الثلاثاء، ديسمبر 07، 2010

أوَّلُ محرَّم ليس عيداً للهجرة النبويِّة - مصححة مع صورة

أوَّلُ محرَّم ليس عيداً للهجرة النبويِّة 



الشيخ علي خازم

بدخول أول شهر محرم تبدأ السنة العربية,أما ذكرى هجرة النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم من مكة الى المدينة فانها متأخرة عنها الى الليلة الأولى من شهر ربيع الأول (وهو الشهر الثالث من السنة) والمشهورة بليلة المبيت حين نام الإمام علي عليه السلام في فراش النبي وغادر رسول الله صلى الله عليه وآله باتجاه المدينة المنورة ووصلها في الثاني عشر منه.

هذه المقدمة لا بد من ذكرها لأن العديد من أبناء أمتنا أصيبوا بحال من اختلاط المفاهيم والصور ومنها مسألة التأريخ والتقويم .

اما محاكاة أفعال الأمم الأخرى وتقليدها كمظهرمن مظاهر التبعية الثقافية فهي واضحة في تسمية هذا اليوم عيدا وليس له من فضل على غيره كما عرفنا الا انه أول السنة العربية التي هاجر في اثنائها النبي صلى الله عليه وآله . وحيث وجد للآخرين عيد لرأس سنتهم يحتفلون به صيَّره بعضنا كذلك بينما لم يعرف التاريخ الإسلامي مراسم دينية خاصة بهذا اليوم .

التأريخ والتقويم:

تذكر كتب التاريخ عامة والمعنية بهذا الموضوع خاصة ان امة لم تتخلف عن اعتماد مبدأ لتؤرخ منه سنيها وتضبط به أحداثها والا لانقطعت الاخبار وتشتت,فكانت الأمم السالفة تؤرخ من أحد مبدأين كما يذكر المسعودي : الأول هو " الكوائن العظام والأحداث الكبار عندها وتملك الملوك "و الثاني هو " الطوفان عند من أقرَّ به...ثم أرخوا العام بتبلبل الألسن باقليم بابل" .

وينبغي الالتفات الى الفرق بين التأريخ والتقويم , فالتأريخ كما قدمنا يُعنَى بالسنة كلها وارتباطها بحدث معين هام لتكون مبدأ له في عد السنين , وهو ما نجد أثرا له الى يومنا في حكاية العجائز بالتأريخ من الزلزال أو من مقتل أحد السياسيين مثلا. أما التقويم فانه يحتاج الى مبدأ آخر حيث الغرض منه تشكيل السنة من أيامها.

وهكذا كان امام الانسان أحد مبدأين للتقويم : اما حركة القمر او حركة الشمس , وهي الدورة التي يقطع فيها أحدهما مساره حول الأرض فالقمر يقطعها في شهر والشمس تقطعها في اثني عشر شهرا,واما بالجمع بين المبدأين .

وقد افترقت الأمم حول تقويم السنة فمن مبدأ حركة القمر بنى اليهود والعرب سنتهم , فيما بناها المصريون والفرس والمسيحيون على مبدأحركة الشمس وبناها الصينيون واليابانيون عليهما معا بطريقة معقدة .

ولم تكن السنة جامدة عند العرب واليهود فكانوا يتصرفون فيها ,ومن ذلك ما عرفته العرب بالنسئ لتأخير حرمة بعض الأشهر بما يمكنهم من استمرارالقتال مرة, وبما وفقوا فيه بين السنتين القمرية والشمسية بأن جعلوا الحج في موعد ثابت لئلا يترك بعض التجار الموسم المتغير صيفا وشتاء مرة أخرى , كما ذكره الرازي في تفسير قوله تعالى: إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِندَ اللّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَات وَالأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلاَ تَظْلِمُواْ فِيهِنَّ أَنفُسَكُمْ وَقَاتِلُواْ الْمُشْرِكِينَ كَآفَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَآفَّةً وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ - التوبة - الآية - 36 . أما اليهود فكان تصرفهم فيها لاستغلاله في معاملاتهم المالية .

و المشهور ان العرب اعتمدت كما ذكر أبو هلال العسكري أول شهر محرم بداية للسنة العربية لانهم اعتقدوا أن سفينