمليا ولم يرض أن يحولها إلى تنظيم حزبي فيقال إنه فتش عن مركز . وعندما التقيناه العام الماضي في آخر زيارة مع وفد تجمع العلماء المسلمين حدَّثنا بحماس عن سعيه لإيجاد إطار عمل عالمي يتسع للكثيرمن الحركات الاسلامية على أسس مشتركة . وهكذا كان كلما ضاقت السبل لم يدخل فيها بل فَّتش عن متفسح يمنع التزاحم ويرحب بالتدافع . ولمَّا ضاقت صدور بعض الطائفيين ببعضها صلّىَ الجمعة في أكبر جماعة شهدتها العاصمة بيروت , ووقف متجها إلى القبلة الواحدة بالمسلمين سنة وشيعة , ويتفق أنَّ قبلتنا إلى الجنوب , وبين الجنوب والكعبة المشرفة تقع فلسطين . رحم الله " فتحي يكن " ... رحم الله داعية الوحدة .

الأحد، يونيو 21، 2009

الاعلام واثره في الهوية الثقافية ونظام القيم

«منتدى المنهاج‏» الاعلام واثره في الهوية الثقافية ونظام القيم المشاركون: العلامة الشيخ علي خازم، الاستاذ محمود حيدر، الدكتور طلال عتريسي عقد منتدى المنهاج ندوته الخامسة عشرة، في مقره، في مركز الغدير للدراسات الاسلامية، عصر يوم الاربعاء الرابع‏عشر من جمادى الاولى سنة 1420ه، الموافق 25/8/1999م. وبحث المنتدون في موضوع الندوة المقرر، وهو«الاعلام واثره في الهوية الثقافية ونظام القيم‏». قدم للندوة وادارها الاستاذ محمد حسين، رئيس تحرير مجلة البلاد، وشارك فيها سماحة العلامة الشيخ علي خازم،والاستاذ محمود حيدر، الباحث والصحفي، والدكتور طلال عتريسي الاستاذ في الجامعة اللبنانية. وقد تم اختيار «الاعلام...» موضوعا لهذه الندوة ادراكا من هيئة تحرير المجلة لاهمية هذا الموضوع. فقد شهدت نهايات‏القرن العشرين تحولات كبرى في انظمة القيم. وكانت «ثورة الاتصالات‏» في مقدمة هذه التحولات. وهناك من راى انهاالسبب الرئيسي والحاسم في احداث التبدلات الهائلة في ميزان القوى الدولي وانهيار معادلة الحرب الباردة‏وتوازناتها. وساد اعتقاد مفاده ان الدولة الاقوى هي التي تقود ثورة الاعلام. وهي التي تمتلك ادواتها المرئية والمسموعة والمقروءة. وليس غريبا، في هذا المجال، ان يمضي الفكر الاستراتيجي الاميركي والغربي عموما الى تعميم مثل هذا الاعتقاد. فهو يرمي من ورا ذلك الى تحويل السيطرة الاعلامية على العالم الى قناعات تفضي بشعوب العالم الثالث الى الاستسلام والقنوط والامتثال. كانما يراد ل «امبراطورية الصوت والصورة» ان تعيد انتاج «الاستعمار من بعد»، حيث لا يؤدي استلاب الشعوب، او تخليع سيادات الدول، وتفكيك الهوية الوطنية والحضارية، الى ثورات لنزع الوجود الاستعماري، كما حصل خلال القرون المنصرمة. ماذا فعلت ثورة الاعلام بانظمة القيم؟ وما اثرها في التحولات التي عصفت بالمجتمعات؟ وكيف يستعد العالم لدخول القرن المقبل، وهو ينوء تحت ظلال «الايديولوجيا الفضائية؟» هذه الندوة ستقارب الاعلام بوصفه الالية الاشد قسوة في سيرورة العولمة الجديدة. وهي تتناول ثلاثة محاور على الشكل التالي: 1- الاعلام الديني وآليات التبليغ في مواجهة العولمة. 2- اثر الاعلام الفضائي على الهوية الوطنية وسيادة الدولة. 3- ثورة الاتصالات وآثارها على انظمة القيم واعادة انتاج الاخلاق العامة. رحب الاستاذ محمد حسين، بداية، بالمشاركين والحضور، وقدم للندوة فقال: للوهلة الاولى، قد يفهم اننا بصدد الحديث عن توصيفات لادوار الاعلام ومهماته وتاثيره على الجوانب المختلفة في حياة الانسان والمجتمعات. ولكن المقصود غير ذلك، المقصود بالتحديد هو اعلام العولمة. ذلك السلاح الخطير الذي يهاجمنا بكل عنف وشراسة من دون ان نستشعر بالالم. ونحن مبهورون بجماله وجاذبيته وسحره. انه الاداة الجديدة للغزو الجديد القادم الينا تحت شعار العولمة. ولعل الثورة الهائلة التي حدثت، في العقد الاخير من هذا القرن، في الاتصالات والمعلومات، كانت مقدمة ضرورية لهذا الغزو. لقد احدثت هذه الثورة تحولات كبيرة في جميع النظم والمعادلات والتوازنات التي كانت سائدة في العالم. فتغيرت وسائل الصراع وطرقه، وتبدلت موازين القوى الدولية، وظهرت مراكز نفوذ جديدة تتحكم بالعالم بخيوط سحرية غيرمرئية تستطيع ان تدمر بلدا بلحظات من دون قرقعة سلاح او قرع طبول. لكنك تعرف ذلك، فورا، عبر اثير اذاعة، اوعلى شاشة تلفاز، او من خلال عنوان جريدة. هذه الثورة في المعلومات والاتصالات توظف اليوم في خدمة العولمة التي يتفق معظم المراقبين والمفكرين على انها عملية امركة للعالم. انها ليست عملية تفاعل، بل عملية ذات قطب واحد تقوم على اساس اخضاع المجتمعات الاخرى لهيمنة المركزالاميركي، باستخدام وسيلة السلاح الاقتصادي عبر اسواق المال ومكاتب المراقبة الاقتصادية وتقييم الاقتصادات، اوباستخدام هذه الوسائل مع السلاح العسكري التقليدي كما حدث في العراق، ومؤخرا في يوغوسلافيا. ولكن، قبل ذلك، واثناه، وبعده، تحتاج العملية الى اعلام قوي ومركز يسيطر على الراي العام الدولي وعلى الراي العام في المجتمعات المستهدفة ليتم الاسقاط من خلال تبعية الراي العام، وليس من خلال الاستيلا على الاراضي. ان اميركا تقوم بعملية غزو ثقافي لنشر الثقافة الاميركية، او ثقافة العولمة عبر وسائل الاعلام الجبارة التي تمتلكها هي وحلفاؤها الغربيون. ويتخذ الغزو، نتيجة التاثير الاعلامي، انماطا اخرى غير مباشرة، كان يحدث عبر الاستدعا الذي تقوم به البيروقراطية في مجتمع ما، والمؤسسات الثقافية وطبقات اجتماعية تاثرت بالثقافة الاميركية التي تبث عبروسائل الاعلام المدعومة من اسواق المال. فيحصل عندها تدهور لمكانة المثقف الوطني المستقل وانخفاض لمستوى معيشته، ويتراجع مستوى الثقافة في الاولويات الداخلية ويتم التسليم لدى النخبة بهيمنة افكار اقتصاد السوق. ان التحديات الجديدة التي فرضتها المستجدات تتمثل في احتكار اميركا وحلفائها لتكنولوجيا الاتصالات، وسيطرة الشركات متعددة الجنسية على السوق العالمية، في مجال تسويق السلع الثقافية والاعلامية والوكالات الدولية للاعلانات. وعبر ذلك تتم عملية تدمير القيم الاخلاقية والاجتماعية، وتذويب الهويات الثقافية الوطنية والقومية،والترويج لثقافات جديدة غير انسانية تبرمج الناس ليكونوا اتباعا للنمط العالمي الجديد. هل سيتحول العالم الى قرية صغيرة تحكمها «السلطانة اميركا»، او ستتمكن الدول من الاحتفاظ بهوياتها وقومياتهاوثقافاتها المتعددة والمتنوعة؟ هل سيشهد القرن القادم انتها مقولة الامم المتحدة وتحالف الامم وحلول مقولة امة البشر تحت ظل حاكم واحد؟ وكيف سيؤثر اعلام العولمة في احداث هذه التغييرات الكبيرة؟ هذه الندوة ستحاول القا الضوء على دور الاعلام في احداث هذه التغييرات، ونبدا بالمحور الاول، وهو: الاعلام الديني وآليات التبليغ في مواجهة العولمة، مع فضيلة الشيخ علي خازم. الشيخ علي خازم: يفترض العنوان وجود مواجهة بين العولمة وبين الدين، ويطرح مهمة على الاعلام الديني في التعامل مع واقعه.ان العولمة ليست دينا جديدا، ولا ايديولوجيا جديدة، وان كنا نتوقع ان تصحبها وتتبعها نظريات اقتصادية وسياسية وافكا ر. واذا راينا ان الدين هو الاساس في ثقافة مجتمعاتنا الاسلامية، فان هذا يجعل للاعلام الديني ، بوصفنا افرادا، مهمة اساسية في حفظ الهوية الثقافية ونظام القيم الاجتماعية الاسلامي، لكن هل يمكن لنا ان نتحدث عن دور للاعلام الديني وللتبليغ في مواجهة ظاهرة كونية كظاهرة العولمة، اظن ان المجازفة ستكون كبيرة ان حاول احدنا منفردا ، او ان حاولنا منفردين القيام بهذه المهمة . ذلك ان «منظمة المؤتمر الاسلامي» التي تضم دول العالم الاسلامي جميعها، في مااعرف، لم تنشى مؤسسة لرعاية شان الاعلام الديني او الاسلامي الا في صورة مجتزاة، كمنظمة اذاعات الدول الاسلامية ووكالة الانبا الاسلامية الدولية ولجنة الدعوة والتربية والمركز العالمي للتربية والتعليم الاسلامي، واظن ان احدا منكم لم يلمس دور هذه الهيئات فعليا الا في يوم عرفة، حيث يجتمع المذيعون لنقل وقائع وقوف المسلمين في هذا المشعر المقدس. ان الاعلام الديني والتبليغ الاسلامي موجودان فعلا رسميا وشعبيا، وان طبيعة الاسلام تعطي الحرية للمسلمين بالتبليغ، والامر بالمعروف والنهي عن المنكر، وهي من مصاديق الاعلام، لكننا نتحدث هنا عن شان يفوق قدرات الافراد في كثير من المجالات. ليس هذا اعتذارا عن الدخول في الموضوع، لكنه مقدمة للانحراف عنه الى ما يقاربه، ويسعنا الحديث فيه بما يؤدي الى نتائج قد تكون عملية وملموسة. الهوية الثقافية ومخاطر العولمة : الهوية الثقافية ونظام القيم ، في اي مجتمع من المجتمعات ، يخضعان عادة لثبات العقيدة التي يمثلانها ، وان كانت الثقافة نفسها تقبل التغيير عبر التجديد والتكامل لادا ما يساعد على سد الحاجات المستجدة . والميزان ، في قبول هذا التغيير او رفض ، كونه متوافقا مع نظام القيم المعتمد، او مناقضا له، وعلى مستوى آخر كون الحاجات المستجدة ممايصح اعتبارها كذلك فعلا، او انها مدفوعة قسرا لتكون بمثابة الحاجة. ومن نافل القول ان الغزو الثقافي استهدف ، ولا يزال ، ضرب نظام القيم عبر خلق «حاجات» لا يمكن اشباعها الا بالتخلي عنه ، لانها فعلا وليدة مجتمع يختلف نظام القيم فيه ، وعملية خلق «الحاجات» هذه تتم عبر التاثير الاعلامي بشكل اساسي وبطريقة غير مباشرة في اغلب الاحيان. واذا كان مصطلح «الغزو الثقافي» قد اثار، في ما مضى، اشكالات ونقاشات، وشهد رفضا ممن يدعون التنوير والتجدد، فان «العولمة» قد اثبتت حصوله ، ويتم اليوم العمل على القفز عن الاعتراف بذلك واعادة العراك من جديد حول قبولها بوصفها قدرا ، والجريان معها ، وحذف كل مخاطرها التي يستشعرها المفكرون في فرنسا والمانيا وغيرها من دول العالم ، فيما انخرط فيها عدد من المسؤولين والمفكرين العرب والمسلمين مبهورين من دون ادنى تحفظ ، ويسعى آخرون في ايجاد تيارات مقاومة لها. العولمة وابرز مخاطرها: يقول الدكتور اسماعيل صبري عبداللّه: «ان اقرب التعريفات لمصطلح «العولمة» هو التداخل الواضح للامور الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والسلوكية، من دون حدود تذكر، ومن دون انتما لدولة او وطن، ومن دون الحاجة الى حكومات، فالظاهرة اذن اجتماعية، وبالتالي فان هناك قوة اجتماعية موضوعية تحركها آليات اقتصادية، وازعم ان هذه الاليات هي الشركات متعددة الجنسية التي تنتزع بوضعيتها مفهوم الدولة القومية». ولعل اهم مسارب العولمة ومداخلها الاعلام وعالم الاتصالات، وهذه المسارب نفسها ادوات الغزو الثقافي الحديثة بحداثة وسائلها ووسائطها، والتي سيكون اهمها التلفاز الكوني الذي ستطلقه امريكا سنة 2003م . هل من جديد يستدعي هذا الهلع الذي يسود العالم اليوم ؟ نعم، انه الاندفاع الاعمى الذي سيطيح حتى بما اعتبرعناوين ختام القرن العشرين : المجتمع المدني المشاركة المساواة حرية الانسان وحقوقه حفظ البيئة ، اذ لن يتبقى من هذه الامور الا ما ينفع 20% من سكان العالم الذين يستطيعون الصمود وادارة اموالهم عبر اجهزة الكمبيوتر في القرن القادم . والمشكلة الكبيرة انه يراد لنا، عبر الاعلام والثقافة، ان نقبل هذا الواقع، لنكون الطرف المكمل والمساعد على انجاح هذه الظاهرة، وتاليا لنكون في خدمتها نافين لكل هوية ثقافية وقيم دينية او اجتماعية ، وخاضعين لذهنية السوق وما تفترضه، متجردين من ادنى احساس بهوية وطنية او كرامة انسانية. ولسنا هنا امام تداخل حضاري يعطيك وقتا لرفض سلوك معين وقبوله وفق المعطيات الثقافية ، بل نحن امام حالة يفرض فيها عليك السلوك بسيف الاقتصاد والبنك الدولي . قد لا يرى بعضهم قيمة لشراب البيبسي او اكل الهامبرغر، لكن هذا ، في روسيا والصين واليابان، ياتي ليدمر منظومة من السلوك الاجتماعي التي تقع ، في النهاية ، تحت عنوان قيمة من القيم الاجتماعية كالتكامل الاسري. ان الدعاية لتحديد النسل لا تنظر الى تامين مستقبل افضل ، بل تنظر الى تخفيف مساعدات العالم القوي الغني للعالم الفقير، واختلاف الهدف يؤثر في اختلاف الاداة والاسلوب . وكان فرض دعاية تحديد النسل من اهم شروط البنك الدولي على ايران، وعلى السودان . العلاقة بين الاعلام والثقافة: باختصار شديد: «ان وسائل الاعلام هي ادوات ثقافية تساعد على دعم المواقف او التاثير فيها، وعلى توحيد مناهج السلوك وتحقيق التكامل الاجتماعي»، وحيث ان وسائل الاعلام، او بالاحرى ادواته، محايدة في نفسها، لكن مضمونها، وما تطلقه، هو الاساس في الحكم عليها، فاننا امام دور خطير وهام جدا تستدعيه مواجهة التدفق الاعلامي ووسائل الاتصال والاعلام المواكبة للعولمة التي تؤسس لذهنية تقبل الاستعمار الجديد، وتتحول عن هويتها وانظمتها وقيمها. ان العولمة الثقافية قائمة بالفعل عبر الفضا المفتوح، وفي ظل ثورة الاتصالات، وهي لا تكتفي باجهزتها المباشرة، بل ان عالمنا الاسلامي، خصوصا، يعطيها عبر شركات القنوات الفضائية الهائلة فرصة بث برامجها ثانية وايصالها الى افراده المقيمين والى الاقليات التي يتوجه اليها في الغرب نفسه وغيره. الاعلام اداة ثقافية بالكامل، فهو يحتاج الى هدف والى معلومة والى اسلوب في عرضها، وهو شان نحتاجه في فهمنالدور الاعلام الاسلامي والاعلام الديني. العلاقة بين الاعلام والدعوة او التبليغ هذه المفردات تتداخل في ما بينها، وبالتالي تتداخل عملية التقويم لادا كل منها، ونقوم مرات بتسجيل حالات من الفشل، او الضعف، للاعلام الديني او الاسلامي، فيما نحن نناقش مسالة من المسائل الدعوية وليس من المسائل الاعلامية. ولذلك من الضروري ان نفصل في ما بينها. اذا كان الاعلام يعني، اصطلاحا، ايصال معلومة معينة الى المتلقي بهدف معين وباسلوب يخدم ذلك الهدف، ويتوقع منه ان يؤثر في المتلقي، ويغير من ردود فعله، فان الدعوة او تبليغ الرسالة الاسلامية تلتقي معه، لكنها تختلف في المتلقي وفي ادوات الخطاب، فان لغة الدعوة خاصة بمخاطبة الافراد لتوعيتهم بالاسلام بينما لغة الاعلام تخاطب الامة دفعا لنموها وتقدمها، وعلى هذا يصح ان يقال: ان هناك نظرتين لفهم الاعلام الاسلامي: الاولى: «انه اعلام بالقرآن والسنة واعمال السلف الصالح واقوالهم بهدف انما الوعي الديني وتعزيز روح الانتما الى امة الاسلام لدى المسلمين». والثانية: «انه اعلام على ضوء الكتاب والسنة واعمال السلف الصالح بهدف انما الوجود الاسلامي العام انما مستقبليابما يحقق اهداف امتنا وتطلعاتها النهضوية والحضارية». والفارق بينهما ان الاول يكون مطابقا لمفهوم الدعوة الذي يتصف بالفردية في العرض والتلقي والمباشرة في الطرح والادا، بينما يكون الثاني موجها للجماعة ويتحرر من المباشرة وان صب في دائرة الالتزام، وهذا ما يصطلح عليه بالتفرقة بين الاعلام الديني الاسلامي والاعلام الاسلامي، ومن الناس من لا يفرق بين الدعوة والاعلام اساسا، والواقع ان غرض التفريق هنا هو تحديد المهام وتوصيفها وعدم الخلط بينها، منعا لعدم التاثير الايجابي اصلا، او منعا للتاثيرالسلبي فيما لو تداخلت اساليب كل من الفهمين او النظريتين. ادوات الاعلام ووسائله ووسائطه اذا قبلنا التفريق بين الاعلام الاسلامي والاعلام الديني الاسلامي والدعوة، فانه ستكون لدينا مجالات متعددة للاستفادة منها، وقد يكون بعضها وعا لبعض، بمعنى ان تستوعب ادوات الاعلام الاسلامي الاعلام الديني الاسلامي،وهكذا فانه تكون لدينا قابلية الاستفادة من الاشيا والادوات والتقنيات على اختلافها على هدي الاسلام وضمن الضوابط الاسلامية، وكذلك الاستفادة من المواسم والامكنة، فاذا كان المسجد الذي تؤدى فيه صلاة الجمعة مكاناللعبادة المخصوصة، بوصفها دعوة واعلاما دينيا، فان في خطبة صلاة الجمعة العامة اعلاما اسلاميا. وهناك سبب آخر للاستفادة من المجالات المختلفة هو ان الاعلام نفسه لم يعد محصورا بالوسائط التقليدية. اساس التفريق بين الاعلام الاسلامي والاعلام الديني الاسلامي، او الدعوة، وثمرته نرى ان الاساس، في قسمة الاعلام الى اعلام اسلامي واعلام ديني اسلامي، هو في المضمون والادا، فحيث يكون المضمون دينيا والادا مباشرا، كما في تفسير القرآن او بيان الاحكام الشرعية، فهو اعلام ديني اسلامي، وعندما يكون المضمون يخدم الدين ويحفظ الالتزام والدين فهو اعلام اسلامي. وثمرة التفريق انه لا يجوز تحميل الاعلام الديني، بلغته المباشرة وتوجهه الفردي، اعبا الاعلام الاسلامي ووظائفه التي منها الترفيه والاخبار والثقافة العامة والتقنية واحوال الطقس... الخ. مهمات الاعلام الاسلامي والديني عامة في مواجهة العولمة اذا لم يمكننا الاعتماد على الاعلام الرسمي لانه سائر في طريق العولمة، تبقى المهمات على المسلمين، وهي نفسهامهمات الرسالة الاسلامية التي صدع بها رسول اللّه (ص)، لاننا امام ظاهرة العولمة، بوصفها مظهرا من مظاهر «عمل الشيطان وكيده المستمرين» وما يفرزه في المجالات المختلفة اقتصاديا وسياسيا واجتماعيا وفكريا، وبالتالي فان عليناعب ء عرض الدعوة وعب ء الدفاع عن الاسلام والمسلمين، ولهذين اساليبهما وطرائقهما وضوابطهما التي تتكفل بهاابحاث خاصة. وبالتالي فنحن مدعوون لاستخدام جميع مفاهيم الاعلام وادواته والدعوة على ضوء المعطيات العلمية والشرعية الثابتة. ولكن لا تنحصر المواجهة في المجال الاعلامي فقط، لانه، كما قلنا، اداة ثقافية، وهو ناقل ووسيط، فعلى العلما في المجالات المختلفة ان يتصدوا ليتمكن الاعلام من نقل ابداعهم ونتاجهم، وايصاله. لكن لو نظرنا الى الاعلام، بخاصة، فاننا نرى ان على الحركات والافراد، رغم ضآلة مواردهم، ان يتعاونوا في ما بينهم،ومع الجمهورية الاسلامية الايرانية للعمل بصورة تبادلية تطوعية لاخبارهم وافكارهم، وبذلك يشكلون ممانعة وتاسيسا اعلاميا مهما مستقبليا. ا. محمد حسين: ويتحدث الاستاذ محمود حيدر في المحور الثاني، وهو «اثر الاعلام الفضائي على الهوية الوطنية وسيادة الدولة». ا. محمود حيدر: (1) يرى كثير من المفكرين، وفي غير دولة، ان العولمة هي من المنعة والقوة بحيث استطاعت ان تجتاح جانبا كبيراومهما جدا من المفهوم التقليدي للسيادة الوطنية والسيادة القومية. وواقع الامر ان التلفاز الكوني، الذي تحدث عنه سماحة الشيخ علي خازم قبل قليل، سيضاعف من ماساة المفهوم التقليدي للسيادة الوطنية، بحيث يستطيع هذا التلفازان يحل ضيفا على اي بيت، وفي اي مكان من هذا العالم. هنا، في اعتقادي، تبدا المواجهة الحقيقية والحضارية. ولاينبغي ان نستهون الامر، ولا ينبغي ان نخشاه الى حد الاعتقاد باستحالة مواجهته، كان العولمة حوت يريد ان يبتلع قيم هذا العالم جميعها. يبدو لي ان العولمة هي طور تاريخي متقدم من اطوار تطور البشرية، وينبغي التعامل مع هذا الطوربكثير من الواقعية ومن الممانعة اللتين ينبغي ان تسيرا على خطين متوازيين، بحيث تكتمل ادوات المواجهة على نحوفعال. لم تظهر العولمة، باحيازها المختلفة، الا على صهوة الاعلام الفضائي، ما يعني ان العولمة على مستوى الاعلام، ستكون معادلة للاعلام الفضائي. هذه الحقيقة بات الكلام عليها من قبيل المسلمات. لا يتعلق الامر بالصعود الضاري للطفرة التكنولوجية الاقتصادية، ولا بانهيار خارطة التكتلات الدولية التي عاشها نظام التوازن ابان الحرب الباردة فحسب، وانماايضا، واساسا، بالحرب التي خاضتها الولايات المتحدة الاميركية في الخليج، وختمت فيها الفصل الاخير من التوازن العالمي. لقد كان العامل الاعلامي في مقدمة الاسلحة الحاسمة التي نقلت العالم الى طور جديد تبدلت معه انظمة القيم على جميع المستويات، في الجانب المعرفي الفلسفي الذي سعت الولايات المتحدة الى توظيفه ليرسخ انتصارهاالعسكري والسياسي كان الاعلام عامله المؤسس. ولا ينسى الكثيرون، من الذين انخرطوا في مساجلة نظريات الامركة،الدور الذي لعبته مؤسسة «اولن» في التسويق الواسع لمقولة «نهاية التاريخ» التي اطلقها الكاتب الاميركي من اصل ياباني «فرانسيس كوكويان فوكوياما» ، ومن بعدها مقولة «صراع الحضارات» ل «صموئيل هنتغتون»، لقد ظهرت العولمة بوصفهامعادلا ثقافيا ايديولوجيا لثورة المعلومات، وفي الاساس منها ثورة الاعلام. ولم تكن فرضية المجتمع الاعلامي العالمي سوى المرتكز النظري لهذا المعادل الثقافي الايديولوجي، وهذان اثنان من ابرز دعاة الامركة، وهما: «جوزيف فتي»،عميد كلية كنيدي في هارفرد حاليا، و«وليم اونز»، النائب السابق لرئيس لجنة رئاسة الاركان في الجيش الاميركي،يفصحان عن ذلك بوضوح فيقولان: «القرن الحادي والعشرون، وليس القرن العشرون، الذي يمثل عصر التفوق الاميركي». يعني هذا ان المنطق الايديولوجي هو الذي يتكلم، وليس المنطق الواقعي. انما تستطيع الامركة، اذا امتلكت القوى، ان تحول الايديولوجية الى حال واقعية، ذلك ان المعلومات والنقد الجديد والاقتصاد العالمي في الولايات المتحدة في وضع افضل من اية دولة اخرى للاستفادة من امكانيات مواردها المادية وبرامجها. اضافة الى ذلك، يضيف المسؤولان الاميركيان ان البلد الاكثر قدرة على قيادة ثورة المعلومات هو الذي سيصبح البلد الاقوى. وفي المستقبل المنظور، فان ذلك البلد هو الولايات المتحدة التي تتمتع بحنكة وذكا افضل مقارنة بغيرها. هذا، وان قدرتها على جميع المعلومات ومعالجتها والتحكم فيها وتوزيعها سوف تزداد من دون شك اكثر فاكثر في القرن المقبل، ولا ينفك منظروالفرادة الاميركية عن ابتعاث مروحة من الافكار، القصد منها منح السيطرة مشروعية الاستمرار والتراكم لتاخذ صعيدهاالمعرفي والثقافي، ويتحدث معظم هؤلا بلغة اليقين، ودائما عبر آليات الاعلام، بهدف خلق اعتقادات في المجتمعات الدولية، وخصوصا الاوروبية، فضلا عن مجتمعات الاطراف، التي نحن منها، مؤداها التسليم بنمط الحياة الاميركية، بوصفه قدرا لا مناص منه، وها هو «دانييل برتون»، احد البارزين في قطاع الات صالات، يقول: «ان الولايات المت حدة، بوصفها رائدة في اقتصاد الشبكات، سوف ترسم تطور هذا الاقتصاد، ذلك انه ليس هناك اية دولة في العالم سواها، تملك المؤهلات اللازمة لتوجه التطورات». ويضيف برتون: «اننا، في النهاية، نتجه نحو عالم للشبكات يتكون من مجتمعات الكترونية تجاريا وثقافيا، ويعمل على تدعيم مكانة الولايات المتحدة الاميركية من بين الامم، لكنها في الوقت نفسه، وعلى النقيض من ذلك، امة تعمل على تفكيك نظام الامة الاخرى ر الدولة». يكشف هذا الكلام عن احدالوجوه الاكثر اهمية، فالخطاب الثقافي الاميركي يسعى الى تخليع منظومة القيم التي نشا عليها مبدا الدولة ر الامة. تريد الطليعة السياسية الحاكمة في الولايات المتحدة، ان تقيم عالما يشبهها في الغرب وفي العالم اجمع، اي دولة عالمية سماها احد الخبرا الاميركيين، وهو «جيمس كور»، بالمؤسسة الاميركية، التي ذهبت ابتدا من نصف القرن الاخير، الى جعل مصلحة الدولر الامم، مثل: بريطانيا وفرنسا والمانيا وايطاليا واليابان، تتفق مع تجاوز مفهوم الدولة ر الامة عن طريق العضوية في عدة منظمات دولية، كالامم المتحدة ومنظمة الدول الاميركية وحلف الاطلسي والغات وصندوق النقدالدولي والبنك الدولي وسواها. وخلاصة القول ان الدولة الاميركية، مثلها مثل تلك الدولة التي قامت في اوروباواليابان، نفذت مشروعات كبرى في الابعاد الثقافية والامنية والاقتصادية للحياة الاجتماعية، لكن على خلاف الدول الاخرى، فانها فعلت ذلك على نطاق قاري هائل الحجم حقا، بل انها، وهي تفعل ذلك، كانت تنشى ايضا عالم ما بعدالعالم الحديث. وبذلك مهدت الطريق لزوالها، بوصفها دولة رامة. كانت بداية التسعينيات ذروة ما وصلت اليه التجربة الاميركية لنزع القيم التي يقوم عليها مبدا الدولة ر الامة. ثم لتنتقل آبعدئذ الى زمن الهيمنة على العالم، وهو زمن يتصف اميركيا بتخطي الاتكا على جيوش تقليدية اميركية تقوم على التجنيد الاجباري الجماهيري وتوفير الدفاع القومي، وذلك باتجاه تشييد ما يسمى بمجتمع ما بعد العصر الحديث الذي يقوم اساسا على وجود الاسلحة النووية التي توفر الردع الموسع للاحلاف الدولية مثلما حدث مع حلف الاطلسي. وهناك حرب ماثلة امامنا وهي: حرب الخليج الثانية التي لم تستخدم فيها الجيوش الجرارة، وانما الاسلحة الذكية، وباقل عدد ممكن من الجنود. وهناك عدد كبير من الخبرا الاميركيين يخططون لاستراتيجية ان تتم الحروب بلابشر، اي تتم فقط بالليزر والازرار الالكترونية. (2) يجري ما يعرف، في الغرب اليوم، ب«مجتمع الاعلام العالمي» على خط مواز مع «العولمة»، حتى ليكاد يتثبت الاعتقادمن حقيقة التواطؤ المتبادل بين المفهومين الشائعين الان بزخم لافت. ولئن قيل في «العولمة»، من التعاريف، ما يجعلها ظاهرة الظواهر التي تترجم علاقات قوى السيطرة في نهاية الالف الثاني، فالذي يقال في الاعلام وثورته الجديدة يعادل وجه الظاهرة الاخر، ان لم يؤلف حقيقة وجودها وتكوينها. بين «العولمة» اذن، (العولمة التكنو اقتصادية على الخصوص) والاعلام، علاقة انتاج. ولقد صار اكيدا ما بلغته ثورة الاتصال من قدرة هائلة على غزو كل ما يتعلق بميادين النشاط البشري الحديث، وعلى الاخص القطاعات الرئيسية للاقتصاد العالمي. فعن طريق اربعة مجالات تكنولوجية تتداخل بقوة في ما بينها، وهي: الاعلام المنشور والهاتف والتلفزة والانترنت، اطلقت «العولمة» رهاناتها الاقتصادية. وتحسب «الليبرالية الجديدة» ان سيطرتها على المال العالمي، عبر 200 شركة متعددة الجنسية، جزء من سعيهاللاستيلا على المجتمع الاعلامي. ويدخل هذا الحسبان في المقاصد العليا لرهانات «العولمة»، حيث يتحول التوصيل الاعلامي، بوسائطه المتنوعة، الى تقنيات عالية الدقة لاعادة انتاج المعتقدات الليبرالية التقليدية، ولا سيما منها عقيدتاحرية السوق (دعهم يعملون) والتبادل الحر (دعهم يمرون). ان هاتين العقيدتين ستعودان مجددا لتؤلفا المكون الايديولوجي للتبادل الحر الذي نهضت عليه عولمة آخر القرن،وسيكون على «المجتمع الاعلامي العالمي» توظيف هذا المكون الايديولوجي للعولمة الجديدة في ادارة الحروب الاقتصادية الباردة، وسيتم ذلك اما من خلال تاهيل اكراهي لمجتمعات ودول ذات سيادة، او عبر تقنيات اقناع اغرائية آود ودة لا حصر لها. ان ما يحصل اليوم هو تبدل في عمليات الاستحواذ، تختلف في مدياتها عما جرت العادة عليه في الازمنة الاستعمارية التقليدية. فلقد طرا تطور جذري على آليات السيطرة السياسية والاقتصادية في خلال الربع الاخير من هذا القرن. وماعادت فلسفة القوة التي اخذت بها حركة الراسمالية الصاعدة لتحقيق مطامحها فوق القومية، هي نفسها بعد هذا التطور.ودخلت وسائل الاتصال وشبكات التحكم والتوجيه من بعد، بوصفها عاملا رئيسيا في استعمالات القوة. وبدا كما لوان عمليات الهيمنة السياسية والاقتصادية والعسكرية والثقافية، تتكثف ضمن مساحة كبرى، بعيدا من الاستفزازالمباشر، هي مساحة الاعلام. كانت نهاية الحرب الباردة الانعطاف الفعلي في هذا المنحى، وقد اظهر واضعو الاستراتيجيات العليا في الولايات المت حدة الاميركية رغباتهم الملحوظة في السيطرة على شبكات الاتصال والثروات الهائلة التي توفرها الصناعات «اللامادية»من علم ومعرفة وقدرة استثنائية على التحكم بالعقول واتجاهات الراي العام في العالم. ويذكر «جوزيف ناي»، وهومسؤول سابق في البنتاغون وعميد معهد كينيدي في جامعة هارفرد حاليا، في مقال كتبه بالاشتراك مع «وليم جونز»،ونشرته مجلة الشؤون الخارجية، في عدد نيسان من العام 1996م، كيف انه سيكون من السهل على اميركا ان تسيطرسياسيا على العالم في المستقبل القريب، وذلك بفضل قدرتها التي لا تضاهى في ادماج النظم الاعلامية المعقدة. ويبين صاحبا وجهة النظر الاميركية هذه المدى الذي تحولت فيه مفاهيم السيادة القومية تحت وطاة الاختراق الاعلامي عبرشبكات التلفزة الفضائية والانترنيت، حيث لم يعد بامكان الدول ذات السيادة التقليدية ان تحجب عن فضااتها الغزوالثقافي والاعلامي، الامر الذي كانت توفره اجراات سيادية تقليدية من مثل اغلاق بوابات الحدود الجغرافية في وجه عمليات الغزو الاتية من الخارج. حتى ان عددا من الخبرا الانكليز راحوا يصفون هذه الظاهرة العالمية ب«القوة الناعمة»التي تستطيع ان تحقق غاياتها الاستعمارية على نطاق واسع من دون ان تخلق ردات الفعل التقليدية الثورية التي كانت تنجم عادة عن الشعوب التي تتعرض كرامتها القومية للمهانة وسيادتها للانتهاك وارضها للاحتلال. هناك اعتقاد، بين واضعي استراتيجيات الاعلام، مؤداه ضرورة ان ياخذ مسار الهيمنة عبر الفضا مداه اللامتناهي على نحو يلبي الحاجة اللامحدودة للشركات متعددة الجنسية ومراكز الهيمنة المالية والاقتصادية. وهم في ذلك يدعون الى تجاهل مظاهر الهوية التقليدية للشعوب والمجتمعات، كالقومية والانتما العرقي والدين والجنس والموقع الجغرافي.والامر الذي يدعو للتشاؤم هو ان هذه الاستراتيجيات تشكل مصدر اغرا لكبار رجال الاعمال الذين اصبحت الحدودالقومية عائقا امام توسيع مصالحهم وحركة راس المال الذي يملكون، ما جعلهم يمارسون ضغوطات هائلة على حكوماتهم للانخراط والانصياع في عمليات السوق المفتوحة التي لا تعرف حدودا اقليمية، حيث الكون كله، في هذه الاحوال، خاضع لنظام راس المال العالمي. ولقد اظهر الاعلام الفضائي، بشقيه المرئي والمسموع، فعالية حقيقية لتغليب هذا المسار على حساب مبدا المصلحة القومية والسيادة الوطنية. في حين بدا كما لو ان الصحافة المكتوبة وشبكة المراسلين التابعة لها غير ذات اهمية في ظل الاستحواذ المخيف للاعلام الفضائي وسرعة ايصال الصوت والصورة عند تغطية اي حدث في اي مكان من العالم. هذه الوضعية يترجمها، بشي ء من المرارة، الصحفي البريطاني المعروف «روبرت فيسك» عندما كان مراسلا لجريدة «الاندبندنت» في اثنا حرب الخليج، فكتب يقول: «ماذا كان بوسعي قوله لجريدتي من العربية السعودية اثنا الدقائق الاولى من الحرب، في حين كانت شبكة ت .ت .ا قد نقلت من بغداد مباشرة بداية الصراع؟ واذكر انني شعرت باحساس قوي كانه الم عضوي عندما ادركت ان ايام الصحافة المكتوبة القديمة والجميلة قد انتهت.. وحلت محل عملناالقديم متابعة التلفزيون مباشرة، مع العلم ان هذا يجعل الانبا اكثر قبولا بالتلاعب من اي وقت مضى. ويعبر عدد من الصحفيين الغربيين الذين رافقوا تطورات حرب الخليج، وما نجم عن نتائجها في الشرق الاوسط والعالم،عن شعورهم بالاحباط جرا التحاق الصحافة المكتوبة بخداع الاعلام المتلفز، خصوصا حين انبرت تنقل تقاريرالشبكات الفضائية عن ظهر قلب، من دون ان تتحقق من صحتها وصدقيتها. وفي هذا المجال يتسال، الصحفي الفرنسي «ايناسيو رامونيه» (ث ب تتت آث تپ اآتبپ )، مدير تحرير «لوموند ديبلوماتيك»، عما يمكن عمله لمجابهة الغاز«المطياف» من اخبار وافساد؟ ويقول: «من الثقة بعينيه؟ وبان المظاهر، رغم معجزات النقل المباشر تبقى خادعة ومكارة؟ وبان العقل الديمقرطي يبقى قائما على الشك المنهجي، وعلى صمت التفكير وعلى النقاش النقاد؟ وبانه في الجو المشحون بالشعبوية وبالغوغائية تستطيع صدمة المشاهد والصور ان تؤدي الى تنازلات مرعبة، والى الانصراف عن الحقيقة» . ((336)) ان الاليات الاعلامية تقصد، بشكل منهجي ومعمق، اعادة تشكيل الوعي الجماعي العالمي وتكييفه على نحو يناسب حاجات الامبريالية المفتوحة. فثورة التكنولوجيا العالمية، كما يؤكد الكاتب الفرنسي «ايناسيو رامونيه»، تتطلب احلال الحاسوب محل العقل البشري، وتتسارع هذه العقلنة العامة لادوات الانتاج بفعل التوسع الكبير في الشبكات الجديدة للاتصالات، وبذلك ينشط الانتاج، وتختفي بعض المواد، وتتفجر موجة البطالة والعمل المؤقت. اما في الميدان الاقتصادي، فالسائد هو ظاهرة «العولمة»، اي الارتباط المتزايد والوثيق بين اقتصادات البلدان المتعددة. وتهم هذه «العولمة» اساسا القطاع المالي الذي يهيمن من بعيد على الاجوا الاقتصادية، وتعمل في الاسواق المالية طبقا لقواعدوضعتها بنفسها لنفسها، وباتت من الان فصاعدا تفترض قوانينها الخاصة على الدول نفسها. وعلى صعيد العلاقات الاجتماعية احدثت ثورتا الاعلام والاقتصاد ازمة في مفهوم السلطة، فبعد ان كانت هذه حتى عهد قريب عمودية ابوية مهيمنة، باتت الان تزداد افقية وفق تركيب شبكي بفعل تقنيات الاستقلال الاعلامي، وفي ذلك تغيير جذري في هوية السلطة السياسية وممارساتها، يعني الان لا تستطيع السلطة السياسية، في اي بلد من العالم،حتى في البلدان الاكثر قدرة على ضبط البنية المجتمعية فيها، على ضبط الهوية الثقافية والحضارية الايديولوجية فيها،ولا تستطيع الامساك بمفاصل السيادة الثقافية، او تتحكم بعملية التوجيه الثقافي. بدا الان ان هناك سلطة خفية تتسلل من بين اصابع السلطة المحلية لتفعل فعلها في المجتمعات. وانا اميل الى الاعتقادبان كثيرا من الدول التي تمانع «العولمة» ، والتي ما زالت تحافظ على هويتها الوطنية والقومية ستواجه خيارا من اثنين: اماالتكيف، او التماهي مع انصاف «العولمة»، او التكيف والممانعة بطريقة مبتكرة وبطريقة اكثر تلاؤما مع مقتضيات حركية الزمن الجديد. ولم تكن التكنولوجيا التي انجبتها العقلانية الغربية في اي يوم بريئة من غاياتها السياسية، كذلك لم تكن ثورة المعلومات التي اختتمت القرن العشرين بريئة من دا التسييس، وهذا ما قلناه. وحين يذهب الاعلام المسيطر ليسوغ ثورته المدهشة، فلا يفعل هذا الا لخدمة طبقة سياسية تتصدر عرش العولمة وشركاتها الكبرى، وعلى امتداد هذه الملحمة الفظيعة لعولمة آخر القرن، تلقي امبريالية الصورة والصوت بظلالها فوق عالم يترنح وانسان يواجه مصيره بعقلانية صارمة. (3) يتمركز السجال حول فلسفة الاعلام في اوروبا والولايات المتحدة، بصورة اساسية، على الجانب المتعلق بالاثرالسلبي على السيادة القومية للدول الامم. وهو ما تشعر به اوروبا اليوم، في كثير من الحرج، نتيجة الهيمنة الاميركية على عقول الاجيال الجديدة في مجتمعاتها، اذ انها تستخدم منظومة وسائط اعلامية موجهة الى اوروبا والعالم استطاعت من خلالها ان تشكل تيارا ثقافيا استهلاكيا جعل كثيرين من الخبرا الاوروبيين يتسالون عما اذا كان عليهم ان يودعواهويتهم الثقافية. والالسني الاميركي «نعوم تشومسكي» يقول: «ان وظيفة المنظومة الاعلامية الاميركية هي ان تسلي وتلهي وتعلم..وترسخ لدى الافراد القيم والمعتقدات وقوانين السلوك التي تجعلهم يندمجون في بنى المؤسسات داخل المجتمع الموسع. وحتى يكون بالمستطاع القيام بهذا الدور، في عالم تتمركز فيه الثروات، وتشتد وتقوى فيه النزاعات بين مصالح الطبقات، يجب القيام بدعاية منظمة». لكن اذا كانت مشاعر الاوروبيين على هذا النحو من الحذر تجاه الاستحواذ الاميركي على الاعلام، فكيف سيكون عليه الحال في بلدان العالم الثالث؟ الامر هنا يدعو الى اليقين بان هذا العالم يتعرض لحملة استعمارية اشد واقصى، وهي هذه المرة تتصل بغزو الوجدان والثقافات وحرف المجتمعات المتاخرة، وخصوصا مجتمعات الجنوب، عن قيم التحرر، واشعارها بلا جدوى التمسك بمبادى السيادة والكرامة الوطنية. لقد لاحظ عدد من الخبرا الغربيين كيف تطورت ميزانيات الاعلام الى درجة اصبحت توازي ميزانيات الدفاع لدى بعض البلدان. وتقول الاحصاات انه، منذ العام 1986م، بلغ رقم اعمال اقتصاد الاعلام في الغرب والاتصالات مبلغ(1185) مليار دولار: منها 515 مليارا للولايات المتحدة، و267 مليارا للجماعة الاوروبية، و253 مليارا لليابان، و150مليارا للاخرين جميعا. ان استيعاب المعطيات المتعلقة بشركات الدعاية والاعلان وهي الحامل الاول للاعلام في هذه الارقام، يعزز الاتجاه الواضح لسيطرة الشمال. وعلى هذا المستوى من تمركز المقدرات، يصبح من اليسير ان نفهم لماذا اصبح التساؤل عن التوازن بين الشمال والجنوب تساؤلا تافها ومثيرا للسخرية. والشك الوحيد الباقي ينصب على كيفية انتها المعارك المستميتة التي تخوضها بعض المجموعات الضخمة ضد بعضها ((337)). غير ان القضية، كما يراها الكاتب الفرنسي «سيرج لاتوش» (ب ب اج تث آپ ب بثب ث الذي يعني اقتلاع الجذور على صعيد الكرة الارضية كلها» والذي يؤدي باسم «التنمية» الى العوز والفاقة وشعور الانسان بان اللّهقد تخلى عنه، «كما انه بالاضافة الى ذلك يحرم من الوجود ولو بشكله الكامن ما يسمى حتى الان ب الدولر الامم. وهذاتطور دفع الى اقصى درجات التشوه الساخر في اكثرية دول العالم الثالث» ((338)). والموجز، فان الديناميات المتبعة لوسائل الاتصال والاعلام بعد الحرب الباردة، آيلة الى غاية واحدة لا مناص منها،هي: تحرير حركة راس المال من اي قيد، بما فيها القيود النابعة من مصلحة الامم التي لا يزال راس المال الوطني يؤلف «ميكانيزم» استقلالها وسيادتها. ا. محمد حسين: المحور الثالث، والاخير، من هذه الندوة، هو: «ثورة الاتصالات وآثارها على انظمة القيم واعادة انتاج الاخلاق العامة»،وسيتحدث فيه د. طلال عتريسي. د. طلال عتريسي: ما هي هذه العلاقة المفترضة بين الاعلام والقيم؟ تتعدد النوافذ التي يمكن ان نطل من خلالها على هذه العلاقة التي يتسع النقاش حولها، بعدما باتت القدرات الاعلامية وتقنياتها الهائلة سمة العصر ومكمن القوة التي تسعى حكومات العالم الى امتلاكها، او السيطرة عليها. وها هو «بريزنسكي»، على سبيل المثال، يرى، قبل سنوات، «ان قسما كبيرا من قاعدة القوة الاميركية هو في هيمنتها على السوق العالمية للاتصالات... ان هذا يخلق ثقافة جماهيرية لها قوة التقليد السياسي..». ليست المرة الاولى، في تاريخ تطور الانسانية، التي تطرح فيها وسائل الاعلام والاتصال على نفسها مهمات حضارية وقيمية عالمية، ففي كل مرة، كانت تحصل فيها اكتشافات جديدة، على هذا الصعيد، كانت مخيلة توحيد العالم تتسع عند من يسيطرون على تلك الاكتشافات. في عام 1860م.، ومع تطور شبكات سكك الحديد، والخطوط البحرية،والملاحة البخارية، والبريد والتلغراف في اوروبا، بات الاتصال ممهدا للحضارة، وبدا النظر الى العالم بوصفه جسماواحدا ينبغي العمل على توحيد اجزائه او ربطها ببعضها. وهكذا بدات تنشا، في اوروبا، الاتحادات الدولية للبريدوالتلغراف ووسائل الاتصال الاخرى، وهي ما ستكون نواة المؤسسات الدولية التي ستسيطر على وسائل الاتصال كافة التي نعرفها في نهاية هذا القرن. ولا يمكن، في الاطار نفسه، ان نفضل اثر الاعلام على القيم والاخلاق، وعلى الهوية الثقافية، عن النقاش الاخر الذي يدور، منذ سنوات، في اماكن كثيرة من العالم، حول «العولمة» وآثارها، خصوصا وان بعضهم يرى ان «العولمة» تتحقق بفضل تقنيات الاعلام والاتصال المتطورة، بينما يرى آخرون ان هذه التقنيات نفسها هي نتاج «العولمة».. وفي الحالتين ثمة ربط اكيد بين ما وصل اليه الاعلام اليوم وبين «العولمة». وما يطرح على صعيد القيم بشان الاعلام، يمكن ان يطرح ايضا على صعيد الاقتصاد وعلى صعيد السياسة، وحتى على الصعد العلمية والبحثية وعلاقتها بالقيم، بعدما تحول الاقتصاد الى قيم الاستهلاك والنهب والسياسة الى السيطرة والاستعباد، وبعدما بانت البحوث العلمية غير بعيدة عن مصالح الشركات الكبرى والمؤسسات التجارية، خصوصا ان الترابط بين هذه المستويات ترابط وثيق لحمته الاعلام بتقنياته كافة. وربما لا يحتاج المرء الى الكثير من الامثلة في اطار هذا البحث «القيمي» عن الاعلام، للتاكيد على ان هذا الاعلام لا ينقل الحقيقة، وانما يصنعها، خلافا لما يدعيه، ولما يروج له، الكثيرون. وما فعلته وسائل الاعلام الغربية في رومانيا اثناالاطاحة برئيسها «تشاوشيسكو»، اثار اتهامات واسعة لها بالتدخل المباشر واللااخلاقي في التاثير على الراي العام، وفي توجيه الاحداث نحو سياسات وغايات محددة خارج الضوابط المهنية والاخلاقية (مبالغة في اعداد القتلى والمتظاهرين. ..). وفي حرب الخليج الثانية احتكرت شبكة ال «ت .ت .ا الرقابة العسكرية. وهكذا تكرر الامر في صناعة الحقيقة التي تريدها وسائل الاعلام مع انتخاب «يهودا باراك» وجعله «داعية سلام»، ومع الاضطرابات الطلابية في ايران وانحيازها الى فريق ضد آخر. وربما نفهم كيف تجري صناعة الحقيقة هذه،عندما نعلم ان الولايات المتحدة الاميركية تملك 65% من مجموع شبكات الاتصال العالمية. وعندما نعلم ان قطاع الاتصالات يحتل اليوم الدور المركزي في اقتصاد الولايات المتحدة الاميركية، وان هذا القطاع لا يزال يخضع لتدخل الدولة المباشرة ماليا وسياسيا وديبلوماسيا، كالقطاعات الاخرى التي تعد استراتيجية للهيمنة الاميركية. يقوم الاعلام العالمي اليوم على ما يسميه مبدا حرية التدفق، وفلسفة هذا المبدا تعني ان المتلقي حر في اختيار ما يشامن المعلومات او السلع. لكن ذلك يمكن مناقشته من زاويتين، الاولى: ان هذه الحرية في الاختيار غير كاملة، اذ ليس ثمة تدفق حر لكل المعلومات التي يمتلكها الافراد او المؤسسات في الغرب. وعلى مستوى الاستهلاك ثمة هيمنة لشركات كبرى اقتصادية تروج للسلع التي تريد. وعلى المستوى السياسي يتم الترويج لمواقف واتجاهات معينة. وعلى المستوى القيمي الاجتماعي يتم تحويل الانسان الى مستهلك فرد، وليس الى مواطن او الى كائن له علاقات انسانية واجتماعية مع الاخرين، «اما المنع الوحيد الذي يمكن ان يطبق على منتج ثقافي ما، فيجب ان يكون فشله او نجاحه في السوق..». ان مبدا التدفق الحر للمعلومات هو صياغة اميركية لجعل الصناعة الاعلامية الاميركية صناعة عالمية عبر تصديرها الى دول العالم كافة. لقد وضع «البنتاغون» قبل نهاية الحرب العالمية الثانية طائرات عسكرية في خدمة الناشرين واصحاب الصحف الاميركية ليتمكنوا من الذهاب الى قادة دول الحلفا، والتبشير بفضائل الصحافة الحرة، وبحرية التبادل على صعيد المعلومات. عام 1946م (ذرژس حآ ذچخددخج المساعد في ذلك الوقت، يقول: «اننا نعتزم القيام بكل ما في وسعنا، على المستوى السياسي او الديبلوماسي، لكي نساهم في ازاحة العراقيل المصطنعة امام توسع وانتشار وكالات الانبا، والمجلات، والافلام، ووسائل الاتصال الاميركية الاخرى التي يملكها القطاع الخاص. ان حرية الصحافة، وكذلك تبادل المعلومات بشكل عام، جزء لا يتجزا من سياستنا الخارجية» ((339)). ولم تتغير هذه الاولوية في عهد الرئيس «كلينتون» منذ عام 1993م. وقد دافع المندوبون الاميركيون في الامم المتحدة، وفي الاونيسكو ايضا، عن هذا «التبادل الحر» للمعلومات في كل المناسبات التي اقتضت ذلك. وقد يكون مفيدا ان نذكر بان خطة «مارشال» الاميركية لمساعدة الدول الاوروبية المنكوبة بعد الحرب العالمية الثانية تضمنت دعم واشنطن المادي لافتتاح اسواق لاستيراد المنتجات الثقافية الاميركية الى هذه البلدان. وقد ساهمت هذه الاسواق، وما انفقته الولايات المتحدة الاميركية على تطوير وسائل الاتصال، في هذه الهيمنة الاميركية على هذا القطاع، وفي رؤية الاميركيين ليس فقط للقرن الحالي بانه القرن الاميركي بل وللقرن القادم الواحد والعشرين بانه ايضا قرن التفوق الاميركي. هل يمكن لقيم اخرى لا تملك وسائل اتصال مماثلة ان تواجه قيم ثقافة السوق وحرية التدفق وصناعة الحقيقة؟ طرح الاوروبيون على انفسهم مثل هذه الاسئلة، وحاولوا الاجابة عنها عبر الاحتجاج على الهيمنة الاميركية على ثقافتهم، لكنهم لم يقدموا البدائل الفعلية في ظل موازين القوى العالمية التي تمنعهم من التفلت من السياسات الاميركية العسكرية والاقتصادية والثقافية. هل بامكان الشعوب العربية الاسلامية ان تحافظ على قيمها الدينية مع هذه «العولمة» لوسائل الاتصال وما يضخ عبرهامن قيم؟ هل تكفي بدائل الدين واخلاقياته للحد من وحشية قيم السوق وخدعة حرية التدفق والتبادل الحر؟ وهل عالمية الاعلام بهذا المعنى هي شر مطلق لا خير فيه للبشرية؟ . ليس من البساطة او السهولة الاجابة عن اسئلة معقدة كهذه، وعما يمكن ان يفعله المتلقي، شعوبا ومجتمعات وافرادا،في مواجهة هذه الماكينة العالمية الضخمة. وربما لهذا السبب تتعدد الاجابات وتتباين بين من يرى في بث القيم الدينية وترويجها ردا مناسبا. وبين من يبحث، الى جانب ذلك ايضا، عن مواكبة ما يجري من خلال النوافذ المفتوحة على الرياح العالمية وتياراتها. وربما يفسر هذا التباين الصعب القلق الثقافي في غير مكان في العالم الاسلامي، وخصوصا في بلدانه التي لا تزال القيم الاخلاقية تشكل جزءا اساسيا من مكونات شخصيتها وهويتها، وحيث لا يزال حكامها يعدون هذه القيم هدفا تنبغي المحافظة عليه واعلا شانه. ان اي مشروع محتمل لمواجهة من هذا النوع، خصوصا على مستوى حماية القيم بما هي جزء من الهوية الثقافية ومن الانتما الديني والانساني، لا يمكن القيام به الا على مستوى جماعي في اطار الهيئات والمنظمات والدول الاسلامية كمنظمة المؤتمر الاسلامي على سبيل المثال، كما ذكر فضيلة الشيخ، علما بان هذه الدول، وعلى الرغم من قدراتهاالبشرية والثقافية والمالية لم تبلور لغاية الان عملا موحدا على هذا الصعيد، ولم يتطور التواصل بينها على مستوى شبكات المعلومات. ولا يبدو في الافق القريب ما يشير الى الانتقال الى ما هو افضل على الرغم من الدعوات والاجتماعات التي حصلت منذ سنوات على مستوى وزرا الاعلام والثقافة في الدول الاسلامية ودعواتها الى مؤسسات مشتركة لم تبصر النور حينا، ولم تكن ذات فاعلية حينا آخر، بسبب الخلافات السياسية بين هذه الدول اوبسبب غياب الاهتمام الجدي بالشان الثقافي فيها. هل يعني ذلك اننا امام قدرة هائلة ستطحن عاجلا ام آجلا قيمنا في ماكينتها الاستهلاكية العالمية؟ وهل يعني ما تقدم ان العولمة المفترضة ستطيح بالحدود الثقافية كما فعلت بالكثير من الحدود الاقتصادية في غير بلدمن بلدان العالم؟ ايضا، لا يمكن، وبهذه البساطة، ان نقول ان عصر الخصوصيات القيمية والثقافية بدا بالافول. وربما تفسر الظاهرة الاسلامية بشكل رئيسي، وكذلك ظاهرة الاديان الاخرى، وحركات العودة الى الطبيعة في دول‏العالم المختلفة، حجم الرغبة في العودة الى الذات والى ما هو «انساني‏»، ومدى الاتجاه الى التفلت من صنمية الاعلام‏الغربي ولااخلاقيته الواسعة. كما ان القيم الدينية والاخلاقية الراسخة عند الشعوب الاسلامية، تحديدا، سمحت بتشكيل ما يمكن تسميته ب«نظام‏المناعة‏» امام المحتوى المخالف لهذه القيم في وسائل الاعلام الغربية. ويرتبط هذا «النظام‏» بشبكة من العلاقات على‏المستويات الفردية والجماعية، وعلى مستوى المؤسسات المحلية كدور العبادة والمؤسسات التعليمية والبنى العائلية.وقد لعبت هذه العلاقات وتلك البنى دورا هاما في المحافظة على الهوية والاخلاق والثقافة والقيم الاسلامية. وهذه‏القيم والعلاقات تفسر، على سبيل المثال، محدودية انتشار ثقافة تحديد النسل او تنظيم الاسرة في كثير من بلدان العالم‏الاسلامي. ومحدودية انتشار ثقافة العلاقات الحرة بين الجنسين، او ثقافة حرية الابناء في مواجهة الوالدين. ويمكن، في هذا الاطار ايضا، دراسة التجارب الاعلامية الناجحة في بعض ما قدمته السينما الايرانية والسينما المصرية،على سبيل المثال، في مضامين لا تخدش الجوانب الاخلاقية، ولا تكرر سينما الجنس او العنف. وتستوفي الشروط‏الفنية المناسبة، وتحقق، في الوقت نفسه، حضورا عالميا بارزا. ان استحالة المواجهة الشاملة مع الاعلام الغربي، لا ينبغي ان تحجب امكانيات تعزيز «نظام المناعة‏» ومؤسساته العائلية‏والتربوية والعبادية والاجتماعية، او امكانية ان يطور كل بلد نموذجه في الاتصال وفقا لحاجاته وتقاليده، او وفقالامكانيات وسائل الاعلام التي تمتلكها الحركات والدول الاسلامية في البلدان الاسلامية كافة. ان ما يستفاد من تجربة الاعلام الغربي في محتواه الموجه الى العالم الاسلامي وشعوبه وقيمه، انه لا يلجا الى ما هومباشر في نقد الاسلام وعاداته، او في الترويج لافكار الغرب وقيمه الا نادرا، بل يعمد الى ما يمكن ان نسميه بسياسة‏التراكم والتنوع التي تؤدي، من خلال تكرار المفاهيم والصور غير المباشرة في وسائل الاعلام المختلفة، الى تكوين‏الراي، او الانطباع، المشوه عن هذا العالم وعن هذا الدين وعن الشعوب التي تعتنقه، والى تكوين صورة اخرى عن عالم‏الغرب جذابة وبراقة، من دون ان يغفل التنوع الذي يتيح انتقاد هذا الجانب او ذاك من جوانب الحياة في العالم الغربي،وهو اسلوب ناجم عن خبرة عميقة في سيكولوجية التاثير الاعلامي، وعن مقدرة على الصبر وتحمل النفقات الباهظة،وعن امتلاك انواع مختلفة ومتعددة من وسائل الاعلام التي تتوجه الى الانسان في مختلف مراحل حياته وفي مختلف‏اوجه نشاطه. بينما لا يزال الاعلام الاسلامي، لاسباب شتى، اعلاما مباشرا، يتوخى التاثير العاجل ولا يتحلى بالصبرالذي يثمر بعد حين. لا يعني ما تقدم ان التطور الاعلامي الغربي رجس مطلق. فلولا هذه التقنية الهائلة في اختراق المساحات والحدودلبقيت مجزرة قانا في جنوب لبنان ط‏ي الكتمان. ولولا القنوات الفضائية لما امكن معرفة ما يجري في العالم، ولا امكن‏ايصال ما نريد اليه. ومع الشبكات الحالية للمعلومات (انترنيت) التي تفتح نوافذ المعرفة على العالم كله، يمكن ان‏تحتل‏«رسالة‏» الافراد والمنظمات والمؤسسات والحكومات في البلدان الاسلامية كافة بمحتواها المناسب، حيزا في‏هذه الشبكات، سواء بين هذه البلدان نفسها او الى جانب مصادر المعرفة الاخرى التي يبثها الاخرون من زوايا العالم‏الاربع. ان الاعلام بات علما وفنا في عالم اليوم، يتداخل فيه التقني بالنفسي والسياسي بالثقافي. ولا ينبغي ان نهمل ذلك كله‏او نسوغ غيابه، لان «الرسالة‏» بمحتواها الاخلاقي لن تصل الا اذا توفر فيها ذلك الترابط. ا. محمد حسين: المجال مفتوح لاسئلة الحاضرين ومداخلاتهم. د. عبد المجيد زراقط: ان كانت «العولمة‏» «مظهرا من مظاهر عمل الشيطان وكيده المستمرين‏»، كما تفضل سماحة الشيخ‏علي خازم، فان هذا الشيطان سيحضر ويكيد في مجالات فعلنا، وسيكون اكثر حضورا عندما يبدا بث التلفاز الكوني، مايجعلنا في مواجهة لا مفر منها... ماذا علينا ان نفعل في هذه الحالة التي لا تفيد فيها المصادرة ولا المنع ولا كيل التهم‏والشتائم!؟ اليس الاجدى ان نعمل من اجل امتلاك قدرات الممانعة والمنافسة؟ وان كان الجواب بالايجاب، فكيف ‏نمتلك هذه القدرات؟ وماذا نفعل في هذه الحالة؟ الشيخ علي خازم: انا لم اصف «العولمة‏» بالشيطان، وانما قلت هي مظهر من مظاهر عمل الشيطان المستمر في كيده‏للانسان الى يوم القيامة. ان الشيوعية مظهر من مظاهر عمل الشيطان، كما كانت الراسمالية. الشيطان توعد بالاستمرارفي الكيد للانسان. امتلاك التقنية ليس مشكلة من جهة التقنية نفسها، نحن نستفيد، ايران اليوم تمتلك غير محطة على‏القمر الصناعي، وتمتلك بعض التقنيات التي تقترب من تقنيات التلفاز الكوني، عندما ذكرت اننا عندما نطالب بالتنسيق ‏بين القوى او الحركات الاسلامية والافراد المسلمين في انحاء العالم مع الجمهورية الاسلامية، كان ذلك لانها تمتلك‏اليوم نوعا من التقنية المتقدمة. القمر الصناعي (الزهرة) الذي تمتلكه الجمهورية الاسلامية يمكنه ان يقارب تقنيا ماستصل اليه اميركا مستقبلا. التقنيات موجودة، مصر تمتلك على القمر الصناعي الذي اطلقته لحسابها الخاص، وعلى‏العربسات 1 و2، اكثر من 84 محطة فضائية. قس على ذلك الشركات الخاصة والدول. التقنية موجودة، العالم الاسلامي‏يمتلك التقنية، ولكنه لا يمتلك القرار. لذلك قلت: لا امل على المستوى الرسمي في العالم الاسلامي، ما عدا ايران، لاامل ان نستطيع ان نوفق لخطة وخطوات عملية لمواجهة «العولمة‏». لذلك تحولت الى طلب العمل الشعبي، يعني لانملك دولة اسلامية مستقلة تماما غير ايران في العالم الاسلامي اليوم، الدول الاخرى جميعها مرتبطة بالعولمة، لايمكن ان نقف مكتوفي الايدي، لا يمكن ان نقف متلقين، نحاول قدر الامكان، بالتعاون مع الجمهورية الاسلامية‏الايرانية، ولكن على هذه الجماهير ان تقوم بشي‏ء ما، وهي تمتلك، بالحد الادنى، طاقات، وقدرات، تملك الوسائط‏نفسها وقد لا تكون، على ما يتحدث به اهل الاختصاص، «الهارد وير»، نحن نقدر ان نتحرك ب«السوفت وير» حتى اذااستخدمنا الفاكس بامكاننا المواجهة، لا يوجد عجز، والقرار بالمواجهة ينبغي ان يطلق وان تطلقه الشعوب الاسلامية. ا. غازي ايوب: قضية الجام العوام لم تعد مجدية، من يستطيع ان يمنع واحدا من الشعب من الجلوس امام التلفاز ومتابعة اي برنامج يعرض بشكل وصورة وطريقة وكلمة؟ من يستطيع؟ لا احد يستطيع. هناك وسائل تقنية متقدمة ‏لاقطة لابد من ان نعيد امر تقديرها الى المشاهدين. ان الامر يتعدى الجام العوام. في الامر سبق حضاري بين انسان ‏متقدم وانسان متخلف، فمعالجة هذه القضية لابد من ان تكون على هذا المستوى، الانسان المتلقي ليس اسفنجة ‏تمتص سائلا من دون تمييز. فعملية رفع مستوى الشعوب فكريا صار ضروريا كي يتمكن المرء من الفهم والتمييز،فالاعلام الديني يتطلب جهدا فكريا، بالدرجة الاولى، لان الفكر الديني هو الذي يواجه وليس الدين، فعلماء الدين،والقيمون على الاعلام الديني، يجب ان يكونوا بهذا المستوى الفكري المتقدم في العصر. والقضايا التي تطرح... يجب‏ان ننطلق انطلاقا واعيا، فالعالم الديني، ومن يقوم بهذه المهمة في المسجد، في النادي الحسيني، في اي مكان، يجب‏ان يكون على مستوى عقلي من العلوم.. في الاعلام الغربي خلفية يهودية مدمرة للعالم. هناك سياسية يهودية وراءتسييس اجهزة الاعلام في الغرب وفي اميركا بالتحديد، لتخريب العالم وتحقيق السيادة اليهودية. فوعي هذه الظاهرة‏والتحكم في نشر هذا الوعي في العوام هو السلاح الاجدى.. ا. غازي ايوب: اتوقف عن اكمال حديثي.. ا. ناصر الحجاج: يجب ان نميز بين الاعلام والاعلان... الشيخ علي خازم: تعليقا على مداخلة الاستاذ غازي حول «الجام العوام‏»، طبعا، هناك فرق بين مفهوم هذا التعبير وبين‏القرار الذي صدر بملاحقة بعض الصحون اللاقطة.الملاحقة تمت بناء على قانون، والصحون ظهرت بعد صدورالقانون. قلنا: ان المسالة ستصل الى مرحلة لن تتمكن معها القوانين ولا السلطات من لجم هذا الانفتاح. ستفتح التلفاز وتشاهدالتلفاز الامريكي مباشرة من دون صحن لاقط خلال سنتين، المسالة اذن تحتاج الى ممانعة وليس الى لجم، لابد من‏وجود ممانعة، كيف يمكن لي ان امتنع عن مشاهدة هذا الذي تتهمني باني اشاهده ليلا؟ كيف يمكن لي ان امتنع عنه اذالم احصل حصانة من خلال هويتي الاسلامية، ومن خلال التزامي وارتباط‏ي بمعارفي وعقيدتي؟ كيف يمكن ذلك؟ ماذايجب على الاعلام الاسلامي والديني ان يقدما لي لاتمكن من تحصين نفسي؟ هذا هو محور الموضوع والذي ينبغي ان‏نتعاون من اجل بحثه. وقلت، اذا لم اذكر النص بالحرف: ان موضوع مواجهة «العولمة‏» لا يختص بعلماء الدين وحدهم،لابد من التعاون بين علماء النفس والاجتماع... الخ، الى ما هنالك من الاختصاصات في العلوم الانسانية، كما كنا نطالب ‏بذلك بما عرف بمرحلة الغزو الثقافي، هذه مسؤولية الامة الاسلامية كاملة وليست مسؤولية جزء من الامة‏الاسلامية. اما بالنسبة لموضوع الاستاذ ناصر، فحقيقة لم اطلع على الربط بين ما ذكرته من ان الاعلام يؤثر في الهوية والاعلان يؤثر في القيم فقط . الموضوع متداخل، يعني الاعلام يؤثر في الهوية والاعلان كذلك والعكس كذلك صحيح ، البرامج التي ‏تسي‏ء الى شخصية العربي، والى شخصية المسلم، عندما تتركز فيها هذه الحالات، عندما تتعدد البرامج والافلام،وانت ‏تشاهدها، تشعر، اذا لم يكن لديك ما يكفي من الاصالة والممانعة، بالانسحاق وانك تريد ان تخرج من جلدك لتكون‏اميركيااو تابعا لاي جنسية اخرى. فهذا الفرق لم اطلع عليه. اما بالنسبة الى ما تفعله الجمهورية الاسلامية، فحقيقة من‏موقعي المتعلق والمتابع في المجال الاعلامي ، لا اقل منذ المؤتمر الاسلامي السابع المتعلق بالاعلام الاسلامي سنة‏1989م،هناك متابعة تفصيلية في الجمهورية الاسلامية، وهناك حلقات ومؤسسات تنشا واعمال تتراكم سنويا،والعمل على المستوى الاعلامي العالمي من خلال الجمهورية الاسلامية يسير، لم نصل الى مرحلة العالمية، ينبغي ان‏نصل اليها من حيث ان عالمية الاسلام تفترض اعلاما دوليا اسلاميا واعلانا عالميا اسلاميا. يمكن اننا لم نصل الى هكذامستوى، لكن الكثير من الخطوات في هذا المجال قد تحقق ونعرف الاشياء الكثيرة منها في لبنان. السيد محمد الحسيني (صحفي ايراني مقيم في بيروت): اذا سلمنا بان الاعلام الكوني الواحد والفكر الواحد والراي‏الواحد، قد اثبتت فشلها، واذا سلمنا بان الوسيلة الاعلامية، وان كان يمكنها ان تحمل قيم المسجد ورسالته، لكنها لايمكن ان تتحول الى مسجد... اذا سلمنا بهذه البديهيات: هل المنع من اقتناء الصحون اللاقطة هو السبيل لتحقيق‏المجتمع؟ اليس هذا المنع اكبر دليل على عجز الدولة عن تامين البدائل المقنعة للشعب؟ السؤال موجه للدكتور طلال عتريسي. د. طلال عتريسي: اعتقد ان النقاش لم يحسم حول هذا الموضوع، لان الاجابة عنه صعبة ومعقدة، ويمكن ان نفهم‏مسوغات هذه الوجهة من النظر وتلك، يعني، مثلا، من خلال النموذج الطبي، يعني هناك بعض الاطباء يمنعون عن‏الانسان تناول امور معينة، لانها تفيد في علاج جوانب اخرى، بالاضافة الى اعطائه الدواء المناسب. يمكن ان تفهم‏المسالة في هذا الاطار، وبالمقابل لا يمكن ان تعالج المريض ... بالمنع، وانما تعطيه بعض العلاجات الضرورية. في ايطاليا، في بعض المدن، اذا شوهد شخص يكفر، يدفع غرامة مالية، يحصل هذا الامر في بعض الدول. ويمكن ان‏نواجه ما يشبه ذلك، في البلدان الاسلامية، بقرارات من هذا النوع، هذه مشكلة. ليس من السهولة ان نقول: فلنسمح‏بكل شي‏ء او فلنمنع كل شي‏ء، ليست الاجابة سهلة. والحل ليس بالمستوى الفردي، اي ان شخصا ما حر في ان يعمل‏ما يشاء او يمتنع عنه، الحل يجب ان يشمل مئات الملايين من البشر. عندما ناخذ انموذجا مثل ايران، انت تريد ان‏تاخذ قرارا يغط‏ي 60 مليونا من البشر، انت حر في ان تشاهد ما تشاء، لكن وعندما تكون في اطار نظام معين، نظام‏اسلامي، هذا النظام يفرض على المسؤولين فيه اتخاذ قرارات معينة. وهذا ليس حدا من الحرية، فالحريات في‏اعتقادي نسبية في كل مكان في العالم. ليس هناك اي دولة في العالم فيها حرية مطلقة. كثير من الاخوان يعرفون فرنسا، ويعرفون ان اية مكتبة ممنوع ان تبيع‏كتاب «بروتوكولات حكماء صهيون‏»، واي مكتبة يوجد فيها هذا الكتاب يعتقل صاحبها، ويصادر الكتاب. وهذه، كمايقولون، بلد حريات. انت لا تستطيع ان تدخل كتابا عربيا عبر مطار فرنسا من دون ان يراقب ويظل اسبوعا كاملا في‏المطار لقراءة ما في هذا الكتاب والسماح بادخاله، انا اذا اردت ان اقول: ان الناس احرار يفعلون ما يشاؤون. هل في‏جمهورية اسلامية مثل ايران ياتي شخص ويقول: انا حر اريد ان افتح دكانا لبيع الخمر، والذي يريد ان يشتري او لايشتري هو حر؟ هل يستطيع المسؤولون في الدولة الاسلامية ان يسمحوا بهذه المسالة وتحت شعار ان الناس احرار؟اعتقد بان منع الصحون اللاقطة يرى من هذه الوجهة وليس من باب ان الجمهورية الاسلامية تريد ان تمنع رؤية ما يجري‏في العالم. كثيرة الاحاديث عن المسؤولين من الدرجة الاولى، الى كل الدرجات، ترى انه يجب ان ناخذ من الثقافة‏الغربية، او العالمية، ما هو مفيد ونطرح ما هو فاسد. يدور في هذا المجال نقاش حام ويوجد قلق في الدول الاسلامية‏فعلا، لان القرار صعب ان تمنع الصحون اللاقطة، لكن ما سنصنع غدا بالتلفزيونات الرقمية؟ ماذا سنعمل؟ ليس هناك ‏قرار بالسماح، ونقول: انه قرار صائب، ولا يمكن ان تغلق، لان هناك غدا تطورات ستتجاوز هذا القرار، لاجل ذلك‏ هنالك قلق ونقاش ومؤتمرات للوصول الى صيغة ما قد تكون هي الحل. توجد معضلة صعبة، كما في الاقتصاد توجدمشكلة، فاي دولة تقبل ان ترهن حالها اقتصاديا؟ لكن هناك شروط، اي لا ياخذون المال دون تحرير الاقتصاد، او انه لاتوجد قروض الا اذا الغي القطاع العام. هذه الدول تقول دعنا نحرر هذا الاقتصاد لاجل ان نعمل تنمية. انها شبيهة بها،لكنك تاتي لترد عليهم وتقول: لا تردوا عليهم، دعوا الاقتصاد موجها من قبل الدولة ودع الدعم للناس لان هذا افضل.طيب، هذا افضل، لكن هذا غير ممكن. ولاجل ذلك، لا نستسهل الاجابة لان المسالة معقدة وتحتاج الى كثير من‏الجهود والحكمة في ايجاد القرار المناسب. رئيس تحرير المنهاج، سماحة الشيخ خالد العطية: على مستوى الظاهرة التي كانت هذه الندوة بصدد البحث فيها،يخلص السامع لمداخلات السادة اعضاء هذه الندوة الى نتيجة مؤداها ان الاعلام، بتقنياته الكونية المتطورة، اصبح‏قادرا اليوم على الوصول والنفاذ الى اي مكان والى اي عقل، هذا هو الامر الاول. الامر الثاني الذي يزيد هذه الظاهرة تعقيدا واشكالية هو ان هذا الاعلام تمتلكه وتسيطر عليه قوة كبرى تحاول ان تهيمن‏على العالم، وتفرض رؤيتها الثقافية والحضارية والسياسية والاخلاقية على جميع ابناء هذه المعمورة. والسؤال الضخم‏الذي يحب المرء ان يجد اجابة، او محاولة للاجابة، عليه، هو: اننا بوصفنا مسلمين، افرادا وهيئات ودولا معنية‏بمشروع حضاري اسلامي تحاول ان تركزه في منطقة العالم الاسلامي، اولا، وتقدمه للعالم اجمع، ما هو سبيلها الى ان‏تواجه هذا الاعلام، وتنافسه، اولا، وثانيا ما هو سبيلها الى ان تقدم رؤيتها هي من خلال هذه الوسائل والتقنيات‏الاعلامية المتاحة اليوم؟ ما هي آلياتها وسبلها ومنهجها في تقديم رؤيتها الحضارية الشاملة للعالم من خلال الاعلام‏المعاصر؟ هذا التطور الاعلامي الهائل لا يزال يتقدم يوما بعد يوم، الحقيقة انه بمحاولة تلمس المنهج الصحيح لايجاد حل لهذه‏الاشكالية الخطيرة، يجب علينا ان نفكر: هل المشكلة هي في ان نمتلك هذه الوسائل الاعلامية او التقنيات المتطورة‏الكونية الموجودة اليوم؟ هل امتلاك هذه التقنيات والوسائل كفيل بحل هذه المشكلة؟ لو استطعنا ان نطلق قمراصناعيا او ننشى محطات فضائية كونية تصل الى مختلف انحاء العالم، وهذا ربما نستطيع ان نفترض انه ممكن من خلال‏الامكانات المادية المتاحة، هذا لا يمثل مشكلة في الواقع، لكن المشكلة الجوهرية والخطيرة التي ينبغي ان نستعدلحلها ونحشد كل طاقتنا لحلها هي آليات هذا الاعلام، الفكر الذي يغذي هذا الاعلام، محتوى هذا الاعلام، هل لدينامؤسسات قادرة على صناعة الاعلام قوية منافسة على الاقل، هل لدينا سينما اسلامية؟ هل لدينا مسرح؟ هل لديناادب اسلامي او فن اسلامي بشكل عام من قصة ومسرحية وتمثيلية... الخ؟ هل نبقى، في ضوء هذه الحقائق والمعطيات الجديدة التي نشاهدها كل يوم، متوقفين عند حدود المنبر والخطاب‏السياسي، عند صلاة الجمعة وما يقرره كتاب الامر بالمعروف والنهي عن المنكر في كتب الفقه التقليدية المتعارفة،بمراتبه وتدرجاته المعروفة الفقهية التي بحثها الفقهاء؟ هل تكفي حدودها واشكالها القديمة التي لا تزال هي الحاكمة‏في النهج الاعلامي الذي ينبسط في الساحة، ام اننا امام تحديات اخرى في الواقع؟ هذا هو السؤال الحيوي‏والهام‏والخطير الذي ينبغي ان نفكر في الجواب عليه، واعتقد ان بلورة الجواب عليه لا تتم من خلال مناقشة او مداخلة‏او كتاب او ما شاكل ذلك، وانما تتم من خلال جهود تمتد سنوات، تتم من خلالها صناعة كوادر اعلامية ومحتوى‏اعلامي قادر ان ينافس وان يصل الى كل بيت والى كل عقل والى كل المتلقين في داخل العالم الاسلامي وخارجه.واسال اللّه سبحانه وتعالى ان يوفق العاملين والمخلصين في هذه الامة في ان يصلوا الى بلورة حلول لهذه المشكلة‏الخطيرة، واتوجه بالشكر الخالص والمضاعف والمكرر الى الاخوة الذين ساهموا في هذه الندوة، واسال اللّه تعالى ان‏يوفقهم وان يوفق الحاضرين والسامعين والسلام عليكم ورحمة اللّه وبركاته. ا. محمد حسين: سؤال موجه الى سماحة الشيخ علي خازم: لا يختلف اثنان في اهمية القنوات الفضائية في هذه‏المرحلة، اليس من الواجب الشرعي ان تخصص قناة فضائية اسلامية مهمتها على الاقل حماية القيم الاسلامية، علاوة‏على التبليغ، خصوصا اننا نرى ان الاموال الاسلامية قد تستخدم في غير محلها؟ الشيخ علي خازم: الشق الاول لا اتحمل مسؤولية الجواب عنه، وانا مع صوت الفضائية الاسلامية، ولا اكتفي بالفضائية‏الموجودة حاليا (اقرا). نحتاج معها الى الكثير من الفضائيات، وخصوصا على مستوى العالم العربي، مع العلم ان هناك‏صعوبة في التقاط الفضائية الايرانية، ولكنها موجودة من باب لفت النظر الى بعض الاخوة الذين لا يرونها. وهي لاتكفي، ونحتاج الى اكثر من قناة فضائية اسلامية. اما مسالة صرف الاموال الشرعية، فهذا امر يرجع الى اهله والى الفقهاءاعزهم اللّه. ا. محمود حيدر: السؤال المركب والكبير الذي طرحه سماحة الشيخ خالد العطية، الحقيقة ان هذا السؤال يشكل محورالسجال الكثيف الموجود في عالمنا وفي الغرب. الحقيقة، الذين يعانون من «العولمة‏» ليس فقط اناس في بلادنا،الاوروبيون يعانون معاناة شديدة الوطاة من «العولمة‏» الاميركية او من الامركة. هناك نظريات ثقافية سياسية وبرامج‏للمواجهة الان موجودة في فرنسا والمانيا وايطاليا، وفرنسا بشكل اساسي، حتى ان «فرانسوا ميتيران‏»، الرئيس الفرنسي‏السابق، قبل وفاته، خاطب الرئيس الاميركي «بوش‏» في مؤتمر في ستراسبورغ للدول الصناعية، قائلا: «خذوا كل شي‏ءودعوا لنا ثقافتنا». في اعتقادي ان آليات المواجهة يجب فهمها من موقع آخر غير الذي نحصر انفسنا فيه، وهو اننانتحدث ونحن ضمن آليات «العولمة‏»، نحن لسنا خارج «العولمة‏» على الاطلاق، و«العولمة‏» هي حالة عالمية نحن لسنامعزولين عنها، على العكس «العولمة‏» تريدنا ان نكون معها. في اعتقادي هناك وجه ايجابي نستفيد منه، فهناك ‏فضائيات كثيرة، لماذا نبتعد عنها كثيرا؟ هناك اكثر من 15 محطة يملكها عرب من الخليج، سعوديون، ث‏ثآ ،تتآ . هناك ‏محطات فضائية تتقيد باصول الشرع: يجب ان نعترف بهذا الامر. هناك محطات اخرى تفيدنا سياسيا. دعنا ننظر الى‏الامور نظرة واقعية، نحن نستفيد من الفضائيات، المقاومة الاسلامية عندما يكون لها برنامج على محطة الجزيرة، ويدور سجال، ويستمع الى هذا السجال الملايين من البشر، هؤلاء ياخذون معلومات لا تستطيع صحف ومجلات يومية‏الوصول الى هذه البلدان، هذا امر مفيد جدا، هذا يدل على ان الصراع، في الاعلام الفضائي، هو صراع اقتصادي قبل ان‏يكون صراعا ايديولوجيا. لدي ارقام مذهلة عن قدرة الشركات متعددة الجنسية. هذه ليس لها دين او قيم اوايديولوجيات، في اي مكان ترى فيه مجالا للربح تذهب اليه، ولو كان مكانا اسلاميا او يهوديا او بوذيا تتجه اليه من اجل‏الربح، والربح ليس له دين على الاطلاق. لذلك الصراع الفضائي الاعلامي هو منافسة اقتصادية بالدرجة الاولى، اذااستطاع العرب او المسلمون ان يبنوا محطات فضائية يكون الصراع المعرفي والحضاري والثقافي تحصيل حاصل. وهناك امر كبير جدا رغم كل الهزائم التي عاشها العرب والعالم العربي الاسلامي منذ قرون، يجب ان نبحث عن السر في‏انه لماذا استطاع هذا الدين الاسلامي ان يبقى على فتوته، او حيويته في جميع المجالات؟ في اعتقادي هذاالسر يكمن في القرآن الكريم، القرآن: لغة وثقافة... استطاع ان يشك ل هيمنة لا متناهية، ليس لها حدود، وفي النهاية‏الدعاة لعبوا دورا كبيرا في هذا... وختم الاستاذ محمد حسين الندوة، بشكر المشاركين والحضور على امل اللقاء في الندوة السادسة عشرة.

الخميس، يونيو 18، 2009

إحتفال الجمعية الخيرية اللبنانية في لندن بمولد السيدة الزهراء عليها السلام

ندوة حول خطاب أوباما إلى العالم الإسلامي ومفهومي التطرف والإعتدال والعلاقات الإسلامية الإسلامية مؤسسة الأبرار في لندن

تمهيدا لمؤتمر الوحدة الإسلامية الثالث في لتدن عقدت مؤسسة الأبرار بتاريخ 18 جمادى الثانية 1430 الواقع فبه 11-6-2009 ندوة حول خطاب أوباما إلى العالم الإسلامي ومفهومي التطرف والإعتدال والعلاقات الإسلامية الإسلامية شارك فيها كل من الشيخ علي خازم والشيخ مصطفى ملص من لبنان والأستاذ عبد الوهاب حسين من البحرين والشيخ أجمد عبد الغفور السامرائي من العراق وأدارها الأستاذ الدكتور سعيد الشهابي .
لمشاهدة الفيديو إضغط على العنوان لينقلك إلى موقع مؤسسة الأبرارثم اختره من : نشاطات المؤسسة.

تجمع العلماء المسلمين في مؤتمري الوحدة الاسلامية والحوار الإسلامي المسيحي بدعوة من منتدى الوحدة الإسلامية - لندن

شارك وفد تجمع العلماء المسلمبن في لبنان
الذي ضمَّ الشيخ علي خازم والشيخ مصطفى ملص والشيخ ماهر مزهر
منتدى الوحدة الإسلامية ، مؤتمره الثالث عن الوحدة الإسلامية في الفترة ما بين 19-22 جمادى الثانية 1430 هجرية 12- 15 يونيو/حزيران 2009 في العاصمة البريطانية لندن، بحضور عدد من العلماء والمفكرين والنشطاء في الحركات الاسلامية الفاعلة , والذي عقد تحت عنوان: ( دور الأمة الإسلامية الواحدة في بناء حضارة إنسانية عادلة ).
برنامج المؤتمر كان على الشكل التالي : يوم الجمعة : 12 يونيو\ حزيران حفل افتتاح المؤتمر واستقبال الضيوف في مؤسسة الابرار الاسلامية الساعة 6:30 – 9 مساءاً
يومي السبت و الاحد 13 - 14 يونيو\ حزيران البدء بأعمال المؤتمر في فندق كواليتي ويمبلي الساعة 9 صباحاً – 6 مساءاً أهم محاور المؤتمر: ـ الاضطرابات الاقتصادية .. وقيم ومبادئ الإسلام الاقتصادية ـ الاضطرابات الاجتماعية ... وما يرسمه الإسلام من حياة بشرية وإنسانية سامقة ونظيفة ـ غياب قيم العدل والحق .. وما يحمله الإسلام وما جاء به من قيم مطلقة في هذا الخصوص ـ شيوع حضارة الظلم .. وبروز الإسلام كقوة مقاومة رئيسية في مواجهة هذا الطغيان والظلم .. أهداف متوخاة مقترحة: 1 ـ إبراز قيم الإسلام واعتمادها في تحقيق وحدة الأمة، ودعم الحضارة الإنسانية. 2 ـ إيقاظ الشعور بعامل وحدة الأمة وضرورة العمل على تحقيقه وإبراز المسئولية الفردية والجماعية تجاه هذا المقصد. 3 ـ وضع المشاركين من علماء ودعاة أمام مسئولياتهم تجاه العمل على إشاعة ثقافة الوحدة والسعي لتحقيق ذلك .. 4 ـ لفت انتباه المشاركين إلى أهمية دور المنتدى بإبراز أهمية رسالته.
بدأت فعاليات مؤتمر الوحدة الإسلامية الثالث المقام في لندن العاصمة البريطانية بإقامة صلاة الجمعة جماعة (سنة وشيعة) بإمامة آية الله الشيخ محسن الآراكي في مؤسسة دار الإسلام بحضور علماء ومفكرين وسياسيين إسلاميين من اقطار العالم الإسلامي إبتداءً بماليزيا الى المغرب مروراً بالهند وإيران والعراق ولبنان والأردن والبحرين والسعودية ومصر و الجزائر بالإضافة إلى مغتربين في فرنسا وهولندا وبريطانيا, ثم تحدث الشيخ أحمد عبد الغفور السامرائي رئيس الوقف السني في العراق بكلمة عن الوحدة الإسلامية بعد صلاة الجمعة وقبل صلاة العصر.
الجلسة الإفتتاحية الجمعة 12-6-2009عقدت في مؤسسة الأبرار الساعة السادسة والنصف بكلمة ترحيبية من الامانة العامة لمنتدى الوحدة الاسلامية ، حيث رحب الدكتور كمال الهلباوي بالحضور و بضيوف المؤتمر من دول العالم المختلفة. وشدد الدكتور الهلباوي على اهمية هذا المؤتمر ، و خاصة انه يأتي في ظروف صعبة تمر بها الامة الاسلامية، بسبب الضعف و الوهن الذي اصيبت به الامة .
بعد ذلك تحدث الدكتور سعيد الشهابي و بين بدوره ان منتدى الوحدة الاسلامية حريص على نشر ثقافة الوحدة بين صفوف الامة، حتى تقوم الامة بدورها اتجاه العالم.
الكلمة الأولى كانت لسماحة آية الله العظمى السيد محمد حسين فضل الله ، ألقاها نجله السيد جعفر فضل الله حيث سلط الضوء علي عدد من المرتكزات الإسلامية التي رآها ضرورية لتحقيق الوحدة بين المذاهب الاسلامية . و من هذه المرتكزات، كما قال، ، في الكلمة التي ألقاها نيابة عن والده: " العدالة والحق والقيم والعقلانية والإيجابية والحوار و هي أهم الملامح التي ترسم خريطة الإتحاد والتقريب وبالتالي تساعد في بناء حضارة إنسانية عادلة". ولفت الانظار إلى أهمية تحفيز الإنسان على القيم بمفهومها الواسع وإيجاد جبهة قيمية لتعزيز التوحد، موضحا، أنة لا يوجد فرق بين الأمانة كقيمة مثلا، فلا توجد أمانة إسلامية وأخري غير إسلامية، معربا، عن خوفه من حدوث ما يسميه البعض بالتصحر القيمي. وأكد، علي ضرورة توافر حرية النقد، لأنها تعكس حرية الفكر، فأمة لا تنتقد هي أمة لا تعيش الإحترام لذاتها، وبالتالي لا يمكن لها أن تسير للأمام.
وقال الشيخ عبد الهادي أوانج من ماليزيا: "من المهم مناقشة قضية الوحدة الإسلامية والبحث عن وسائل الإتصال الداخلي لجمع الشمل الإسلامي وسط عدد من التحديات والأزمات التي تعترض العالم أجمع بداية من الأزمة الإقتصادية ومن قبلها الأزمات الأخرى في العقيدة والأخلاق والبناء الإجتماعي".
ومن جانبه ناقش الشيخ علي خازم من تجمع العلماء المسلمبن في لبنان الشبهة التي تثار حول الجدوى من إنعقاد كثير من المؤتمرات التي تدعو للوحدة الإسلامية دون أن يكون لهذه المؤتمرات ثمارا وآثارا واضحة ، مبينا أنَّ بعض الأعمال تحتاج الى مراكمة لتكون آثارها ظاهرة للعيان ومؤكداعلى وجود هذه الآثار فعلا لو تم التعاطي مع الموضوع بإنصاف . لافتا إلى ضرورة الإهتمام بالوحدة الإسلامية في الجانب العملي مرافقا للجانب التنظيري , مؤكدا على دور الحكومات والحركات الإسلامية في تسييل هذا المفهوم .
وقد قدَّم الشيخ علي خازم ورقة بحث تحت عنوان "عدل رسول الله" ضمن محور غياب قيم العدل والحق ... شيوع حضارة الظلم
وإعتبر الدكتور سعد الدين عثماني من المغرب , الوحدة صمام أمان للأمة الإسلامية، وأقصر الطرق لدعم هذه الوحدة هو التعامل مع القاعدة الذهبية التي قال بها الشيخ، محمد رشيد رضا، وعرفت بأنها من بنات أفكار الإمام الشهيد حسن البنا، "نتعاون فيما أتفقنا عليه ويعذر بعضنا بعضا فيما إختلفنا فيه".
وقال سماحة آية الله محمد باقر الناصري من العراق، " إن العالم الإسلامي يمر بمحنة شديدة ويتعرض لبؤر من البراكين"
و تحدث سماحة الشيخ احمد عبد الغفور السامرائي رئيس ديوان الوقف السني في العراق ، حيث نعى الدكتور حارث العبيدي، الذي استشهد على ايدي الارهابيين بعد صلاة الجمعة، وقال الدكتور السامرائي ان الشهيد العبيدي كان من دعاة الوحدة بين المسلمين، وانه قضى حياته في الدفاع عن وحدة العراق، كما اكد الشيخ السامرائي بأن مسيرة الكفاح في سبيل الوحدة ستستمر و ان الشهيد قد رحل الى ربه و هو مضرج بدماء الشهادة، واكد السامرائي بأن العراقيين سوف يستمرون في العمل على طرد الارهابيين من العراق
وا قتلاعهم منها بكل قوة و شجاعة، و دعا الدكتور السامرائي علماء الاسلام الى نشر ثقافة الوحدة و التعايش ما بين الامة.
الشيخ عبد المحسن النمر تحدث حول قضية الوحدة الإسلامية وقال أنها "ليست قضية جانبية يمكن تأجيلها خصوصاً مع ما نراه حاصلاً في العراق" , وشدد على إتخاذ خطوات عملية في أتجاه تقوية أواصر الوحدة الإسلامية .
وقد تحدث في الجلسة أيضا الأستاذ عبد الوهاب حسين من البحرين , القس البريطاني فرانك جيلي , الاستاذ زكي بن أرشيد من الأردن والدكتور عبد المجيد المناصرة من الجزائر .
هذا و قد حضر حفل الافتتاح عدد كبير من ابناء الجالية الاسلامية المقيمين في بريطانيا .
اليوم الأول السبت 13 حزيران ، بدأت الجلسة الصباحية الأولى ، حيث القى الاستاذ ابراهيم منير كلمة منتدى الوحدة الاسلامية، فرحب بالحضور وتمنى النجاح للمشاركين في المؤتمر،بعد ذلك اعطى الاستاذ ابراهيم منير نبذة مختصرة عن أهداف منتدى الوحدة الذي تأسس في العاصمة البريطانية قبل سنوات،واكد على اهمية التقريب و التوحيد بين المسلمين على اختلاف مذاهبهم ، و بين كذلك اهمية العمل على توحيد جهود المشاركين لنشر ثقافة الوحدة بين صفوف المسلمين.
بعد ذلك تحدث سماحة الشيخ المعزي ممثل قائد الثورة الاسلامية في لندن، و تركزت كلمته حول مطالبة الحكومات بالاصغاء الى مطالب شعوبها التي تتبنى الوحدة، و أكد على ان الانسانية تتعرض الى انواع من المعاناة و المشاكل، والتي تساهم بعرقلة البشرية في طريق تحقيق طموحاتها المشروعة.
ثم بين سماحته كيف ان القوى الكبرى تسعى الى عسكرة المجتمعات في سبيل ان تحقق اهدافها و مصالحها، و تطرق الشيخ المعزي ايضا الى وجوب العمل على منع التصريحات الاعلامية التي تنسف جهود العلماء المخلصين و الذين يعملون على توحيد الامة . بعد ذلك، تحدث الاستاذ زكي بن ارشيد من القيادات الاسلامية في الاردن، حيث بين الاستاذ وجود تساؤلات مشروعة في أذهان الكثيرين حول مفاهيم عديدة مثل الدولة و الامة والحضارة، كما بين ان التقدم العلمي و الصناعي ليس العامل الوحيد في صناعة الحضارة، و ان هزيمة امة في حرب لا يعني انها انهارت للابد. و اكد على ان العالم اليوم يشهد فشل المشاريع التي تم طرحها، والدليل وجود الازمات العديدة في المجالات الاقتصادية و السياسية و الاخلاقية.
وختم الاستاذ زكي بن ارشيد حديثه عن نظرة الغرب للدول الاسلامية والتي تختزل بالنفط والاستهلاك والمصالح و لذلك تشن الحروب التي تكون غايتها تحقيق مصالح المستعمر.
ثم جاء دور الشيخ مصطفى ملص، عضو تجمع العلماء المسلمين في لبنان، والذي بدأ حديثه بنعي الشيخ فتحي يكن القيادي الاسلامي المعروف في لبنان و العالم الاسلامي، و ذكر جهود الشيخ يكن في طريق تحقيق الوحدة و التقريب بين صفوف الامة الاسلامية. بعد ذلك، تحدث الشيخ ملص عن وجوب ان نكون موضوعيين عند نظرنا للامور ، و ان الامة تواجه اسئلة هامة تتعلق بوجودها و مصيرها، و تناول الشيخ موضوع مشاركة الامة الاسلامية في بناء حضارة انسانية، و ما الذي تستطيع ان تقدمه الامة للبشرية. وتساءل الشيخ ملص كيف للامة ان تقدم الاسلام كحل لمشاكل البشرية و هي نفسها لا تتخذه كمنهج للحياة، بعد ذلك تحدث سماحة الشيخ عن التجارب السياسية التي مرت بها الامة والتي لم ترتكز على مبادئ الاسلام الحقيقية.
و القى سماحة السيد علي الميالي احد علماء الدين في العراق كلمته، الذي اكد فيها عل معاناة البشرية في الوقت الحالي ، و مواجهتها لمشاكل اخلاقية و اقتصادية واخرى سياسية، وبين سماحته ان الاسلام جاء لاخراج الناس من الظلمات الى النور ومن الشقاء الى السعادة، و بين سماحته ان البشرية اليوم تحتاج من الاسلام الى بعض المفاهيم و الامور التي تساعدها على النهوض من كبوتها ، مثل الرحمة التي اكد عليها القران، و يحتاج للسلام و كذلك العدل و هو مفتقد اليوم.
ثم تحدث الاستاذ حسن المشيمع من البحرين حيث شكر في بداية كلمته كل من وقف معه اثناء فترة الاعتقالات في البحرين وثمن عالياً موقف تجمع العلماء المسلمين ومنتدى الوحدة الاسلامية الذي اصدر بياناً ادان فيه اعتقال النشطاء السياسيين، و اكد المشيمع ان هذا الموقف من المنتدى يدل على تخطي المنتدى مرحلة النظريات الى المرحلة العملية، بعد ذلك، بين الاستاذ المشيمع فكرة البناء و انها يجب ان تبدأ من الذات لتنتقل الى الاخر، و اشار الى ان التنظير فقط لن يجدي نفعاً و لن يكون مؤثراً الا اذا كان معه عمل، و لذلك لا يهم كم مرة نقرأ القران و لكن المهم هو ترجمة القران الى واقع ملموس، و كذلك ليس المهم ان نزيد من عدد علماء الدين و لكن المهم هو تخريج مسلمين حقيقيين يمارسون الاسلام على حقيقته. و ان القيم ليست مجرد افكار و لكن يجب ان تمارس حتى يكون لها التاثير الكبير.
هذا وقد ترأس الجلسة الاستاذ بلال التل من الاردن.
الجلسة الثانية لليوم الاول لاعمال المؤتمر كانت تحت عنوان "غياب قيم العدل و الحق ..شيوع حضارة الظلم و ما يحمله الاسلام من قيم مطلقة في هذا الخصوص " تحدث الدكتور كمال الهلباوي عن ازمة غياب القيم في العالم اليوم و كيف تستطيع الامة ان تساهم في حل هذه المعضلة التي تواجهها البشرية.
و كان اول المتحدثين الدكتور ابراهيم الجعفري رئيس الوزراء العراقي السابق، و قد ركز حديثه حول رسالة الاسلام التي تلزم متبعيها على التعامل مع الاخر ، بشكل يتميز بالرقي و التحضر. و بين الجعفري الاسس التي يقوم على اساسها هذا التعامل و منهج الاسلام الذي حدد هذه الاسس، و اكد الدكتور الجعفري على ان الفكر العالمي يفتقر الى الجذور و الاسس ، و لذلك فانه بسبب تفشي النزعة العنصرية في اوربا دخلت البشرية في حروب عالمية مهلكة. و دعا الدكتور الجعفري الى الاندماج الحضاري بشكل ايجابي لا يؤدي الى الذوبان. بعد ذلك بين الجعفري عناصر الحضارة و هي القيمة العملية و العدل، و اكد على اهمية المرأة في بناء الحضارة الاسلامية و الاهتمام الذي اولاه الاسلام لدورها الايجابي. كذلك اشار الجعفري الى وجوب الامتناع عن فتاوى التكفير التي تتسبب بهدم جسور الوحدة بين ابناء الامة، و التأكيد على الهوية الوطنية للانسان المسلم.
بعد ذلك، تحدث الاستاذ منير شفيق المفكر الفلسطيني المعروف، و قد بين الاستاذ شفيق كيف ان النتاج العلمي للحضارة الغربية كان من صنع المؤسسة العسكرية،و اكد على ان الديمقراطية الغربية جاءت لتلبي حاجات و مصالح الغرب في السيطرة على الاخر. و بين الاستاذ منير شفيق ان الحضارة الغربية لا تستطيع ان تعتمد على روح السيطرة و الهيمنة على الاخر في بناء حضارتها، و ان من اهم المظاهر التي تميزت بها الحضارة الغربية بعد الهيمنة و السيطرة هي تقسيم العالم الى مراكز و اطراف. و وجه الاستاذ منير الى اهمية مواجهة الحضارة الغربية التي تحاول استغلال الطبيعة.
بعد ذلك تم اتاحة الفرصة للحضور لطرح تساؤلاتهم حول موضوع الجلسة ، و قد اثرت المداخلات الجلسة .
الجلسة المسائية ترأسها الاستاذ عادل هزيمة،و كانت حول الازمة الاقتصادية، و قد تحدث فيها الدكتور عبدالجبار الرفاعي من العراق و سماحة الشيخ محمد عمير من السعودية و الاستاذ عبد المجيد المناصرة رئيس البرلمانيين الاسلاميين من المغرب. الذين اكدوا جميعاً على اهمية الاستفادة من التعاليم الاسلامية في حل الازمة الاقتصادية التي يواجهها العالم اليوم ، كما بينوا النظرية الاسلامية في المجال الاقتصادي. اليوم الثاني الاحد 14 حزيران، كانت هناك ثلاث جلسات أيضا و انعقدت الجلسة الاولى تحت عنوان "اضطراب الاوضاع الاجتماعية.. معالم الحياة البشرية و الانسانية التي يرسمها منهج الاسلام"، و ترأس هذه الجلسة الاستاذ أنس التكريتي، الذي اعطى الكلمة للدكتور عبد علي سفيح باحث و مفكر اسلامي مقيم في فرنسا و متخصص في شئون التعليم، حيث تحدث حول تجارب الرسول (ص) و كيفية الاستفادة منها، كذلك اشار الى مفهوم الاقلية و احترام راي الاغلبية. و بين ان الاقلية يجب ان يتم احترام رايها، و الاستفادة منه، كذلك يجب احترام قرار الاغلبية، و ذكر امثلة من سيرة النبي الاكرم صلى الله علية و سلم وكيف كان الرسول الاكرم يحترم الاراء المخالفة له.
بعد ذلك تحدث الاستاذ عبد الهادي أوانج، وهو برلماني ماليزي و رئيس وزراء سابق لاحدى الولايات الماليزية. و كان محور حديثه حول الاضطرابات التي تواجة العالم المعاصر، حيث بين بأن العالم اليوم مصاب بحالة من الهلع و الخوف الشديد من الازمات التي تمر عليه، فعندما يخرج من ازمة اقتصادية يقع في اخرى سياسية او اجتماعية، و بين بأن الفساد قد انتشر بقوة في السياسة و في ادارة امور البلدان، و ان النظريات الوضعية المعاصرة قد انهارت. وا كد ان الاسلام جاء مبيناً لعلاقات الانسان بالطبيعة والاخر و ايضاً بربه، وان الامة الاسلامية كان لها الدور الاكبر في بناء حضارة مادية واخلاقية، وان الاسلام اراد اقامة العدل لكي يخرج الانسان من الظلمات الى النور و من الجور الى العدل.
الشيخ محمد عمار و هو من لبنان اكد في كلمته على نشر روح الاخوة والمحبة بين المسلمين، وذكر بعض الامثلة الواقعية على اتحاد الامة والتعايش المشترك بينهم، و دعا الى فهم الاخر بشكل مناسب لان المشاكل تأتي بسبب عدم فهم الاخر. بعد ذلك، تحدث الاستاذ سعدالدين العثماني من المغرب، و كان محور حديثه حول القضايا الاجتماعية، و شرح المشاكل الاجتماعية التي عانى منها العالم ، وبين اسباب هذه المشاكل و التي من اهمها ان التشريع في العالم المعاصر افتقد المعيار الضابط ، فهم متغير من حيناً الى حين. و اكد ان الانسان في الحضارة الغربية يراد له ان يكون متحللاً من كل القيم، و ان الغرب اعتمد المصالح كأساس في اعماله و تحركاته. و بين ان الاسلام جاء بحلول لكل المشاكل الاجتماعية ، و لكن علينا كمسلمين ان نكون منفتحين على الاجتهادات الاجتماعية للاخرين حتى نصل الى نتائج ايجابية.
و كان الدكتور ناصر الصانع و هو عضو برلماني سابق في الكويت اخر المتحدثين في الجلسة، حيث عقب على الاوراق و الابحاث التي قدمت من المشاركين ، و ثمن الدور الذي يقوم به منتدى الوحدة الاسلامية في اقامة مثل هذه المؤتمرات، و التي تساهم بشكل مبير في توحيد الامة وحل الخلافات الموجودة بين ابنائها. و اشار في كلمته الى المشاكل التي يواجهها العالم اليوم، و كيف ان الاسلاميين يجب عليهم ان يصدروا خطاباً موحداً ، وان قوة الامة الاسلامية في تمسكها بقيمها الانسانية الراقية.
بعد ذكل عقدت الجلسة الصباحية الثانية برئاسة الشيخ محمد عمير ، و كان اول المتحدثين هو اية الله محسن الاراكي من علماء الجمهورية الاسلامية الايرانية، و تمحور حديثه حول مقترحات عملية للوحدة الاسلامية، و بين اسس الحضارة وهي العقل ، الحرية و العدالة. و اكد بأن العالم ينقسم الان الى جبهتين، الاولى جبهة تحرر عالميه يقودها الاسلام، و الثانية جبهة تخلف و جمود، و قال الشيخ " ان الحضارة الغربية اصبحت من الماضي ". و بين حقيقة ان البشرية اليوم قد تعبت من هيمنة الغرب و سيطرتها عليه ، و ان الفترة الماضية كانت فيها الكرامة الانسانية غير محترمة و منتهكة، و ان على الجبهة الاسلامية تشكيل خطوط دفاع لها ثقافية و سياسية.
و ثاني المتحدثين كان الشيخ عبد الحليم الزهيري احد علماء الدين العراقيين و هو مستشار لرئيس الوزراء العراقي، و تحدث الشيخ عن نتائج الوحدة على مصير الامة، و ان الوحدة هي وصية الرسول الاكرم للمسلمين، كذلك اشار الى وجوب تثقيف المسلمين على التسامح والوحدة و الصفح. و شدد على ان تكون الوحدة واقعية و عملية لا ان تبقى في مجال التنظير فقط، وان العمل المشترك سيجعل الوحدة واقعاً ملموساً وان مؤتمرات الوحدة التي تعقد يجب ان تركز على الواقع.
وتحدث الاستاذ زهير سالم من سوريا حول معاني الوحدة و مواجهة التشدد و التطرف في جميع المذاهب. و ذكر الشيخ محمد العباد من المملكة العربية السعودية انواع المشاكل التي تواجهها البشرية و الاسباب التي ادت اليها، من مثل غياب العدالة و عدم سيادة القانون و احتكار بعض الدول لثروات الشعوب.
في الجلسة الختامية تحدث المشاركون حول البرامج العملية للتعاون مع الغير للمساهمة في بناء حضارة انسانية عادلة، و ادار الجلسة كلاً من الدكتور كمال الهلباوي و الدكتور سعيد الشهابي و هما المشرفان على منتدى الوحدة الاسلامية، و تحدث في الجلسة كلاً من اية الله محمد باقر الناصري من العراق و فاتح الراوي من سوريا كذلك شارك في الجلسة الشيخ عبد المحسن النمر من السعودية و رشيد شاز من الهند، و الذين اجمعوا على اهمية العمل من اجل نشر ثقافة الوحدة بين الشعوب الاسلامية بطرق عملية و واقعية، بعد ذلك فتح باب المناقشة التي كانت بمجملهاتدور حول كيفية تحقيق الوحدة.
و في نهاية الجلسة تمت مناقشة البيان الختامي للمؤتمر الثالث للوحدة الاسلامية و الاستماع لاراء المشاركين حوله.
=====================================
اختتم المؤتمر اعماله بإصدار البيان التالي:
البيان الختامي الصادر عن المؤتمر الثالث لمنتدى الوحدة الإسلامية
اختتم مساء اليوم (الاحد 14 يونيو – حزيران 2009) المؤتمر الثالث لمنتدى الوحدة الاسلامية بعد يومين من الحوارات المتواصلة. وكان المؤتمر قد افتتح يوم الجمعة 12 يونيو – حزيران 2009 بمؤسسة الأبرار الإسلامية وسط العاصمة البريطانية، المؤتمر الثالث لمنتدى الوحدة الإسلامية تحت عنوان "دور الامة الإسلامية في بناء حضارة انسانية عادلة". وقد حضر المؤتمر عشرات العلماء والمفكرين من العاملين في الحقل الاسلامي من بلدان عربية واسلامية كثيرة من بينها مصر والعراق ولبنان وإيران والمملكة العربية السعودية والكويت والبحرين والأردن واليمن والسودان والجزائر والمغرب والصومال والهند وماليزيا والمملكة المتحدة والولايات المتحدة. كما حضر المؤتمر عدد من البرلمانيين الإسلاميين من الجزائر والمغرب والكويت والأردن.
حيث ألقيت كلمات وأبحاث عبر من خلالها أصحابها عن عمق رغبتهم في تكريس مباديء الحوار والتفاهم والتلاحم، داعين فيها الى تفعيل مشاريع التقريب والحوار من خلال مشاريع حقيقية تعكس وحدة المسلمين في علاقاتهم البينية ومواقفهم وخطابهم الانساني المنطلق من طبيعة الاسلام العظيم ورسالته السمحة التي خاطبت الناس جميعا.
وفي اليومين التاليين (السبت والاحد 13 و 14 يونيو – حزيران) عقدت جلسات الحوار بشكل مكثف، اذ تعاقب المتحدثون بطرح اوراق عمل تناولت مفاهيم الوحدة والتقارب والحوار كأسس لقيام امة المسلمين بدورها في بناء الحضارة الإنسانية، مركزين بشكل خاص على ضرورة تحقيق اسباب النهضة والاستقلال والتخلي عن التبعية للآخرين وطرح خطاب إسلامي مبدئي تتجلى فيه قيم الإسلام التي تنظم العلاقة مع الآخر على اسس الحق والعدل والاحترام والرحمة.
وأبرزت الخطابات التي طرحت عمق الشعور بضرورة تحرير بلاد المسلمين من الجهل والتعصب والتطرف والتكفير والاحتلال. وكان الحوار صريحا في طرح مستلزمات التقارب والاعتراف بوجود بعض الثغرات في أخلاقيات التعامل بين أتباع المذاهب الإسلامية. وقد أكد المتحدثون إلى ضرورة إيجاد قنوات الحوار الهادف للتعرف على الآخر في واقعه وليس من خلال الثقافة الشعبية فحسب، كما دعوا الى العقلانية في التعامل والتخلي عن اساليب الاثارة بتوجيه الاتهامات او النيل من الآخر في معتقداته وانماط عبادته، والسعي بشكل متواصل للتأكيد على وحدة المسلمين في مواقفهم العامة وتطلعاتهم وعلاقاتهم مع الآخرين. وفي ما يتعلق بالقضايا المختلف بشأنها فكانت هناك دعوة صريحة للتعاطي معها بالعقل والتجرد والتفهم في اجواء ملائمة للحوار، بعيدا عن الرغبة في تسجيل المواقف او إثارة المشاعر والشحن العاطفي.
وفي نهاية المؤتمر الذي اختتم مساء يوم الأحد 14 يونيو/حزيران، أصدر المشاركون بيانا ختاميا أعربوا فيه عن تفاؤلهم بمسيرة الحوار وتمتين الاواصر بين المسلمين وتجاهل دعوات التفريق والتطرف والتكفير. كما دعوا الى ضرورة الاحترام المتبادل بين المسلمين في ما يخص المعتقدات والرموز الدينية، ليس بين المسلمين فحسب، بل في التعامل مع الآخر من غير المسلمين.
توصيات المؤتمر:
كما أصدر المشاركون في نهاية المؤتمر التوصيات التالية:
1ـ تشكيل لجنة متابعة بهدف تفعيل التوصيات بعد كل مؤتمر على ان تقدم تقريرا في بداية كل مؤتمر عما حدث في الفترة السابقة ورصد التطورات الايجابية والسلبية في مسيرة التقارب، خصوصا في ما يتعلق بالفتاوى التكفيرية في الجانب السلبي، والاعمال المشتركة في الجانب الايجابي.
2 ـ ضرورة التفاهم بين العلماء والمفكرين من كل المذاهب الإسلامية حول قضايا الاختلاف ضمن اجواء عقلانية هادئة.
3 ـ ضروة تبني موقف إسلامي موحد ازاء المواقف والفتاوى التي تؤدي الى تأزيم العلاقات واحتقان المواقف، والتبرؤ من كل ما من شأنه تفريق كلمة المسلمين واضعاف موقفهم.
4 ـ مخاطبة المرجعيات الدينية والمؤسسات في كل البلاد الإسلامية لإقامة مؤتمرات لتوحيد الصف الإسلامي، ودعم العاملين في مجال التقريب.
5 ـ مطالبة كافة القوى الدينية والسياسية المتنفذة في البلاد الإسلامية ومن منطلق الأخوة الإسلامية بايقاف الشعارات المتطرفة ايا كان مصدرها، ويدعونها ايضا لعمل ديني ونقاش نوعي يهدف لوقف التطرف وتحريم القتل على الهوية الدينية أو المذهبية أو العرقية. 6 ـ ضرورة التأكيد على صيانة دم المسلم وعرضه وماله. ودعوة جميع الأطراف إلى الابتعاد عن التسميات المذهبية في الخطاب العام، ما أمكن، والتأكيد على التسمية التي ارتضاها الله لأتباع دين محمد بن عبد الله عليه افضل الصلاة والسلام: "هو سماكم المسلمين من قبل".
7 ـ تشجيع المؤسسات الإسلامية الواعية على طرح قضايا تفصيلية في المؤتمرات المقبلة مثل الغلو والتطرف والتكفير ودراستها بموضوعية وعلمية وأعطاء الموقف الشرعي المناسب حيالها.
8 ـ الدعوة إلى توسيع عمل المنتدى بتشكيل هيئة دولية تتكون من الحاضرين ليتحول الى مشروع اوسع يمارس دوره في البلدان الاخرى لتأصيل ثقافة الوحدة والتقارب والحوار في وجدان الأمة.
9 ـ التأكيد على دعم حقوق الشعوب في المقاومة والتحرر، والدعوة إلى بناء نظام عالمي جديد يقوم على أسس العدل والمساواة واحترام حقوق الإنسان.
10 ـ الدعوة إلى إصدار كتاب بعد كل مؤتمر يتضمن البحوث والدراسات والخطابات والبرامج العملية المقترحة لتعميم التوصيات على أوسع نطاق.
والحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين وصحبه المنتجبين.
المؤتمر الثالث للحوار الاسلامي المسيحي في لندن
تحت عنوان البحث عن قضايا مشتركة بين المسلمين والمسيحيين
انعقد في وسط العاصمة البريطانية لندن بمؤسسة " الابرار الاسلامية" في تاريخ 15 يونيو المؤتمر الثالث للحوار الاسلامي المسيحي تحت عنوان البحث عن قضايا مشتركة بين المسلمين والمسيحيين، حيث أوصى المشاركون بضرورة خلق حالة من التنسيق لحوار عالمي بين الديانتين في البلدان العربية وغيرها، مع ضرورة محاربة القيم المنحرفة والتطرف المنتشر في العالم.وامتد المؤتمر على ثلاث جلسات، الجلسة الاولى حملت شعار " التحديات العالمية والوسائل الدينية ".
ادار الجلسة الدكتور سعيد الشهابي، وكان اول المتحدثين توبي بيرش الذي تنيأ قبل ثلاثة أعوام بحدوث الأزمة المالية العالمية في أحد كتبه ، وتركز حديثه حول الازمة الاقتصادية التي تواجهها البشرية في الوقت المعاصر، وكيف ان الازمة كانت بسبب اتباع الراسمالية التي تبحث عن المصلحة والمال فقط دون النظر الى الابعاد الاجتماعية الاخرى.فقد اكد ان الغرب يريد تحقيق نمواً اقتصادياً بأي ثمن حتى لو كان على حساب القيم والمبادئ، وبين ان الازمات الاقتصادية تاتي متلازمة مع ازمات البيئة، والعالم المعاصر لا يحترم البيئة، وان البنوك والمؤسسات الاقتصادية تريد تحقيق الربح عن طريق الربا مما دمر اقتصاد العالم وجعلنا نواجه اكبر ازمة اقتصادية .
بعد ذلك تحدث طارق الديواني وهو اقتصادي مسلم بريطاني من أصل مصري ، الذي عرف بنفسه واعطى موجزاً لحياته، وكيف انه اطلع على الديانة المسيحية بسبب والدته والاسلام لان والده مسلم، وكيف اصبحت لديه معلومات عن الديانتين، وبين كيف ان الاعلام يتجاهل المشتركات بين الاسلام والمسيحية بل ويركزعلى نقاط الاختلاف ويثيرها في كثير من المرات،و عاب على المصارف الاسلامية المالية اتباعها طريق المصارف الاخرى ولكن بطرق مختلفة ،فالمصارف الاسلامية كما يقول هي طريق اخر لصناعة الربا والربح، واشار الى انه يجب علينا ان لا نسمح للمرابين بالاستمرار بممارسة اعمالهم التي تسببت بكل هذه الازمات للبشرية .
اما الدكتور كمال الهلباوي الذي طرح بحثاً بعنوان "حضارة اللا توازن" ، وبين فيه ان في العالم المعاصر لا يوجد توازن بين القوة والعدالة، وان العالم متوجه ليكون امريكياً.وان صياغة المستقبل هي مهمة عظيمة وصعبة، ومن اجل تحقيقها يجب ان يحصل تعاون كبير بين المسجد والكنيسة، وان نبحث عن المشتركات بيننا، بل حتى البحث عن مشتركات مع الدين اليهودي.
وقد عقَّب الشيخ علي خازم على هذه الكلمات مبيِّنا أنَّ الإسلام والمسيحية أعطيا قيمة خاصة للإنسان وأنَّ الله عز وجل قد سخَّر له ما يساعده في الحصول على السعادة في الدنيا كما في الآخرة , وأنَّ الإسلام قدَّم مذهبا إقتصاديا ونظاما يحفظ الثروات الطبيعية الموجودة في البر والبحر والجو كما نظَّر لذلك الشهيد السيد محمد باقر الصدر . وأضاف وحيث أنَّ المسيحية لم تقدم رؤية إقتصادية فبالإمكان الاستفادة من الإسلام لأنَّه باستطاعتنا تقديم الإسلام كقيم إنسانية لتوافقه مع الفطرة , وأشار إلى ابتعاد المسلمين عن التحسس من المعاملات الربوية بسبب افتقارهم في أحيان كثيرة إلى المعرفة بأحكام الربا والتفصيل فيها بين القروض الربوية والمعاملات الربوية .
وختم مؤكدا على ضرورة العمل معا مسلمين ومسيحيين لإعادة الإعتبار للإنسان في المواجهة مع التيارات المعادية للدين .
وفي الجلسة الثانية،التي جاءت بعنوان "الحالات الانسانية والخبرة الدينية" تحدث فيها القس بيتر كالين وهو شخصية لها تاريخ طويل في الحوار بين الاديان، القس تحدث عن مسؤولية الانسان في هذا الكون وضرورة الحفاظ على البيئة، واكد على ضرورة ان يكون للانسان مبادئ يحافظ عليها ويعمل على نشرها ولكن يجب ان تكون متصلة بالرب.
تحدث بعد ذلك منير شفيق المفكر الفلسطيني المعروف، الذي اكد ان الفكر الاسلامي يفتقر الى الفكر العميق عن النظام الرأسمالي العولمي، وهناك تبسيط شديد في فهم البنوك الربوية .
واما الدكتور راشد شاز وهو مفكر اسلامي هندي، فقد اكد على وجوب وجود شفافية في تعامل صندوق النقد الدولي وطالب كذلك بالتحرك ضد النظام الاقتصادي الحالي.
وفي الجلسة المسائية والاخيرة والتي كانت تحت عنوان "الخبرات الشخصية في اطار التعايش الديني"، حيث ادار الجلسة عبد الوهاب الافندي واشترك فيها الاستاذ عبد المجيد القطمة والاستاذ جوليان بوند والدكتور رودني شكسبير، حيث اكد الجميع على ضرورة التعايش بين اتباع الديانات فيما بينهم، وبحثوا النقاط المشتركة التي تجمع بين ابناء الديانات وتبادل المعلومات والاستفادة من الكتب المقدسة لخدمة البشرية والتواصل الى حلول للمشاكل العامة لا سيما المشاكل الاقتصادية التي تواجه العالم.وقد تخللت الجلسات الثلاث من المؤتمر الذي استمر يوماً واحداً فترة من الاسئلة والاجوبة والمداخلات من قبل الحاضرين.وفي نهاية المؤتمر شكر الدكتور الهلباوي المشاركين والحضور .
وبعد نهاية المؤتمر لبَّى المشاركون في المؤتمر الاسلامي الاسلامي والاسلامي المسيحي دعوة حجة الاسلام والمسلمين السيد مرتضى الكشميري وكيل المرجع الديني سماحة اية الله العظمى السيستاني في اوربا وامريكا والمشرف على مؤسسة الامام علي عليه السلام في لندن.
وفي المؤسسة ، القى السيد مرتضى الكشميري كلمة اكد فيها بان مرجعية السيد السيستاني حريصة كل الحرص على فتح باب الحوار مع الاخر، وذكر موقف اية الله العظمى السيستاني عند لقاءه مع وفد من الكرادلة الذين زاروا سماحة السيد، حيث قال لهم " انتم اهل العراق"، ولهذا اصبحت المرجعية سداً منيعاً للعراقيين بكل فئاتهم واديانهم المختلفة.واشار الى ان مثل هذه المؤتمرات لها التأثير الكبير في فتح باب الحوار بين اتباع المذاهب والديانات المختلفة، وانها تساهم بشكل مؤثر في تقليص فجوات الخلاف، وتمنى النجاح لمنتدى الوحدة الاسلامية في مسيرته لتوحيد صفوف المسلمين.
منتدى الوحدة الاسلامية : كيان تم تأسيسه في بريطانيا من قِبل مجموعة من عناصر الحركة الاسلامية، والناشطين والاكاديميين والمفكرين، و الامين العام الحالي للمنتدى هو الدكتور كمال الهلباوي . الهدف الرئيس من انشاء المنتدى هو بلورة مفاهيم التقريب والتفاهم والحوار، وتأسيس العلاقات في ما بين المسلمين على هذه الاسس ، وكذلك يهدف لبث روح الاخاء و الوحدة على اساس التراحم والتواد و لترويج ثقافة التقريب في أوساط الأمة، ومواجهة دعوات الفرقة والاحتراب والتراشق الكلامي، والطعن في العقائد، والتكفير، والتطرف.
وكان منتدى الوحدة الاسلامية قد عقد مؤتمرين في عامي2007 و 2008 كان لهما صدى طيباً و انعكاسات ايجابية اسهمت في التخفيف من الاحتقانات الطائفية التي يحاول اعداء الامة تأجيج نيرانها في المنطقة العربية و العالم.
مع الشكرالخاص للأستاذ حسين الناصر الزهيري , اللجنة الاعلامية للمؤتمر الثالث لمنتدى الوحدة الاسلامية, على تزويدي بالمادة الأساسية وعدد من الصور لهذا التقرير.

الأربعاء، يونيو 10، 2009

الابعاد الاخلاقية في شخصية السيد المسيح عليه السلام

الابعاد الاخلاقية في شخصية السيد المسيح عليه السلام:كلية التربية في الجامعة اللبنانية بالاشتراك مع الاب الدكتور جورج خوام 22/12/2005 . بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله الطاهرين السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ,وبعد فان الحديث عن الابعاد الاخلاقية في شخصية السيد المسيح عليه السلام في هذه الاجواء التي نعيشها في وطننا لبنان ليست هزيمة الى ماض طوباوي معجز ومستحيل بل هي هروب وفزع الى الكلمة المعصومة عن الاخطاء والمنزهة عن الذنوب والمترفعة عن الطمع,الى الكلمة الطيبة ,الى الشجرة الطيبة باصلها الثابت وفرعها المترامي في السماء تؤتي اكلها كل حين باذن ربهاو نحن بامس الحاجة الى هذا الطيب. و الهروب الى المسيح عليه السلام هو هروب الى عنصر جامع في الثقافة الوطنية الواحدة,اذ لاتوجد في حياة المسلمين الروحية شخصية غير مسلمة بالمعنى الخاص تحظى بحضور مميز كما تحظى به شخصية السيد المسيح تليها شخصية الخضر عليهما السلام اللذان تجمعهما صفة الحياة المستمرة الى يومنا . وهذا الكلام تجد له اصولا في الثقافة الدينية لدى المسلمين اي في نصوصهم الاصلية قرآنا وسنة , قال امير المؤمنين علي بن ابي طالب عليه السلام في خطبة له وهو يعرض خصال الانبياء لتكون اسوة بعدما ذكر نبينا محمد وثنى بموسى وثلث بداود: وان شئت قلت في عيسى بن مريم فلقد كان يتوسد الحجر ويلبس الخشن وياكل الجشب وكان ادامه الجوع وسراجه بالليل القمر ، وظلاله في الشتاء مشارق الأرض ومغاربها ، وفاكهته وريحانه ما تنبت الأرض للبهائم ، ولم تكن له زوجة تفتنه ، و لا ولد يحزنه ، ولا مال يلفته ، ولا طمع يذله ، دابته رجلاه وخادمه يداه . كما تجد له اصولا في الثقافة الشعبية ويجتمعان في كثير من الموارد. هذه المقدمةلابد منهافي تاسيس البحث عن الابعاد الاخلاقية في هذه الشخصية لانها تضعنا امام الجانب المشترك في رؤيتناللسيد المسيح عليه السلام كمسلمين ومسيحيين :الجانب البشري الذي لاينفك عن الجانب الرسالي. الملاحظة الثانية ان البحث عن الاخلاق هنا هو بحث عن خصال عملية نقيس عليها السلوك الانساني فرديا واجتماعيا وليس بحثا نظريا في منشأ الاخلاق ونظريات الالزام والمسؤولية اذ المفروض هنا اننا قد فرغنا عن بحثها من حيث الالتزام بكون الخالق هو الديان صاحب الرسالات,نعم يختلف المسلمون والمسيحيون في كيفية الخلاص في الاخرة لكل انسان:مطابقة الاعمال للشريعة او بالفداء لكن يبقى اشتراكهم في ان الاعمال في هذه الدنيا يجب ان تقع موافقة للقيم الاخلاقية المشتركة بطبيعتها والثابتةعند علماء الطرفين وبغض النظر عن بعض الاجتهادات النافرة. وان ثبات القيم الاخلاقية امر مما يؤكده النقل والعقل عند المسيحيين وعند المسلمين,فالمسيح لم يأت لينقض بل ليكمل كما في متى الاصحاح الخامس:17-18 "لا تظنوا اني جئت لانقض الناموس او الانبياء,ما جئت لانقض بل لاكمل18 فاني الحق اقول لكم الى ان تزول السماء والارض لايزول حرف واحد او نقطة واحدة من الناموس حتى يكون الكل." والمقصود هنا ناموس الاخلاق مقابل ناموس الفرائض. ويقول النبي محمد صلى الله عليه وآله: "انما بعثت لاتمم مكارم الاخلاق" مستدرك الوسائل11/187 الباب6 من ابواب جهاد النفس, وفي رواية" بعثت لاتمم حسن الاخلاق" موطأ مالك, كتاب حسن الخلق2/904 ,مسند احمد2/381 مستدرك الحاكم2/613 . وتأييد العقل لهذا الثبات تزخر به كتابات الفلاسفة المسيحيين والمسلمين,ويجتمع العقل والنقل على التفريق بين الفعل الاخلاقي والخصلة الخلقية. من هنا نطل على تعريف الاخلاق بأنها مجموع الخصال التي يدعو اليها الدين لتكوين شخصية سوية سلوكيا في علاقتها بنفسها وبالاخرين بل وبالطبيعة المحيطة بها, وينفر من مضاداتها. ويعبر عن هذه الخصال بالحكمة العملية لارتباطها بالانسان وأفعاله الاختيارية وما ينبغي وما لاينبغي مطلقا والا عدنا وسقطنا في فخ النسبية. الملاحظة الثالثة التي يجب الالفات اليها ان التعبير بالابعاد الاخلاقية يراد منه محاولة استقراء الخصال الاخلاقية المشار اليها في سيرة السيد المسيح عليه السلام من الميلاد الى العروج السماوي واتصور انها تقبل التصنيف تحت عنوانين رئيسيين هما التكويني والتشريعي بما يشمتمل على معنيي القول والفعل وهو فيهما كلمة الله التي تقبل كلا المعنيين في القرآن الكريم,الكلمة الآية والكلمة القول حكما وتعبيرا. قال تعالى: [اذ قالت الملائكة يا مريم ان الله يبشرك بكلمة منه اسمه المسيح عيسى بن مريم وجيها في الدنيا والآخرة ومن المقربين ] [آل عمران45وما كان الناس إلا أمة واحدة فاختلفوا ولولا كلمة سبقت من ربك لقضي بينهم فيما فيه يختلفون [ يونس 19 ]. ]. يحلفون بالله ما قالوا ولقد قالوا كلمة الكفر وكفروا بعد إسلامهم وهموا بما لم ينالوا وما نقموا إلا أن أغناهم الله ورسوله من فضله فإن يتوبوا يك خيرا لهم وإن يتولوا يعذبهم الله عذابا أليما في الدنيا والآخرة وما لهم في الارض من ولي ولا نصير [ توبة 74 ]. الملاحظة الرابعة,ان هذه الاوراق تتحدث عن السيد المسيح عليه السلام في جانب الثقافة غير الشعبية في حياة المسلمين فهي تستند الى نصوص القرآن الكريم والسنة, والمنهج فيها جمع النصوص وتصنيفها بما يمكن وبيان تبسيطي لبعض مشكلاتها. الخلق والخلق للمولود واذكر في الكتاب مريم إذ انتبذت من أهلها مكانا شرقيا ( 16 ) ‹ صفحة 306 ( مريم 17 ) › فاتخذت من دونهم حجابا فأرسلنا إليها روحنا فتمثل لها بشرا سويا ( 17 ) ‹ صفحة 306 ( مريم 18 ) › قالت إني أعوذ بالرحمن منك إن كنت تقيا ( 18 ) ‹ صفحة 306 ( مريم 19 ) › قال إنما أنا رسول ربك لأهب لك غلاما زكيا ( 19 ) ‹ صفحة 306 ( مريم 20 ) › قالت أنى يكون لي غلام ولم يمسسني بشر ولم أك بغيا ( 20 ) ‹ صفحة 306 ( مريم 21 ) › قال كذلك قال ربك هو علي هين ولنجعله آية للناس ورحمة منا وكان أمرا مقضيا ( 21 ) ‹ صفحة 306 ( مريم 22 ) › فحملته فانتبذت به مكانا قصيا ( 22 ) ‹ صفحة 306 ( مريم 23 ) › فأجاءها المخاض إلى جذع النخلة قالت يا ليتني مت قبل هذا وكنت نسيا منسيا ( 23 ) ‹ صفحة 306 ( مريم 24 ) › فناداها من تحتها ألا تحزني قد جعل ربك تحتك سريا ( 24 ) ‹ صفحة 306 ( مريم 25 ) › وهزي إليك بجذع النخلة تساقط عليك رطبا جنيا ( 25 ) ‹ صفحة 307 ( مريم 26 ) › فكلي واشربي وقري عينا فإما ترين من البشر أحدا فقولي إني نذرت للرحمن صوما فلن أكلم اليوم إنسيا ( 26 ) ‹ صفحة 307 ( مريم 27 ) › فأتت به قومها تحمله قالوا يا مريم لقد جئت شيئا فريا ( 27 ) ‹ صفحة 307 ( مريم 28 ) › يا أخت هارون ما كان أبوك امرأ سوء وما كانت أمك بغيا ( 28 ) ‹ صفحة 307 ( مريم 29 ) › فأشارت إليه قالوا كيف نكلم من كان في المهد صبيا ( 29 ) ‹ صفحة 307 ( مريم 30 ) › قال إني عبد الله آتاني الكتاب وجعلني نبيا ( 30 ) ‹ صفحة 307 ( مريم 31 ) › وجعلني مباركا أين ما كنت وأوصاني بالصلاة والزكاة ما دمت حيا ( 31 ) ‹ صفحة 307 ( مريم 32 ) › وبرا بوالدتي ولم يجعلني جبارا شقيا ( 32 ) ‹ صفحة 307 ( مريم 33 ) › والسلام علي يوم ولدت ويوم أموت ويوم أبعث حيا ( 33 ) ‹ صفحة 307 ( مريم 34 ) › ذلك عيسى ابن مريم قول الحق الذي فيه يمترون ( 34 ) ‹ في ملبسه عليه السلام مستدرك الوسائل - الميرزا النوري - ج 3 - ص 325 8 / 27 - العياشي في تفسيره : عن ابن عمر ، عن بعض أصحابنا ، عن رجل حدثه ، عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : " رفع عيسى بن مريم بمدرعة صوف ، من غزل مريم ومن نسج مريم ومن خياطة مريم ، فلما انتهى إلى السماء نودي : يا عيسى ، الق عنك زينة الدنيا " . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ‹ هامش ص 325 › 27 - تفسير العياشي ج 1 ص 175 ح 53 . وعنه في البرهان ج 1 ص 285 ح 2 . مستدرك الوسائل - الميرزا النوري - ج 12 - ص 94 في المأكل والمشرب: ما المسيح ابن مريم الللارس قد خلت من قبله الرسل وأمه صديقة كانا ياكلان الطعام انظر كيف نبين لهم الايات ثم انظر أنى يؤفكون : المائدة75 › إذ قال الحواريون يا عيسى ابن مريم هل يستطيع ربك أن ينزل علينا مائدة من السماء قال اتقوا الله إن كنتم مؤمنين ( 112 ) ‹ صفحة 126 ( المائدة 113 ) › قالوا نريد أن نأكل منها وتطمئن قلوبنا ونعلم أن قد صدقتنا ونكون عليها من الشاهدين ( 113 ) ‹ صفحة 127 ( المائدة 114 ) › قال عيسى ابن مريم اللهم ربنا أنزل علينا مائدة من السماء تكون لنا عيدا لأولنا وآخرنا وآية منك وارزقنا وأنت خير الرازقين ( 114 ) ‹ صفحة 127 ( المائدة 115 ) › قال الله إني منزلها عليكم فمن يكفر بعد منكم فإني أعذبه عذابا لا أعذبه أحدا من العالمين ( 115 ) جواهر الكلام - الشيخ الجواهري - ج 36 - ص 463 وفي مرفوع علي بن حديد ( 3 ) " قام عيسى بن مريم خطيبا ، فقال : يا بني إسرائيل لا تأكلوا حتى تجوعوا ، وإذا جعتم فكلوا ، ولا تشبعوا فإنكم إذا شبعتم غلظت رقابكم وسمنت جنوبكم ونسيتم ربكم " . . ( 3 ) الوسائل الباب - 2 - من أبواب آداب المائدة - الحديث 1 - 10 - 9 - 2 كتاب الموطأ - الإمام مالك - ج 2 - ص 932 27 - وحدثني عن مالك ، أنه بلغه : أن عيسى ابن مريم كان يقول : يا بني إسرائيل عليكم بالماء القراح . والبقل البري . وخبز الشعير . وإياكم وخبز البر . فإنكم لن تقوموا بشكره . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ‹ هامش ص 932 › 27 - ( القراح ) أي الخالص الذي لا يمازجه شئ . ( البقل ) كل نبات اخضرت به الأرض . ( البري ) نسبة إلى البرية ، وهي الصحراء . ( وإياكم وخبز البر ) البر هو القمح . أي احذروا أكله . 28 - ( نكب ) أي أعرض . ( ذات الدر ) أي اللبن . ( واستعذب لهم ماء ) أي جاء لهم بماء عذب . 29 - ( وضر الصفحة ) أي ما يعلق به من أثر السمن . والوضر الوسخ . ( مقفر ) أي لا إدام عندك . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . مستدرك الوسائل - الميرزا النوري - ج 16 - ص 378 [ 20244 ] 1 - صحيفة الرضا ( عليه السلام ) : بإسناده عن آبائه ( عليهم السلام ) ، قال " قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : عليكم بالعدس ، فإنه مبارك مقدس ، وإنه يرق القلب ، ويكثر الدمعة ، وإنه قد بارك فيه سبعون نبيا ، آخرهم عيسى بن مريم ( عليهما السلام ) " . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ‹ هامش ص 378 › 6 - طب الأئمة ( عليهم السلام ) ص 100 . الباب 48 1 - مكارم الأخلاق ص 187 . ( 1 ) في المصدر : الظهر . الباب 49 1 - صحيفة الرضا ( عليهم السلام ) ص 68 ح 150 . 2 - دعائم الاسلام ج 2 ص 112 ح 370 . مستدرك الوسائل - الميرزا النوري - ج 16 - ص 379 [ 20246 ] 1 - الطبرسي في المكارم : عن أنس قال : قال النبي ( صلى الله عليه وآله ) : " كان طعام عيسى ( عليه السلام ) الباقلاء حتى رفع ، ولم يأكل شيئا غيرته النار " . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ‹ هامش ص 379 › الباب 50 1 - مكارم الأخلاق ص 183 . الباب 51 1 - مكارم الأخلاق ص 187 . 2 - مكارم الأخلاق ص 187 . الباب 52 1 - دعائم الاسلام ج 2 ص 111 ح 363 . مواجهة المجرمين: - روى الصدوق بإسناده عن مسعدة بن صدقة ، عن جعفر بن محمد - عليهما السلام - قال : قال أمير المؤمنين ( عليه السلام ) : : " إن الله لا يعذب العامة بذنب الخاصة ، وذكر الحديث الأول ثم قال : وقال : لا يحضرن أحدكم رجلا يضر به سلطان جائر ظلما و عداونا ، ولا مقتولا ولا مظلوما إذا لم ينصره ، لأن نصرته على المؤمن فريضة واجبة إذا هو حضره ، والعافية أوسع ما لم تلزمك الحجة الظاهرة . قال : ولما جعل التفضل في بني إسرائيل جعل الرجل منهم يرى أخاه على الذنب ، فينهاه فلا ينتهي ، فلا يمنعه ذلك أن يكون أكيله وجليسه وشريبه ، حتى ضرب الله - عز وجل - قلوب بعضهم ببعض ونزل فيهم القرآن حيث يقول - عز وجل - : لعن الذين كفروا من بني إسرائيل على لسان داود و عيسى بن مريم ، ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون ، كانوا لا يتناهون عن منكر فعلوه . الآية . " ( 2 ) مستدرك الوسائل - الميرزا النوري - ج 5 - ص 269 - 270 2 / 4 - ثقة الاسلام في الكافي : عن علي بن إبراهيم ، عن علي بن أسباط ، عنهم عليهم السلام ، قال : ( كان فيما وعظ به الله ‹ صفحة 270 › عيسى بن مريم عليه السلام ، ان قال له : يا عيسى ، قل لظلمة بني إسرائيل : غسلتم وجوهكم ، ودنستم قلوبكم ، أبي تغترون ! أم علي تجترئون ، تتطيبون ( 1 ) بالطيب لأهل الدنيا ، وأجوافكم عندي بمنزلة الجيف المنتنة ، كأنكم أقوام ميتون ، يا عيسى قل لهم : قلموا أظفاركم من كسب الحرام ، وأصموا اسماعكم عن ذكر الخناء ، واقبلوا إلي بقلوبكم ، فاني لست أريد صوركم ) . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ‹ هامش ص 269 › 2 ) غافر 40 : 60 3 ) أثبتناه من البحار . 4 ) فاطر 35 : 6 . 5 ) والظاهر : فعاديتموه بالقول ، وواليتموه بالمخالفة - منه قده في هامش المخطوط . 4 - الكافي ج 8 ص 138 . ‹ هامش ص 270 › 1 ) في المصدر : تطيبون . 2 ) أمالي الصدوق ص 419 . الباب - 61 1 - فلاح السائل ص 38 ، وعنه في البحار ج 93 ص 320 ح 30 . 2 - فلاح السائل ص 37 ، وعنه في البحار ج 93 ص 319 ح 27 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . مستدرك الوسائل - الميرزا النوري - ج 12 - ص 109 [ 13651 ] 5 الصدوق في معاني الأخبار : عن علي بن عبد الله الوراق ، عن سعد بن عبد الله ، عن إبراهيم بن مهزيار ، عن أخيه علي ، عن الحسن بن سعيد ، عن الحارث بن محمد بن النعمان ، عن جميل بن صالح ، عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) ، قال : " قال عيسى بن مريم لنبي إسرائيل : لا تعينوا الظالم على ظلمه فيبطل فضلكم " الخبر . في العبادة : قال الصادق ( عليه السلام ) : « إن شفاعتنا لا تنال مستخفا بالصلاة » ( 4 ) . وسأله معاوية بن وهب عن أفضل ما يتقرب به العباد إلى ربهم ، وأحب ذلك إلى الله عز وجل ما هو ؟ فقال ( عليه السلام ) : « ما أعلم شيئا بعد المعرفة ، أفضل من هذه الصلاة ، ألا ترى ان العبد ‹ صفحة 174 › الصالح عيسى بن مريم ( عليه السلام ) ، قال ( وأوصاني بالصلاة والزكاة ما دمت حيا ) » ( 1 ) . ( 2 ) . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ‹ هامش ص 173 › 1 . في « ب » : وأتمها . 2 . الفقيه : 1 / 134 برقم 626 ، وما بين المعقوفتين أخذناه من المصدر . 3 . الوسائل : 3 / 16 ، الباب 6 من أبواب أعداد الفرائض ، الحديث 5 . 4 . نفس المصدر ، الحديث 6 . ‹ هامش ص 174 › 1 . مريم : 32 . 2 . الوسائل : 3 / 25 ، الباب 10 من أبواب أعداد الفرائض ، الحديث 1 . اخلاق العلماء ورجال الدين: شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج 2 - ص 76 - 79 6 - وبهذا الاسناد ، عن محمد بن خالد ، عن محمد بن سنان ، رفعه قال : قال عيسى بن مريم ( عليه السلام ) : يا معشر الحواريين لي إليكم حاجة اقضوها لي ؟ قالوا : قضيت حاجتك يا روح الله ، فقام فغسل أقدامهم فقالوا : كنا نحن أحق بهذا يا روح الله ! فقال : إن أحق الناس بالخدمة العالم إنما تواضعت هكذا لكيما تتواضعوا بعدي في الناس كتواضعي لكم ، ثم قال عيسى ( عليه السلام ) : بالتواضع تعمر الحكمة لا بالتكبر ، وكذلك في السهل ينبت الزرع لا في الجبل . * الشرح : ( وبهذا الاسناد ) قال المحقق الشوشتري : لم يظهر لهذا مرجع ، وكان مقصوده أحمد بن عبد الله . ( عن محمد بن خالد ، عن محمد بن سنان ، رفعه قال ) فاعل قال غير معلوم . ( قال عيسى بن مريم ( عليه السلام ) : يا معشر الحواريين ) المعشر الجماعة ، والجمع المعاشر . وفي الصحاح : احور الشيء ابيض وتحوير الثياب تبييضها ، وقيل لأصحاب عيسى ( عليه السلام ) : الحواريون كأنهم كانوا قصارين يعني يحورون الثياب ويبيضونها وقال أبو عبد الله الآبي : حواري الرجل خاصته وناصره والمفضل عنده ويقال لكل ناصر نبي ، حواريه تشبيها له بحواري عيسى ( عليه السلام ) وهو خاصته ‹ صفحة 77 › وناصره والمفضل عنده وخليله . وقال عياض مثله . وقال الأزهري : الحواريون خلصان الأنبياء ( عليهم السلام ) أي الذين أخلصوا من كل عيب ، والدقيق الحواري الذي نخل مرة بعد اخرى حتى نقي . ( لي إليكم حاجة ) حاجة مبتدأ وتنكيرها للتعظيم ، و « لي » خبرها قدم عليها ليصح المبتدأ ، وإليكم متعلق بها قدم للتعظيم لاشتماله على ضمير أحبائه وأنصاره أو للحصر مع ما فيه من حثهم وتحريضهم على قضائها ولذلك أردفه تأكيدا له بقوله : ( اقضوها لي ) على سبيل الالتماس أو الدعاء . ( قالوا : قضيت حاجتك يا روح الله ) الظاهر أنه دعاء له بقضاء حاجته والتعبير عنه بالماضي للدلالة على وقوعه ويحتمل أن يكون إخبارا بأنهم قضوا حاجته والإتيان بصيغة المجهول دون قضينا رعاية للأدب وإظهارا لعجزهم وهضما لأنفسهم . ( فقام فغسل أقدامهم ) وفي بعض النسخ : « فقبل أقدامهم » وإنما استأذنهم في هذا الفعل لأنه لو بادر إليه ابتداء من غير استئذان لربما منعوه تعظيما له ، وإنما سماه حاجة لاهتمامه وترقبه في تحصيله ولتوقيره في نفوسهم ولاحتياجه إليه في تعظيمهم وتحصيل الأجر وكسر النفس وإذلالها وإظهار آثار ملكة التواضع وتعليمها ، وهذا الفعل أبلغ من التعظيم بالقول : ( فقالوا : كنا نحن أحق بهذا يا روح الله ! ) لأن المريد المسترشد بالخدمة والتعظيم للعالم المرشد أولى من العكس قضاء لحق التعليم والإرشاد وأداء لما يقتضيه الشرف والكمال من التكريم والانقياد والنداء في الموضعين لمجرد التعظيم دون طلب الإقبال ، وسمي ( عليه السلام ) بروح الله لأنه سبحانه خلقه بمجرد الإرادة بدون توسط بشر فقال : ( إن أحق الناس بالخدمة العالم ) لا غيره لأن منشأ الخدمة والتواضع هو العلم بكثرة منافعهما وصفاء النفس ونورانيتها وتحليها بالفضائل وتخليها عن الرذائل من الكبر والفخر والبغض والحسد وغيرها ، وهذا حال العالم بالله وباليوم الآخر ( 1 ) ، فكل من هو أعلم وأفضل واتصافه بهذه الصفات أتم وأكمل فهو بالتواضع أحرى وأجدر ، وإنما أتى بهذا الحكم على وجه يفيد الحصر وصدره بالتأكيد لدفع ما اعتقدوه من أنهم أحق بهذا منه ، وقد مر الأمر بتواضع كل من العالم والمتعلم للآخر ، وهذا الحديث يفيد أنه في العالم آكد وأولى ثم ذكر ( عليه السلام ) لهذا التوضاع فائدتين : إحداهما ‹ صفحة 78 › راجعة إليهم والاخرى راجعة إليه ، فأشار إلى الفائدة الاولى بقوله : ( إنما تواضعت هكذا لكيما تتواضعوا بعدي في الناس كتواضعي لكم ) هذه الفائدة وإن علمت بمجرد فعله ( عليه السلام ) لكنه صرح بها حرصا على إظهارها ورفعا لاحتمال غفلتهم عنها وتأكيدا في المبالغة على فضيلة التواضع التي يتم بها نظام الدنيا والآخرة « وكي » حرف تعليل تفيد سببية ما قبلها لما بعدها وينتصب المضارع بعدها بنفسها أو على إضمار « أن » على قول ، واللام الداخلة عليها زائدة للتأكيد ، لأنها بمعناها و « ما » زائدة . ( ثم قال عيسى ( عليه السلام ) ) للإشارة إلى الفائدة الثانية . ( بالتواضع تعمر الحكمة لا بالتكبر ) تقديم الظرف يفيد الحصر والنفي بلا تأكيد للجزء السلبي ، بين ( عليه السلام ) ذلك الحكم بالتمثيل تشبيها للمعقول بالمحسوس لزيادة الإيضاح والتقرير فقال : ( وكذلك في السهل ينبت الزرع لا في الجبل ) السهل نقيض الجبل يعني كما أن الأرض إذا كانت سهلة لينة تقبل نبات الزرع ونموه وإذا كانت صلبة حجرية جبلية لا تقبله كذلك القلب إذا كان سهلا لينا بالتواضع والرقة والشفعة يقبل نبات زرع الحكمة وإذا كان صلبا غليظا بالتكبر والتفاخر والخشونة ونحوها لا يقبله . فإن قلت : هذا التمثيل يفيد أن الحكمة من آثار التواضع ، وهذا ينافي ما ذكرت قبل من أن التواضع من آثار العلم والحكمة . قلت : هذا التمثيل يفيد أن زيادة الحكمة ونموها من آثار التواضع وما ذكرناه آنفا هو أن التواضع من آثار أصل الحكمة فلا منافاة وليس هذا مختصا بالتواضع بل يجري في سائر الأخلاق والأعمال أيضا ، وإن أردت زيادة توضيح فنقول : للحكمة - وهي العلم بالحقائق والمعارف والأخلاق ( 1 ) - مراتب مختلفة في الشدة والضعف والكمية والكيفية والثبات وعدمه ، كما أن لتلك المعلومات مراتب مختلفة وإذ القي بذر الحكمة الذي هو نور إلهي في القلب يهتدي القلب إلى الصفات الجميلة اللائقة به ، وإلى الأعمال الصالحة المناسبة للجوارح ، فإذا اتصف القلب بتلك الصفات واتصفت الجوارح بهذه الأعمال ; لان القلب ورق وسهل وذل فحصل له حالة اخرى أشرف من الاولى فينبت بذر الحكمة وينمو ويزداد وهذه مرتبة اخرى من الحكمة موجبة لمشاهدة القلب حالة اخرى من الصفات ومنشأ لاتصافه بها ، ثم ‹ صفحة 79 › هذه الحالة توجب قبول مرتبة اخرى من الحكمة أكمل من المرتبة المذكورة ، وهكذا يتبادلان في التأثير إلى ما شاء الله . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ‹ هامش ص 77 › 1 - وأما غيره فيطلب العلم للفخر ويبغض ويحسد ويتكبر ويترأس ويماري ويجادل وغرضه الجاه والمال والعالم بالله واليوم الآخر يعرض عن الدنيا وزخارفها ويتجنب عن الرذائل ; لأن جميعها ناشئة عن حب الدنيا . ( ش ) ‹ هامش ص 78 › 1 - الحكمة هنا علم الحكمة الاصطلاحي المنقسم إلى النظري والعملي ، وأشار إلى الأول بقوله : العلم بالحقائق والمعاني وإلى الثاني بالأخلاق . ( ش ) . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج 2 - ص 166 - 167 2 - وبهذا الإسناد قال : قال أبو عبد الله ( عليه السلام ) قال عيسى بن مريم على نبينا وآله وعليه السلام : « ويل لعلماء السوء كيف تلظى عليهم النار ! » . * الشرح : ( وبهذا الإسناد قال : قال أبو عبد الله ( عليه السلام ) قال عيسى بن مريم على نبينا وآله وعليه السلام : ويل لعلماء السوء ) الويل : كلمة عذاب ، تقول : ويل لزيد وويلا لزيد بالرفع والنصب ، فالرفع على الابتداء والنصب على إضمار الفعل ، هذا إذا لم تضفه ، فإذا أضفته مثل ويله وويلك فليس إلا النصب ; لأنك لو رفعته فليس له خبر . وقيل : الويل واد في جهنم لو ارسلت فيه الجبال لماعت من حره . والسوء بالفتح مصدر يقال : ساءه يسوؤه سوءا نقيض سره وبالضم الاسم تقول : هذا رجل سوء بالإضافة ، ثم تدخل عليه الألف واللام وتقول : هذا رجل السوء . وقال الأخفش : ولا يقال : الرجل السوء ، ويقال : الحق اليقين وحق اليقين ; لأن السوء بالرجل واليقين هو الحق ، وقال أيضا : لا يقال : هذا رجل السوء بالضم ، فعلى هذا ينبغي أن يقرأ لعلماء السوء بالإضافة والفتح وما وجد في بعض النسخ : للعلماء السوء على التعريف والوصف فكأنه سهو من الناسخ ، وقد يوجه بأن التركيب ليس من باب التوصيف ، بل من باب إضافة العامل إلى المعمول مثل الضارب الرجل باعتبار تعلق علم العالم بالسوء كتعلق ضرب الضارب بالرجل . وفيه : أن المقصود ذم العلماء باعتبار اتصافهم بالسوء لا باعتبار علمهم به ، والقول بأن التركيب وإن كان من باب الإضافة لكنه هنا في معنى التوصيف ، أي المضاف موصوف بالمضاف إليه لا يخلو عن شيء ; لأن التركيب الإضافي من حيث الإضافة وملاحظتها لا يدل على اتصاف المضاف بالمضاف إليه وإرادة الاتصاف بدون دلالة التركيب لا يجدي نفعا ، فليتأمل . ( كيف تلظى عليهم النار ؟ ) أي كيف تضطرم وتلتهب عليهم النار ؟ وتلظى أصله تتلظى حذفت إحدى التاءين للتخفيف من لظى ، وهو اسم النار ، واسم من أسماء جهنم أيضا ، لا ينصرف للعلمية والتأنيث ، و « كيف » ليس للاستعلام عن حالهم ، بل للإعلام بشناعتها وفظاعتها وشدائدها ، بحيث لا يمكن تصورها . ثم الظاهر أن المراد بالنار معناها الحقيقي ، ويمكن أن يراد بها نار ألم الفراق بعد المفارقة عن الدنيا وانكشاف قبح السوء وآثاره على سبيل الاستعارة التحقيقية والترشيح ; لأن الألم من باب الإدراك ، وكلما كان الإدراك أقوى وأشد كان الألم كذلك ، ولا ريب في أن إدراك العالم لشدائد ‹ صفحة 167 › الفراق أقوى من إدراك الجاهل لها ، فلذلك كان التهاب نار الفراق على العالم أعظم وأشد منه على الجاهل . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ‹ هامش ص 167 › 1 - في كتاب الإيمان والكفر . 2 - والحق عندنا : أن قبول التوبة تفضل من الله تعالى وليس بواجب ، ولو كان واجبا لم يتأخر قبوله عن ( الثلاثة الذين خلفوا حتى إذا ضاقت عليهم الأرض بما رحبت ) لوجود المناط قبله ، قد روي في بعض الروايات أنه لم يقبل توبتهم إلا بعد سبعة عشر يوما ، إلا أن رحمة الله اقتضت أن يتفضل على الامة المرحومة في غالب الأمر على قبول توبتهم ، وأيضا لو كان واجبا عقلا لم يكن فرق في الوجوب بين هذه الامة والامم السالفة ولأمكن قبول توبة بعض الأشقياء ، فراجع شرح التجريد وسائر كتب الكلام ، وذكرنا في حواشي مجمع البيان وبعض كتب التفسير ما يتعلق بذلك . ( ش ) . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج 9 - ص 348 - 349 3 - علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن القاسم بن محمد ، عن المنقري ، عن حفص بن غياث ، عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : قال عيسى بن مريم صلوات الله عليه : تعملون للدنيا وأنتم ترزقون فيها بغير عمل ولا تعملون للآخرة وأنتم لا ترزقون فيها إلا بالعمل ، ويلكم علماء سوء ، الأجر تأخذون ، والعمل تضيعون ، يوشك رب العمل أن يقبل عمله ويوشك أن يخرجوا من ضيق الدنيا إلى ظلمة القبر ، كيف يكون من أهل العلم من هو في مسيرة إلى آخرته وهو مقبل على دنياه وما يضره أحب إليه مما ينفعه . * الشرح : قوله ( قال عيسى بن مريم صلوات الله عليه تعملون للدنيا وأنتم ترزقون فيها بغير عمل ولا تعملون للآخرة وأنتم لا ترزقون فيها إلا بالعمل ) قال الله تعالى لأهل الدنيا : ( وما من دابة إلا على الله رزقها ) ولأهل الآخرة : ( وأن ليس للإنسان إلا ما سعى ) فطلب العمل للدنيا مع أنها تنال بدونه وترك العمل للآخرة مع أنها لا تنال إلا به دل على نقص الإيمان وأنه مجرد التقول باللسان . قال بعض العارفين لرجل : كيف طلبك للدنيا ؟ قال : شديد . فقال هل أدركت ما تريد ؟ قال : لا . قال : فهذه التي تطلبها شديدا لم تدرك منها ما تريد فكيف بالتي لم تطلبها . ( ويلكم علماء سوء ، الأجر تأخذون . والعمل تضيعون ) خاطب علماء الدين بالنداء وذمهم بترك العمل بعلومهم وتوقع الأجر إنكارا لذلك وحثهم على العمل بقوله : ( يوشك رب العمل أن يقبل عمله ) إن خيرا فخير وإن شرا فشر ، وفيه إشارة إلى ما يرد عليه بعد الموت من الصور الحسنة والقبيحة من جهة الأعمال فهو إما في راحة روحانية أو في عقوبة نفسانية إلى يوم البعث ثم يرجع إلى جنة عالية أو إلى نار حامية . ‹ صفحة 349 › ( ويوشك أن يخرجوا من ضيق الدنيا إلى ظلمة القبر ) فيجدوا ما كانوا فيه من خير وشر حاضرا . وفيه ترغيب في ترك الدنيا لقلة مدتها وسرعة زوال شدتها ، وتحريض على العمل لما بعدها والأعمال الصالحة أنوار تدفع ظلمات القبر والقيامة . ( كيف يكون من أهل العلم من هو في مسيرة إلى آخرته وهو مقبل على دنياه وما يضره أحب إليه مما ينفعه ) ما يضره الدنيا وأعمالها المطلوب منها متاعها وما ينفعه هو الآخرة وأعمالها المستلزمة لرفيع درجاتها ، ومن أدبر عن الثاني وأقبل إلى الأول وأحب الدنيا والاستكثار منها وصحبة أهلها للجاه والمال فليس بعالم وإنما العالم من عرف الله وعظمته وعزه وقهره وغلبته ودينه وكتابه وسنته وبعثه ذلك على الورع والتقوى والزهد في الدنيا ودوام الهيبة والخشية والعمل لله وهو الذي وصفه الله تعالى بقوله : ( إنما يخشى الله من عباده العلماء ) . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج 9 - هامش ص 372 من صفاته تعالى كالعلم والحلم والرحمة والبر ما هو أكمل بالرياضة والزهد كان القرب أشد ، وروي عن عيسى بن مريم ( عليه السلام ) خطابا للحواريين : كونوا كاملين كما أن الله ربكم في السماء كامل . [ 12937 ] 6 - أبو القاسم الكوفي في كتاب الأخلاق قال : قال عيسى بن مريم للحواريين : ( يا معشر الحواريين ، إنكم لا تدركون ما تأملون إلا بالصبر على ما تكرهون ، ولا تبلغون ما تريدون إلا بترك ما تشتهون ) . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ‹ هامش ص 261 › 5 - فقه الرضا ( عليه السلام ) ص 50 . ( 1 ) أثبتناه من المصدر . 6 - الأخلاق : مخطوط . 7 - ارشاد القلوب ص 126 . 8 - ارشاد القلوب ص 126 . 9 - مكارم الأخلاق ص 446 . ( 1 ) الزمر 39 : 10 . ( 2 ) الفرقان 25 : 75 . ( 3 ) المؤمنون 23 : 111 . ( 4 ) الانسان 76 : 12 . ( 5 ) القصص 28 : 54 . الأمالي - الشيخ الطوسي - ص 207 - 208 356 / 6 - أخبرنا محمد بن محمد ، قال : أخبرني أبو الحسن أحمد بن محمد ‹ صفحة 208 › ابن الحسن ، عن أبيه ، عن محمد بن الحسن الصفار ، عن علي بن محمد القاساني ، عن القاسم بن محمد ، عن سليمان بن داود المنقري ، عن حفص بن غياث ، قال : سمعت أبا عبد الله جعفر بن محمد ( عليهما السلام ) يقول : قال عيسى بن مريم لأصحابه : تعملون للدنيا وأنتم ترزقون فيها بغير عمل ، ولا تعملون للآخرة وأنتم لا ترزقون فيها إلا بعمل ، ويلكم علماء السوء ، الآخرة تأخذون والعمل لا تصنعون ! يوشك رب العمل أن يطلب عمله ، ويوشك أن يخرجوا من الدنيا إلى ظلمة القبر ، كيف يكون من أهل العلم من مصيره إلى اخرته وهر مقبل على دنياه ، وما يضره أشهى إليه مما ينفعه ؟ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . روضة الواعظين - الفتال النيسابوري - ص 427 قال أمير المؤمنين " عليه السلام " : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : الدينار والدرهم أهلكا من كان قبلكم وهما مهلكاكم . قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : يهرم ابن آدم ، ويشب فيه اثنان : الحرص على المال والحرص على العمر . قال عيسى بن مريم " عليه السلام " : الدينار داء الدين ، والعالم طبيب الدين فإذا رأيتم الطبيب يجر الداء إلى نفسه فاتهموه ، واعلموا انه غير ناصح لغيره . الخصال - الشيخ الصدوق - ص 113 الفتن ثلاث 91 - حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل رضي الله عنه قال : حدثنا علي بن الحسين السعد آبادي قال : حدثنا أحمد بن أبي عبد الله البرقي . عن أبيه ، عن محمد بن سنان ، عن زياد بن المنذر عن سعد بن طريف . عن الأصبغ بن نباتة قال : قال أمير المؤمنين . عليه السلام : الفتن ثلاث : حب النساء وهو سيف الشيطان ، وشرب الخمر وهو فخ الشيطان ( 3 ) وحب الدينار والدرهم وهو سهم الشيطان ، فمن أحب النساء لم ينتفع بعيشه ، ومن أحب الأشربة حرمت عليه الجنة ، ومن أحب الدينار والدرهم فهو عبد الدنيا ، وقال : قال عيسى بن مريم عليه السلام : الدينار داء الدين . والعالم طبيب الدين فإذا رأيتم الطبيب يجر الداء إلى نفسه فاتهموه ، واعملوا أنه غير ناصح لغيره ، . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ‹ هامش ص 113 › ( 1 ) طأطأ - كدحرج - أي خفض . ( 2 ) بفتح اللام وكسر الهاء واسمه عبد الله وشرحبيل بضم أوله وفتح الراء وسكون المهملة . ( 3 ) الفخ : آلة معروفة يصاد بها ( المصباح ) . الكافي - الشيخ الكليني - ج 2 - ص 319 3 - علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن القاسم بن محمد ، عن المنقري ، عن حفص بن غياث ، عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : قال عيسى بن مريم ( صلوات الله عليه ) : تعملون للدنيا وأنتم ترزقون فيها بغير عمل ولا تعملون للآخرة وأنتم لا ترزقون فيها إلا بالعمل ويلكم ، علماء سوء ، الاجر تأخذون ، والعمل تضيعون ، يوشك رب العمل ( 2 ) أن يقبل عمله ويوشك أن يخرجوا من ضيق الدنيا إلى ظلمة القبر ، كيف يكون من أهل العلم من هو في مسيره إلى آخرته وهو مقبل على دنياه وما يضره أحب إليه مما ينفعه . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ‹ هامش ص 319 › ( 1 ) في القاموس جرش الشئ لم ينعم دقه فهو جريش وفى الصحاح ملح جريش لم يطيب . قوله : " مع عافية الدنيا " أي في الدنيا من تشويش البال وفى الآخرة من العذاب . ( 2 ) أريد برب العمل : العابد الذي تقلد أهل العلم في عبادته أعني يعمل بما يأخذ عنهم ، وفيه توبيخ لأهل العلم الغير العامل ( في ) . وقرأ بعضهم " يقيل " بالياء المثناة من الإقالة أي يرد عمله فان المقيل يرد المتاع . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . صلاة الجمعة - محمد مقيم اليزدي - ص 62 ال عيسى بن مريم ( عليه السلام ) ويل للعلماء السوء كيف تلظى عليهم النار. التحفة السنية (مخطوط) - السيد عبد الله الجزائري - ص 12 وفي مرفوعة محمد بن سنان قال عيسى بن مريم يا معشر الحواريين لي إليكم حاجة اقضوها لي قالوا قضيت حاجتك يا روح الله فقام وقبل أقدامهم فقالوا كنا نحن أحق بهذا يا روح الله فقال إن أحق الناس بالخدمة العالم إنما تواضعت هكذا لكيما تتواضعوا بعدي في الناس كتواضعي لكم ثم قال ( ع ) بالتواضع تعمر الحكمة لا بالتكبر وكذلك في السهل ينبت الزرع لا في الجبل الكافي - الشيخ الكليني - ج 1 - ص 47 1 - علي بن إبراهيم بن هاشم ، عن أبيه ، عن القاسم بن محمد ، عن المنقري ، عن حفص بن غياث ، عن أبي عبد الله عليه السلام قال : قال : يا حفص يغفر للجاهل سبعون ذنبا قبل ان يغفر للعالم ذنب واحد . 2 - وبهذا الإسناد قال : قال أبو عبد الله عليه السلام : قال عيسى ابن مريم على نبينا وآله وعليه السلام : ويل للعلماء السوء كيف تلظى عليهم النار ؟ ! . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . توجيهات عامة: مصباح الشريعة - المنسوب للإمام الصادق (ع) - ص 10 وقال عيسى بن مريم ( ع ) للحواريين إياكم والنظر إلى المحذورات فإنها بذر الشهوات وبنات الفسق مصباح الشريعة - المنسوب للإمام الصادق (ع) - ص 14 قال عيسى بن مريم ( ع ) رأيت حجرا عليه مكتوب اقلبني فقلبته فإذا على باطنه مكتوب من لا يعمل بما يعلم مشؤم عليه طلب ما لا يعلم ومردود عليه ما علم . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . مصباح الشريعة - المنسوب للإمام الصادق (ع) - ص 21 سألوا عيسى بن مريم ( ع ) : يا روح الله مع من نجالس ؟ قال ( ع ) : من يذكركم رؤيته ويزيد في علمكم منطقه ويرغبكم في الآخرة عمله - فضالة عن إسماعيل عن أبي عبد الله عليه السلام قال : كان عيسى بن مريم عليه السلام يقول : هو لا تدرى متى يلقاك ما يمنعك أن تستعد له قبل أن يفجأك ؟ ( 225 ) . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ( 225 ) البحار 14 / 330 و 71 / 267 وفي ن 2 : عن أبيه قال : كان ، وكذا في ط عن نسخة . مستدرك الوسائل - الميرزا النوري - ج 12 - ص 39 القطب الراوندي في لب اللباب : قال : قال عيسى بن مريم : قسوة القلوب من جفوة العيون ، وجفوة العيون من كثرة الذنوب ، وكثرة الذنوب من حب الدنيا ، وحب الدنيا رأس كل خطيئة . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ‹ هامش ص 39 › 11 أمالي الطوسي ج 2 ص 144 . ( 1 ) في المصدر : " ما " . ( 2 ) في المصدر : " ان يترك " . ( 3 ) ليست في المصدر : 12 الكافي ج 8 ص 128 ح 98 . ( 1 ) أثبتناه من المصدر وهو الأرجح ( راجع معجم رجال الحديث ج 1 ص 337 ) . 13 لب اللباب : مخطوط . 14 لب اللباب : مخطوط . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . الخصال - الشيخ الصدوق - ص 337 - 338 0 - حدثنا أبي رضي الله عنه قال : حدثنا سعد بن عبد الله ، عن أيوب بن نوح عن الربيع بن محمد المسلي ، عن عبد الأعلى ، عن نوف ( 3 ) قال : بت ليلة عند أمير المؤمنين علي عليه السلام فكان يصلي الليل كله ويخرج ساعة بعد ساعة فينظر إلى السماء و يتلو القرآن ، قال : فمر بي بعد هدوء من الليل فقال : يا نوف أراقد أنت أم رامق ؟ قلت : بل رامق أرمقك ببصري يا أمير المؤمنين ، قال : يا نوف طوبى للزاهدين في الدنيا والراغبين في الآخرة ، أولئك الذين اتخذوا الأرض بساطا ، وترابها فراشا ، وماءها طيبا : والقرآن دثارا ، والدعاء شعارا ، وقرضوا من الدنيا تقريضا ، على منهاج عيسى بن مريم عليه السلام ، إن الله عز وجل أوحى إلى عيسى بن مريم عليه السلام : قل للملا من بني إسرائيل : لا يدخلوا بيتا من بيوتي إلا بقلوب طاهرة ، وأبصار خاشعة ، وأكف نقية ، وقل لهم : اعلموا أني غير مستجيب لاحد منكم دعوة ولاحد من خلقي قبله مظلمة ، يا نوف إياك أن تكون عشارا أو شاعرا ، أو شرطيا ، أو عريفا ، أو صاحب عرطبة وهي الطنبور ، أو صاحب كوبة وهو الطبل ، فإن نبي الله صلى الله عليه وآله خرج ذات ليلة فنظر إلى السماء فقال : إنها الساعة التي لا ترد فيها دعوة إلا دعوة عريف ( 1 ) أو دعوة شاعر أو دعوة عاشر أو شرطي أو صاحب عرطبة أو صاحب كوبة . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . مستدرك الوسائل - الميرزا النوري - ج 12 - ص 344 [ 14246 ] 22 وقال أبو جعفر محمد بن علي الباقر عليهما السلام : " صنيع المعروف وحسن البشر ، يكسبان المحبة ، ويقربان من الله ، ويدخلان الجنة " . وقال عليه السلام : " إنما حرم الله الربا ، لئلا يتمانع الناس بينهم المعروف " . [ 14247 ] 23 وقال عليه السلام : " إذا كان يوم القيامة يوقف الله فقراء المؤمنين بين يديه ، فيقول لهم : اما اني لم أفقركم في الدنيا لهوانكم علي ، بل لأبلوكم وابتلي بكم ، فانطلقوا فلا تدعوا أحدا ممن اصطنع إليكم في الدنيا معروفا من أهل دينكم ، الا أدخلتموه الجنة " . وقال عيسى بن مريم عليه السلام لأصحابه : " استكثروا من الشئ ء الذي لا تأكله النار " قالوا : وما هو ؟ قال : " المعروف " . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ‹ هامش ص 344 › 21 23 كتاب الأخلاق : مخطوط . 24 دعائم الاسلام ج 2 ص 320 ح 1208 . ( 1 ) في المصدر زيادة : فيه . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . الأمالي - الشيخ الصدوق - ص 650 4 / 12 - حدثنا الحسين بن أحمد بن إدريس ( رحمه الله ) ، قال : حدثنا أبي ، قال حدثنا محمد بن عبد الجبار ، عن الحسن بن علي بن أبي حمزة ، عن سيف بن عميرة ، عن منصور بن حازم ، عن أبي عبد الله الصادق ( عليه السلام ) ، قال : كان عيسى بن مريم ( عليه السلام ) ، يقول لأصحابه : يا بني آدم ، اهربوا من الدنيا إلى الله ، وأخرجوا قلوبكم عنها ، فإنكم لا تصلحون لها ولا تصلح لكم ، ولا تبقون فيها ولا تبقى لكم ، هي الخداعة الفجاعة ، المغرور من اغتر بها ، المغبون من اطمأن إليها ، الهالك من أحبها وأرادها ، فتوبوا إلى بارئكم ، واتقوا ربكم ، واخشوا يوما لا يجزي والد عن ولده ، ولا مولود هو جاز عن والده شيئا . أين آباؤكم ، أين أمهاتكم ، أين إخوتكم ، أين أخواتكم ، أين أولادكم ؟ دعوا فأجابوا ، واستودعوا الثرى ، وجاوروا الموتى ، وصاروا في الهلكى ، وخرجوا عن الدنيا ، وفارقوا الأحبة ، واحتاجوا إلى ما قدموا ، واستغنوا عما خلفوا ، فكم توعظون ، وكم تزجرون ، وأنتم لاهون ساهون ! مثلكم في الدنيا مثل البهائم ، همتكم ( 1 ) بطونكم وفروجكم ، أما تستحيون ممن خلقكم ؟ ! وقد وعد من عصاه النار ولستم ممن يقوى على النار ، ووعد من أطاعه الجنة ومجاورته في الفردوس الأعلى ، فتنافسوا فيه وكونوا من أهله ، وأنصفوا من أنفسكم ، وتعطفوا على ضعفائكم وأهل الحاجة منكم ، وتوبوا إلى الله توبة نصوحا ، وكونوا عبيدا أبرارا ، ولا تكونوا ملوكا جبابرة ولا من العتاة الفراعنة المتمردين على من قهرهم بالموت ، جبار الجبابرة رب السماوات ورب الأرضين ، وإله الأولين والآخرين ، مالك يوم الدين ، شديد العقاب ، أليم العذاب ، لا ينجو منه ظالم ، ولا يفوته شئ ، ولا يعزب عنه شئ ، ولا يتوارى منه شئ أحصى كل شئ علمه ، وأنزله منزلته في جنة أو نار . ابن آدم الضعيف ، أين تهرب ممن يطلبك في سواد ليلك وبياض نهارك وفي كل حال من حالاتك ، قد أبلغ من وعظ ، وأفلح من اتعظ ( 2 ) . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ‹ هامش ص 650 › ( 1 ) في نسخة : همكم . ( 2 ) بحار الأنوار 14 : 288 / 13 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . الأمالي - الشيخ الصدوق - ص 585 804 / 1 - حدثنا الشيخ الجليل أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين بن موسى ابن بابويه القمي ( رضي الله عنه ) ، قال : حدثنا أبي ( رضي الله عنه ) ، قال : حدثنا سعد بن عبد الله ، قال : حدثنا أحمد بن محمد بن عيسى ، عن أبيه ، عن عبد الله بن المغيرة ، عن طلحة بن زيد ، عن أبي عبد الله الصادق جعفر بن محمد ( عليهما السلام ) ، قال : مر عيسى بن مريم ( عليه السلام ) على قوم يبكون ، فقال : على ما يبكي هؤلاء ؟ فقيل : يبكون على ذنوبهم . قال : فليدعوها يغفر لهم ( 1 ) . 805 / 2 - حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد ( رضي الله عنه ) ، قال : حدثنا الحسين بن الحسن بن أبان ، عن الحسين بن سعيد ، عن الحسن بن علي الخزاز ، قال : سمعت أبا الحسن الرضا ( عليه السلام ) يقول : قال عيسى بن مريم ( عليه السلام ) للحواريين : يا بني إسرائيل ، لا تأسوا على ما فاتكم من دنياكم ، إذا سلم دينكم ، كما لا يأسى أهل الدنيا على ما فاتهم من دينهم إذا سلمت دنياهم ( 2 ) . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ‹ هامش ص 585 › ( 1 ) ثواب الأعمال : 134 ، بحار الأنوار 6 : 20 / 7 . ( 2 ) بحار الأنوار 72 : 327 / 8 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . الأمالي - الشيخ الصدوق - ص 603 7 / 8 - حدثنا أحمد بن محمد بن يحيى العطار ( رضي الله عنه ) ، قال : حدثنا أبي ، عن أحمد بن أبي عبد الله ، عن محمد بن علي الكوفي ، عن شريف بن سابق التفليسي ، عن إبراهيم بن محمد ، عن الصادق جعفر بن محمد ، عن أبيه ، عن آبائه ( عليهم السلام ) ، قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : مر عيسى بن مريم ( عليه السلام ) بقبر يعذب صاحبه ، ثم مر به من قابل فإذا هو ليس يعذب فقال : يا رب ، مررت بهذا القبر عام أول ، فكان صاحبه يعذب ، ثم مررت به العام فإذا هو ليس يعذب ! فأوحى الله عز وجل إليه : يا روح الله ، إنه أدرك له ولد صالح ، فأصلح طريقا ، وآوى يتيما ، فغفرت له بما عمل ابنه . قال : وقال عيسى بن مريم ( عليه السلام ) ليحيى بن زكريا ( عليه السلام ) : إذا قيل فيك ما فيك ، فاعلم أنه ذنب ذكرته فاستغفر الله منه ، وإن قيل فيك ما ليس فيك ، فاعلم أنه حسنة كتبت لك لم تتعب فيها ( 2 ) . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ‹ هامش ص 603 › ( 1 ) كمال الدين وتمام النعمة : 523 / 1 ، قصص الأنبياء للراوندي : 87 / 80 ، بحار الأنوار 11 : 285 / 2 . ( 2 ) بحار الأنوار 14 : 287 / 11 . ( 3 ) بحار الأنوار 41 : 76 / 6 . الأمالي - الشيخ الصدوق - ص 448 603 / 13 - حدثنا جعفر بن محمد بن مسرور ( رضي الله عنه ) ، قال : حدثنا محمد بن عبد الله بن جعفر الحميري ، عن أبيه ، عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب ، عن علي بن أسباط ، عن عمه يعقوب بن سالم ، عن الصادق جعفر بن محمد ( عليهما السلام ) ، قال : قال عيسى بن مريم ( عليه السلام ) لبعض أصحابه : ما لا تحب أن يفعل بك فلا تفعله بأحد ، وإن لطم أحد خدك الأيمن فأعط الأيسر ( 4 ) . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ‹ هامش ص 448 › ( 1 ) بحار الأنوار 75 : 340 / 21 . ( 2 ) نوادر الراوندي : 27 ، بحار الأنوار 92 : 178 / 7 . ( 3 ) بحار الأنوار 71 : 215 / 14 . ( 4 ) بحار الأنوار 14 : 287 / 10 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . الكافي - الشيخ الكليني - ج 2 - ص 318 - 319 11 - عدة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمد بن خالد ، عن منصور بن العباس عن سعيد بن جناح ، عن عثمان بن سعيد ، عن عبد الحميد بن علي الكوفي ، عن مهاجر الأسدي ، عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال مر عيسى ابن مريم ( عليه السلام ) على قرية قد مات أهلها وطيرها ودوابها فقال : أما إنهم لم يموتوا إلا بسخطة ( 2 ) ولو ماتوا متفرقين لتدافنوا ، فقال الحواريون : يا روح الله وكلمته ! ادع الله أن يحييهم لنا فيخبرونا ما كانت أعمالهم فنجتنبها ، فدعا عيسى ( عليه السلام ) ربه فنودي من الجو : أن نادهم ، فقام عيسى ( عليه السلام ) بالليل على شرف من الأرض فقال : يا أهل هذه القرية فأجابه منهم مجيب : لبيك يا روح الله وكلمته ، فقال : ويحكم ما كانت أعمالكم ؟ قال : عبادة الطاغوت وحب الدنيا مع خوف قليل وأمل بعيد وغفلة في لهو ولعب فقال : كيف كان حبكم للدنيا ؟ قال : كحب الصبي لامه ، إذا أقبلت علينا فرحنا وسررنا وإذا أدبرت عنا بكينا وحزنا ، قال : كيف كانت عبادتكم للطاغوت قال : الطاعة لأهل المعاصي قال : كيف كان عاقبة أمركم ؟ قال : بتنا ليلة في عافية و أصبحنا في الهاوية ، فقال : وما الهاوية ؟ فقال : سجين قال : وما سجين ؟ قال : جبال من جمر توقد علينا إلى يوم القيامة ، قال : فما قلتم وما قيل لكم ؟ قال : قلنا ردنا إلى الدنيا فنزهد فيها ، قيل لنا : كذبتم ، قال : ويحك كيف لم يكلمني غيرك من بينهم ؟ قال : يا روح الله إنهم ملجمون بلجام من نار بأيدي ملائكة غلاظ شداد وإني كنت فيهم ولم أكن منهم ، فلما نزل العذاب عمني معهم فأنا معلق بشعرة على شفير جهنم ( 3 ) لا أدري أكبكب فيها أم أنجو منها ، فالتفت عيسى ( عليه السلام ) ‹ صفحة 319 › إلى الحواريين فقال : يا أولياء الله أكل الخبز اليابس بالملح الجريش ( 1 ) والنوم على المزابل خير كثير مع عافية الدنيا والآخرة . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ‹ هامش ص 318 › ( 1 ) تقدم بسند آخر . ( 2 ) " بسخطة " السخط بالتحريك وبضم أوله وسكون ثانيه : الغضب . ( 4 ) شفير جهنم : طرفه . ‹ هامش ص 319 › ( 1 ) في القاموس جرش الشئ لم ينعم دقه فهو جريش وفى الصحاح ملح جريش لم يطيب . قوله : " مع عافية الدنيا " أي في الدنيا من تشويش البال وفى الآخرة من العذاب . ( 2 ) أريد برب العمل : العابد الذي تقلد أهل العلم في عبادته أعني يعمل بما يأخذ عنهم ، وفيه توبيخ لأهل العلم الغير العامل ( في ) . وقرأ بعضهم " يقيل " بالياء المثناة من الإقالة أي يرد عمله فان المقيل يرد المتاع . التحفة السنية (مخطوط) - السيد عبد الله الجزائري - ص 335 قال عيسى بن مريم أخزن لسانك لعمارة قلبك وليسعك بيتك وفر من الرياء وفضول معاشك وابك على خطيئتك وفر من الناس فرارك من الأسد والأفعى فإنهم كانوا دواء فصاروا اليوم داء ثم الق الله متى شئت قرب الاسناد - الحميري القمي - ص 45 - 46 8 - هارون بن مسلم ، عن مسعدة بن صدقة ، عن جعفر بن محمد ، عن ‹ صفحة 46 › أبيه ، عن آبائه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : إن أحبكم إلي ، وأقربكم مني يوم القيامة مجلسا أحسنكم خلقا ، وأشدكم تواضعا ، وإن أبعدكم مني يوم القيامة الثرثارون . وهم المستكبرون ( 1 ) . 149 - قال : " وقال رسول الله صلى الله عليه وآله : أول ما يوضع في ميزان العبد يوم القيامة حسن خلقه " ( 2 ) . 150 - قال : " وقال رسول الله صلى الله عليه وآله : الحياء على وجهين : فمنه الضعف ، ومنه قوة وإسلام وإيمان " ( 3 ) . 151 - وعنه ، عن مسعدة بن صدقة قال : قال جعفر عليه السلام : " قال عيسى بن مريم صلوات الله عليه : إذا قعد أحدكم في منزله فليرخي عليه ستره ، فإن الله تبارك وتعالى قسم الحياء كما قسم الرزق " ( 4 ) . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ‹ هامش ص 45 › ( 1 ) الكافرون 109 : 1 - 2 - 6 . ( 2 ) الكافرون 109 : 1 - 2 - 6 . ( 3 ) نقله الحويزي في نور الثقلين 5 : 688 / 20 ، والمجلسي في بحاره 92 : 339 / 1 . ( 4 ) رواه البرقي في المحاسن : 203 / ذيل الحديث 47 ، ونقله المجلسي في البحار 5 : 198 / 18 . ( 5 ) نقله المجلسي في بحاره 99 : 250 / 3 ، الكافي - الشيخ الكليني - ج 2 - ص 137 25 - الحسين بن محمد ، عن معلى بن محمد ، عن الوشاء قال : سمعت الرضا ( عليه السلام ) يقول : قال عيسى بن مريم ( صلوات الله عليه ) للحواريين : يا بني إسرائيل لا تأسوا على ما فاتكم من الدنيا كما لا يأسى ( 1 ) أهل الدنيا على ما فاتهم من دينهم إذا أصابوا دنياهم . ( باب ) ( 2 ).‹ هامش ص 137 › ( 1 ) الأسى : الحزن على فوت الفائت ( آت ) . ( 2 ) إنما لم يعنون تتمة الحدائق الناضرة - الشيخ حسين آل عصفور - ج 2 - ص 138 في الكافي عن أبي عبد الله عليه السلام ( قال : اجتمع الحواريون إلى عيسى بن مريم عليه السلام فقالوا : يا معلم الخير أرشدنا ، فقال عليه السلام : إن موسى عليه السلام نبي الله أمر كم أن لا تحلفوا بالله كاذبين وأنا آمركم أن لا تحلفوا بالله كاذبين ولا صادقين ) . الكلام والصمت: › إذ قال الله يا عيسى ابن مريم اذكر نعمتي عليك وعلى والدتك إذ أيدتك بروح القدس تكلم الناس في المهد وكهلا وإذ علمتك الكتاب والحكمة والتوراة والإنجيل وإذ تخلق من الطين كهيئة الطير بإذني فتنفخ فيها فتكون طيرا بإذني وتبرئ الأكمه والأبرص بإذني وإذ تخرج الموتى بإذني وإذ كففت بني إسرائيل عنك إذ جئتهم بالبينات فقال الذين كفروا منهم إن هذا إلا سحر مبين ( 110 ) المائدة الخصال - الشيخ الصدوق - ص 295 2 - حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل رضي الله عنه قال : حدثنا عبد الله بن - جعفر الحميري ، عن إبراهيم بن هاشم ، عن عبد الله بن ميمون ، عن جعفر بن محمد ، عن أبيه ، عن آبائه ، عن علي عليهم السلام قال : قال عيسى بن مريم عليه السلام : طوبى لمن كان صمته فكرا ، ونظره عبرا ، ووسعه بيته ، وبكى على خطيئته . وسلم الناس من يده ولسانه . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ‹ هامش ص 295 › ( 1 ) هو محمد بن الضحاك الشيباني الذي عنونه الخطيب في التاريخ ج 5 ص 376 . ( 2 ) لم أجده وكذلك شيخه عبد الله وراويه مجالد . وروى الخبر الحافظ أبو نعيم في الحلية ج 10 ص 211 وسنده هكذا " عن محمد بن المظفر - املاء - عن أبي على محمد ابن الضحاك بن عمرو ، عن سهل بن عبد الله الزاهد ، عن سليمان بن عبد الرحمن ، عن محمد ابن عبد الرحمن القشيري ، عن عبد الملك بن أبي سليمان ، عن عطية ، عن أبي سعيد الخدري عن النبي قال : - الحديث " وجميع رجال السند معنون في التقريب والتهذيب . الأمالي - الشيخ الصدوق - ص 381 - 382 486 / 11 - حدثنا علي بن عبد الله الوراق ، قال : حدثنا سعد بن عبد الله ، عن إبراهيم بن مهزيار ، عن أخيه علي ، عن الحسين بن سعيد ، عن الحارث بن محمد بن النعمان الأحول صاحب الطاق ، عن جميل بن صالح ، عن أبي عبد الله الصادق ( عليه السلام ) ، عن آبائه ( عليهم السلام ) ، قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : من أحب أن يكون أكرم الناس فليتق الله ، ومن أحب أن يكون أتقى الناس فليتوكل على الله ، ومن أحب أن يكون أغنى الناس فليكن بما عند الله عز وجل أوثق منه بما في يده . ثم قال ( صلى الله عليه وآله ) : ألا أنبئكم بشر الناس ؟ قالوا : بلى ، يا رسول الله . قال : من أبغض الناس وأبغضه الناس . ثم قال : ألا أنبئكم بشر من هذا ؟ قالوا : بلى ، يا رسول الله . قال : الذي لا يقيل عثرة ، ولا يقبل معذرة ، ولا يغفر ذنبا . ثم قال : ألا أنبئكم بشر من هذا ؟ قالوا : بلى ، يا رسول الله ؟ قال : من لا يؤمن شره ، ‹ صفحة 382 › ولا يرجى خيره ، إن عيسى بن مريم ( عليه السلام ) قام في بني إسرائيل فقال : يا بني إسرائيل ، لا تحدثوا بالحكمة الجهال فتظلموها ، ولا تمنعوها أهلها فتظلموهم ، ولا تعينوا الظالم على ظلمه فيبطل فضلكم الأمور ثلاثة : أمر تبين لك رشده فاتبعه ، وأمر تبين لك غيه فاجتنبه ، وأمر اختلف فيه فرده إلى الله عز وجل ( 1 ) . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ‹ هامش ص 381 › ( 1 ) وسائل الشيعة 1 : 405 / 2 . ( 2 ) الخصال : 39 / 24 ، وسائل الشيعة 5 : 49 / 10 ، بحار الأنوار 76 : 110 / 4 . ‹ هامش ص 382 › ( 1 ) معاني الأخبار : 196 / 2 ، بحار الأنوار 72 : 203 / 1 . ( 2 ) بحار الأنوار 14 : 34 / 4 . ( 3 ) بحار الأنوار 2 : 153 / 1 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . الأحكام - الإمام يحيى بن الحسين - ج 2 - ص 549 قال يحيى بن الحسين صلوات الله عليه بلغنا عن المسيح عيسى بن مريم صلوات الله عليه أنه كأن يقول لبني إسرائيل : ( لا تكثروا الكلام بغير ذلك الله فتقسوا قلوبكم فإن القلب القاشي بعيد من الله ولكن لا تعلمون ) . كتاب الموطأ - الإمام مالك - ج 2 - ص 985 4 - وحدثني مالك عن يحيى بن سعيد ، أن عيسى بن مريم لقي خنزيرا بالطريق . فقال له : انفذ بسلام فقيل له : تقول هذا لخنزير ؟ فقال عيسى : إني أخاف أن أعود لساني النطق بالسوء . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ‹ هامش ص 985 › 4 - ( انفذ ) أي امض واذهب . ( بسلام ) أي سلامة مني فلا أوذيك . 5 - ( من رضوان الله ) أي كلام فيه رضاه تعالى . ( من سخط الله ) التجمل للناس: ( 2 ) باب ما جاء في صفة عيسى بن مريم عليه السلام ، والدجال 2 - وحدثني عن مالك ، عن نافع ، عن عبد الله بن عمر ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( أراني الليلة عند الكعبة . فرأيت رجلا آدم . كأحسن ما أنت راء من أدم الرجال . له لمة كأحسن ما أنت راء من اللمم قد رجلها فهي تقطر ماء . متكئا على رجلين ، أو على عواتق رجلين . يطوف بالكعبة . فسألت : من هذا ؟ قيل : هذا المسيح بن مريم . ثم إذا أنا برجل جعد قطط . أعور العين اليمنى . كأنها عنبة طافية . فسألت : من هذا ؟ فقيل لي : هذا المسيح الدجال ) . ‹ هامش ص 920 › 2 - ( أراني ) بلفظ المضارع . مبالغة في استحضار صورة الحال . أي أرى نفسي . ( آدم ) أسمر ( أدم ) جمع أدم . كسمر جمع أسمر . ( لمة ) شعر جاوز شحمة الأذنين ، وألم بالمنكبين . فإن جاوزهما فجمة . ( رجلها ) أي سرحها . ( فهي تقطر ماء ) من الماء الذي سرحها به . ( عواتق ) جمع عاتق . وهو ما بين المنكب العتق . ( جعد قطط ) أي شديد جعودة الشعر . ( طافية ) أي بارزة . من طفا الشئ يطفو ، إذا علا على غيره . شبهها بالعنبة التي تقع في العنقود بارزة عن نظائرها . تصديق الناس وقبول اعذارهم: تحف العقول - ابن شعبة الحراني - ص 305 يا ابن جندب إن عيسى ابن مريم عليه السلام قال لأصحابه : " أرأيتم لو أن أحدكم مر بأخيه فرأى ثوبه قد انكشف عن بعض عورته أكان كاشفا عنها كلها أم يرد عليها ما انكشف منها ؟ قالوا : بل نرد عليها . قال : كلا ، بل تكشفون عنها كلها - فعرفوا أنه مثل ضربه لهم - فقيل : يا روح الله وكيف ذلك ؟ قال : الرجل منكم يطلع على العورة من أخيه فلا يسترها . بحق أقول لكم إنكم لا تصيبون ما تريدون إلا بترك ما تشتهون . ولا تنالون ما تأملون إلا بالصبر على ما تكرهون . إياكم والنظرة فإنها تزرع في القلب الشهوة وكفى بها لصاحبها فتنة . طوبى لمن جعل بصره في قلبه ولم يجعل بصره في عينه . لا تنظروا في عيوب الناس كالأرباب وانظروا في عيوبكم كهيئة العبيد . إنما الناس رجلان : مبتلى ومعافى فارحموا المبتلى واحمدوا الله على العافية " . تنوير الحوالك - جلال الدين السيوطي - ص 719 1808 ) عن زيد بن أسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أعطوا السائل وإن جاء على فرس قال بن عبد البر ليس في هذا اللفظ سند يحتج به فيما علمت وقد أخرجه قاسم بن أصبغ من طريق سفيان عن مصعب بن محمد عن يعلي بن أبي يحيى عن فاطمة ابنة حسين عن أبيها قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم للسائل حق وإن جاء على فرس قلت أخرجه من هذا الطريق أحمد وأبو داود وأخرج أحمد في الزهد عن سالم بن أبي الجعد قال قال عيسى بن مريم عليه السلام إن للسائل لحقا وإن أتاك على فرس مطوق بالفضة . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . المحلى - ابن حزم - ج 9 - ص 388 قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : رأى عيسى ابن مريم رجلا يسرق فقال له أسرقت ؟ فقال لا والله الذي لا إله إلا هو فقال عيسى عليه السلام : آمنت بالله وكذبت بصرى ) * قال أبو محمد : وحتى لو صح هذا فليس فيه أن عيسى عليه السلام أمره بان يحلف كذلك في خصومة ثم لو كان ذلك فيه فشريعة عيسى عليه السلام لا تلزمنا إنما يلزمنا ما أتانا به محمد صلى الله عليه وسلم * 4 علي بن الحسين المسعودي في اثبات الوصية : في سياق قصة عيسى عليه السلام : ثم نزلت المائدة عليهم ، امر عليه السلام بتغطيتها ، وان لا يأكل الرجل منها شيئا حتى يأذن لهم ، ومضى في بعض شأنه ، فأكل منها رجل منهم ، فقال بعض الحواريين : يا روح الله ، قد اكل منها رجل [ فقال له عيسى : أكلت منها ] ( 1 ) ، فقال الرجل : لا ، فقال الحواريون : بلى يا روح الله ، لقد أكل منها ، فقال عليه السلام : صدق أخاك وكذب بصرك . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ‹ هامش ص 425 › 2 تحف العقول ص 225 . ( 1 ) ليس في المصدر . ( 2 ) في المصدر زيادة : عنها كلها . ( 3 ) ليس في المصدر . 3 الاختصاص ص 32 . ( 1 ) ليس في المصدر . 4 إثبات الوصية ص 69 . ( 1 ) أثبتناه من المصدر . غض النظر عن المحارم: المحاسن - أحمد بن محمد بن خالد البرقي - ج 1 - ص 109 - 110 1 - عنه ، عن محمد بن علي ، عن ابن فضال ، عن علي بن عقبة ، عن أبيه ، عن أبي عبد الله عليه السلام ، قال : سمعته يقول : النظر سهم من سهام إبليس مسموم ، و كم من نظرة أورثت حسرة طويلة . وفي رواية يحيى بن المغيرة ، عن ذافر ، رفعه ، ‹ صفحة 110 › قال : قال عيسى بن مريم عليه السلام : إياكم والنظرة فإنها تزرع في القلب وكفى بها لصاحبها فتنة ( 1 ) . الصدق والكذب: الكافي - الشيخ الكليني - ج 2 - ص 341 3 - عدة من أصحابنا ، عن أحمد بن أبي عبد الله ، عن الحسن بن ظريف ، عن أبيه ، عمن ذكره ، عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : قال عيسى ابن مريم ( عليه السلام ) : من كثر كذبه ذهب بهاؤه . اتخاذ الاصدقاء: تحف العقول - ابن شعبة الحراني - ص 44 وقال صلى الله عليه وآله : قال عيسى بن مريم للحواريين : تحببوا إلى الله وتقربوا إليه ، قالوا : يا روح الله بماذا نتحبب إلى الله ونتقرب ؟ قال : ببغض أهل المعاصي والتمسوا رضى الله بسخطهم . قالوا : يا روح الله فمن نجالس إذا ؟ قال : من يذكركم الله رؤيته ، ويزيد في علمكم منطقه ، ويرغبكم في الآخرة عمله . الكافي - الشيخ الكليني - ج 2 - ص 640 4 - عدة من أصحابنا ، عن سهل بن زياد ، عن علي بن أسباط ، عن بعض أصحابه ، عن أبي الحسن ( عليه السلام ) قال : قال عيسى ابن مريم ( عليه السلام ) : إن صاحب الشر يعدي ( 3 ) وقرين السوء يردي فانظر من تقارن . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ‹ هامش ص 640 › ( 1 ) في بعض النسخ [ مطها بأخرى ] . ( 2 ) جمع السخيمة وهي الحقد . ( 3 ) أي يظلم صاحبه . وردى كرضى : هلك . ( 4 ) استتب الامر أي تهيا واستقام وفى بعض النسخ [ تستتم ] . الصدقة قربى حتى على الحيوان: الكافي - الشيخ الكليني - ج 4 - ص 8 - 9 3 - عدة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمد ، عن محمد بن خالد ، عن سعدان بن مسلم ، عن معلى بن خنيس قال : خرج أبو عبد الله ( عليه السلام ) في ليلة قد رشت ( 2 ) وهو يريد ظلة بني ساعدة فأتبعته فإذا هو قد سقط منه شئ فقال : بسم الله اللهم رد علينا ، قال فأتيته فسلمت عليه ، قال : فقال : معلى ؟ قلت : نعم جعلت فداك فقال لي : التمس بيدك فما وجدت من شئ فادفعه إلي فإذا أنا بخبز منتشر كثير فجعلت أدفع إليه ما وجدت فإذا أنا بجراب ( 3 ) ‹ صفحة 9 › أعجز عن حمله من خبز فقلت : جعلت فداك أحمله على رأسي فقال : لا أنا أولى به منك ولكن امض معي قال : فأتينا ظلة بني ساعدة فإذا نحن بقوم نيام فجعل يدس الرغيف والرغيفين حتى أتى على آخرهم ثم انصرفنا ، فقلت : جعلت فداك يعرف هؤلاء الحق فقال : لو عرفوه لواسيناهم بالدقة ( 1 ) والدقة هي الملح إن الله تبارك وتعالي لم يخلق شيئا إلا وله خازن يخزنه إلا الصدقة فإن الرب يليها بنفسه وكان أبي إذا تصدق بشئ وضعه في يد السائل ثم ارتده منه فقبله وشمه ثم رده في يد السائل ، إن صدقة الليل تطفي غضب الرب وتمحو الذنب العظيم وتهون الحساب وصدقة النهار تثمر المال وتزيد في العمر ، إن عيسى ابن مريم ( عليه السلام ) لما أن مر على شاطئ البحر رمى بقرص من قوته في الماء فقال له بعض الحواريين : يا روح الله وكلمته ، لم فعلت هذا و إنما هو من قوتك ؟ قال : فقال : فعلت هذا لدابة تأكله من دواب الماء وثوابه عند الله عظيم . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ‹ هامش ص 8 › ( 1 ) في النهاية حتى يعتموا أي يدخلوا في عتمة الليل وهي ظلمته . ( 2 ) أي أمطرت . ( 3 ) الجراب بالكسر : وعاء من اهاب شاة يوعى فيه الدقيق ونحوه ( مجمع البحرين ) . ‹ هامش ص 9 › ( 1 ) قوله : " يدس الرغيف اه‍ " دسست الشئ في التراب : أخفيته فيه ( القاموس ) قوله : " لواسيناهم " لعل المراد بالمواساة انا أجلسناهم في الخوان وأشركناهم معنا في أكل الملح . والدقة بضم الدال وتشديد القاف : الملح . ( 2 ) في الرجال " الحكيم المدائني " . ( آت ) . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . الطمع والرضا: الأمالي - الشيخ الصدوق - ص 247 - 248 267 / 5 - حدثنا علي بن أحمد بن عبد الله بن أحمد بن أبي عبد الله البرقي ، قال : حدثني أبي ، عن جده أحمد بن أبي عبد الله ، عن محمد بن علي القرشي ، عن محمد بن سنان ، عن عبد الله بن طلحة وإسماعيل بن جابر وعمار بن مروان ، عن الصادق جعفر بن محمد ( عليه السلام ) : أن عيسى بن مريم ( عليه السلام ) توجه في بعض حوائجه ومعه ثلاثة نفر من أصحابه ، فمر بلبنات ثلاث من ذهب على ظهر الطريق ، فقال عيسى ( عليه السلام ) لأصحابه : إن هذا يقتل الناس . ثم مضى ، فقال أحدهم : إن لي ‹ صفحة 248 › حاجة . قال : فانصرف ، ثم قال آخر : إن لي حاجة . فانصرف ، ثم قال الآخر : لي حاجة . فانصرف ، فوافوا عند الذهب ثلاثتهم ، فقال اثنان لواحد : اشتر لنا طعاما . فذهب ليشتري لهما طعاما ، فجعل فيه سما ليقتلهما كي لا يشاركاه في الذهب ، وقال الاثنان : إذ جاء قتلناه كي لا يشاركنا . فلما جاء قاما إليه فقتلاه ، ثم تغذيا فماتا ، فرجع إليهم عيسى ( عليه السلام ) وهم موتى حوله ، فأحياهم بإذن الله تعالى ذكره ، ثم قال : ألم أقل لكم : إن هذا يقتل الناس ؟ ! ( 1 ) . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ‹ هامش ص 247 › ( 1 ) بحار الأنوار 74 : 65 / 30 ، و 75 : 263 / 2 . ( 2 ) بحار الأنوار 73 : 347 / 34 . ( 3 ) في نسخة : الحسن . ( 4 ) زاد في نسخة : عن محمد بن حسان الرازي ، انظر معجم رجال الحديث 15 : 45 . ( 5 ) في البحار : يتبعون . ( 6 ) بحار الأنوار 2 : 144 / 3 . ‹ هامش ص 248 › ( 1 ) بحار الأنوار 14 : 284 / 5 . ( 2 ) الكافي 5 : 84 / 4 ، التهذيب 6 : 328 / 905 ، من لا يحضره الفقيه 3 : 101 / 395 ، التوحيد : 402 / 8 ، بحار الأنوار 93 : 289 / 7 . ( 3 ) بحار الأنوار 103 : 116 / 5 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . كنز الفوائد - أبو الفتح الكراجكي - ص 159 - 160 ( المسيح يخاطب الدنيا ) قال الشيخ أبو الفتح محمد بن علي الكراجكي رضي الله عنه حدثني القاضي أبو الحسن محمد بن علي بن محمد بن صخر الأزدي البصري ‹ صفحة 160 › عن النجري باسناده رفعه إلى أبي شهاب قال بلغني ان عيسى بن مريم عليه السلام قال للدنيا يا امرأة كم لك من زوج قالت كثير قال فكلهم طلقك فقالت لا بل كلهم قتلت قال أهؤلاء الباقون لا يعتبرون باخوانهم الماضين كيف تورد بينهم المهالك واحدا واحدا فيكونوا منك على حذر قالت لا . كنز الفوائد - أبو الفتح الكراجكي - ص 290 ( وروى ) ان الله تعالى اوحى إلى عيسى بن مريم عليه السلام ليحذر الذي يستبطئني في الرزق ان اغضب فافتح عليه بابا من الدنيا الوصايا الالهية لعيسى بن مريم: مستدرك الوسائل - الميرزا النوري - ج 2 - ص 482 8 / 17 الشيخ المفيد في أماليه : عن محمد بن علي بن الحسين بن بابويه رحمه الله ، عن محمد بن الحسن بن الوليد ، عن محمد بن الحسن الصفار ، عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب ، عن علي بن أسباط ، عن علي بن أبي حمزة ، عن أبي بصير ، عن أبي عبد الله جعفر بن محمد ( عليهما السلام ) قال : " أوحى الله تعالى إلى عيسى بن مريم : يا عيسى هب لي من عينك الدموع ، ومن قلبك الخشوع ، واكحل عينك بميل الحزن إذا ضحك البطالون ، وقم على قبور الأموات فنادهم بالصوت الرفيع ، لعلك تأخذ موعظتك منهم ، وقل اني لاحق بهم في اللاحقين " . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ‹ هامش ص 482 › 17 أمالي المفيد ص 236 ح 7 ، عنه في البحار ج 82 ص 178 ح 19 . 18 مسكن الفؤاد ص 49 ، عنه في البحار ج 82 ص 141 ح 24 . ( 1 ) في المصدر فليقل عنده . ( 2 ) وفيه وفي البحار : الآخرين . 19 البحار ج 102 ص 300 ح 29 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . مستدرك الوسائل - الميرزا النوري - ج 3 - ص 330 9 / 5 - ثقة الاسلام في الكافي : عن علي بن إبراهيم ، [ عن أبيه ] ( 1 ) ، عن علي بن أسباط ، عنهم ( عليهم السلام ) ، قال : كان فيما وعظ الله تبارك وتعالى به عيسى بن مريم : يا عيسى تزين بالدين ، وحب المساكين ، وامش على الأرض هونا ، وصل على البقاع ، فكلها طاهر . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ‹ هامش ص 330 › 3 - أمالي الطوسي ج 1 ص 56 . 4 - عوالي الآلي ج ص 208 ح 130 . ( 1 ) يأتي في الباب 18 الحديث 2 والباب 23 الحديث 2 . 5 - الكافي ج 8 ص 135 . ( 1 ) أثبتناه من المصدر . وهو الصحيح " راجع معجم رجال الحديث ج 11 ص 264 وجامع الرواة ج 1 ص 555 " . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . مستدرك الوسائل - الميرزا النوري - ج 5 - ص 303 - 304 6 / 2 - القطب الراوندي في لب اللباب : أوحى الله إلى عيسى بن مريم عليه السلام : ان أكثر من قول بسم الله ، وافتح أمورك به ، ومن وافاني وفي صحيفته قبضة بسم الله ، أعتقته من النار ، قال : وما ‹ صفحة 304 › قبضة بسم الله ؟ قال : مائة مرة . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ‹ هامش ص 303 › 2 - فقه الرضا عليه السلام ص 52 . الباب - 16 1 - الجعفريات ص 214 2 - لب الباب : مخطوط . ‹ هامش ص 304 › 3 - لب الباب : مخطوط . 4 ، 5 - دعوات الراوندي ص 15 ، وعنه في البحار ج 93 ص 313 . 6 - كتاب جعفر بن محمد بن شريح ص 72 : الباب - 17 1 - أمالي الطوسي ج 2 ص 210 ، وعنه في البخار ج 93 ص 215 ح 19 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . 20334 ) 2 - وفي ( المجالس ) عن محمد بن موسى بن المتوكل ، عن عبد الله بن جعفر الحميري ، عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب ( 1 ) ، عن علي بن أبي حمزة ، عن أبي بصير ، عن أبي عبد الله الصادق جعفر بن محمد ( عليهما السلام ) قال : كان فيما وعظ الله به عيسى بن مريم ( عليه السلام ) ان قال : يا عيسى أنا ربك ورب آبائك الأولين - إلى أن قال : - يا عيسى ابن البكر البتول ابك على نفسك بكاء من قد ودع الأهل ، وقلا الدنيا ، وتركها لأهلها وصارت رغبته فيما عند الله . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ‹ هامش ص 224 › ( 2 ) عقاب الأعمال : 344 2 - أمالي الصدوق : 416 / 1 ، وأورد مثله عن عدة الداعي في الحديث 13 من الباب 29 من أبواب الدعاء ( 1 ) في المصدر زيادة : عن علي بن أسباط 3 - علل الشرائع : 28 / 1 ( 1 ) فيه دلالة على أن نوحا عربي . ( منه . قده ) 4 - علل الشرائع : 28 / 2 5 - علل الشرائع : 28 / 3 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . الأمالي - الشيخ الصدوق - ص 702 9 / 7 - حدثنا أبي ( رحمه الله ) ، قال : حدثنا سعد بن عبد الله ، عن إبراهيم بن هاشم ، عن إسماعيل بن مرار ، عن يونس بن عبد الرحمن ، عن علي بن أسباط ، عن علي بن أبي حمزة ، عن أبي بصير ، عن أبي عبد الله الصادق ( عليه السلام ) ، قال : إن الله عز وجل أوحى إلى عيسى بن مريم ( عليه السلام ) : يا عيسى ، ما أكرمت خليقة بمثل ديني ، ولا أنعمت عليها بمثل رحمتي ، اغسل بالماء منك ما ظهر ، وداو بالحسنات ما بطن ، فإنك إلي راجع ، شمر فكل ما هو آت قريب ، وأسمعني منك صوتا حزينا ( 2 ) . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ‹ هامش ص 702 › ( 1 ) بحار الأنوار 93 : 380 / 3 . ( 2 ) تقدم في المجلس ( 78 ) الحديث ( 1 ) بسند آخر . ( 3 ) بحار الأنوار 69 : 237 / 3 . مستدرك الوسائل - الميرزا النوري - ج 1 - ص 142 1 / 1 الصدوق في الأمالي عن محمد بن موسى المتوكل عن عبد الله بن جعفر الحميري عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب عن علي بن أسباط عن علي بن أبي حمزة عن أبي بصير عن أبي عبد الله الصادق جعفر بن محمد ( ع ) قال : ( كان فيما وعظ الله تبارك وتعالى به عيسى بن مريم ( ع ) ان قال يا عيسى افرح بالحسنة فإنها لي رضا وابك على السيئة فإنها لي سخط الخبر ورواه في الكافي عن علي بن أسباط عنهم ( ع ) مثله ( 1 ) . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ‹ هامش ص 142 › ( 1 ) في المصدر : تعجب . 19 - الصحيفة الكاملة ص 106 ح 20 . الباب - 22 1 - أمالي الصدوق ص 419 . ( 1 ) الكافي ج 8 ص 138 . الزهد 13615 ] 8 مصباح الشريعة : قال الصادق ( عليه السلام ) : " وليس شئ أضر لقلب المؤمن من كثرة الأكل ، وهي مورثة لشيئين : قسوة القلب ، وهيجان الشهوة ، وقال عيسى بن مريم : ما مرض قلب بأشد من القسوة " . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ‹ هامش ص 94 › 5 الجعفريات ص 168 . ( 1 ) في المصدر : " العين " . 6 الجعفريات ص 240 . 7 دعوات الراوندي ص 27 . ( 1 ) نفس المصدر ص 28 ، وعنه في البحار ج 62 ص 268 ح 53 . 8 مصباح الشريعة ص 239 . ( 1 ) نفس المصدر ص 253 . ( 2 ) أثبتناه من المصدر . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . مستدرك الوسائل - الميرزا النوري - ج 12 - ص 96 [ 13620 ] 13 القطب الراوندي في لب اللباب قال : قال عيسى بن مريم : قسوة القلب من جفوة العيون ، وجفوة العيون من كثرة الذنوب ، وكثرة الذنوب من حب الدنيا ، وحب الدنيا رأس كل خطيئة . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ‹ هامش ص 96 › ( 1 ) ورد في الباب 15 من أبواب الدعاء الحديث 1 ، قال الصادق ( عليه السلام ) : " أن الله لا يستجيب الدعاء من قلب لاه " . 12 الاختصاص ص 240 . 13 لب اللباب : مخطوط . 14 الغرر ج 1 ص 462 ح 24 . ( 1 ) نفس المصدر ج 2 ص 733 ح 127 . الباب 77 1 الجعفريات ص 78 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . الأمالي - الشيخ المفيد - ص 43 1 - قال : أخبرني أبو جعفر محمد بن علي الحسين ( 1 ) قال : حدثني أبي قال : حدثنا عبد الله بن جعفر الحميري قال : حدثنا أيوب بن نوح ، عن محمد بن أبي عمير ، عن جميل بن دراج ، عن أبي حمزة الثمالي رحمه الله عن علي بن الحسين زين العابدين عليهما السلام أنه قال يوما لأصحابه : إخواني ! أوصيكم بدار الآخرة ، ولا أوصيكم بدار الدنيا فإنكم عليها حريصون وبها متمسكون ، أما بلغكم ما قال عيسى ابن مريم عليها السلام للحواريين ؟ قال لهم : الدنيا قنطرة فاعبروها ولا تعمروها . وقال ( 2 ) : أيكم يبني على موج البحر دارا ؟ تلكم الدار الدنيا فلا تتخذوها قرارا . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ‹ هامش ص 43 › ( 1 ) أبو جعفر الصدوق بابويه ( ره ) وأمره أشهر من أن يعرف . ( 2 ) الظاهر أن الضمير راجع إلى عيسى عليه السلام . ( 3 ) هو محمد بن خلف الحدادي أبو بكر البغدادي المقري يروي عن الحسين بن الحسن الأشقر الفزاري الكوفي . المعنون هو وراويه في التهذيب وتذهيب الكمال وقد تقدم . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . معاني الأخبار - الشيخ الصدوق - ص 252 5 - أبي - رحمه الله - قال : حدثنا سعد بن عبد الله ، عن أحمد بن محمد بن خالد ، عن علي بن حديد ، عمن ذكره ، عن أبي عبد الله عليه السلام قال : قال عيسى ابن مريم عليه السلام في خطبة قام بها في بني إسرائيل : أصبحت فيكم وإدامي الجوع ، وطعامي ما تنبت الأرض للوحوش والانعام ، وسراجي القمر ، وفراشي التراب ، ووسادتي الحجر ، ليس لي بيت يخرب ولا مال يتلف ولا ولد يموت ولا امرأة تحزن ، أصبحت . وليس لي شئ وأمسيت ( 2 ) وليس لي شئ ، وأنا أغنى ولد آدم . التواضع والغرور والعجب مستدرك الوسائل - الميرزا النوري - ج 1 - ص 138 - 139 1 / 10 المفيد ( ره ) في الاختصاص عن الصدوق عن محمد بن موسى بن ( 1 ) المتوكل عن علي بن إبراهيم عن أبيه عن أحمد بن محمد بن أبي نصر البزنطي عن عبد الكريم بن عمرو عن أبي الربيع الشامي قال قال أبو عبد الله ( ع ) من أعجب بنفسه هلك ومن أعجب برأيه هلك وان عيسى بن مريم ( ع ) ‹ صفحة 139 › قال داويت المرضى فشفيتهم بإذن الله وأبرأت الأكمه والأبرص بإذن الله وعالجت الموتى فأحييتهم بإذن الله وعالجت الأحمق فلم أقدر على اصلاحه فقيل يا روح الله وما الأحمق قال المعجب برأيه ونفسه الذي يرى الفضل كله له لا عليه ويوجب الحق كله لنفسه ولا يوجب عليها حقا فذاك الأحمق الذي لا حيلة في مداواته . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ‹ هامش ص 138 › 9 - فقه الرضا ص 52 باختلاف يسير في اللفظ 10 - الاختصاص ص 221 . ( 1 ) أثبتناه من المصدر . ‹ هامش ص 139 › 11 - عدة الداعي ص 209 . ( 1 ) الكهف 18 : 110 . 12 - المصدر السابق ص 223 . ( 1 ) المصدر السابق ص 222 . 13 - مصباح الشريعة ص 230 باختلاف في الألفاظ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . احتمال الاذى مستدرك الوسائل - الميرزا النوري - ج 11 - ص 313 13134 ] 5 - ثقة الاسلام في الكافي : عن علي بن إبراهيم ، [ عن أبيه ] ( 1 ) عن علي بن أسباط ، عنهم ( عليهم السلام ) قال : ( كان فيما وعظ الله تبارك وتعالى عيسى بن مريم ( عليه السلام ) ، ان قال له : - إلى أن قال - يا عيسى ، انظر في عملك نظر العبد المذنب الخاطئ ، ولا تنظر في عمل غيرك بمنزلة الرب ) الخبر . الاعمال بخواتيمها معاني الأخبار - الشيخ الصدوق - ص 348 * ( العامل هو الأساس ) * 1 - حدثنا أبي - رحمه الله - قال : حدثنا محمد بن يحيى العطار ، قال : حدثنا محمد ابن الحسين ، قال : حدثني أحمد بن سهل الأزدي العابد ، قال : سمعت أبا فروة الأنصاري - وكان من السائحين - يقول : قال عيسى ابن مريم : يا معشر الحواريين بحق أقول لكم إن الناس يقولون إن البناء بأساسه وأنا لا أقول لكم كذلك . قالوا : فماذا تقول يا روح الله ؟ قال : بحق أقول لكم إن آخر حجر يضعه العامل هو الأساس . قال أبو فروة : إنما أراد خاتمة الامر . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ألبوم الصور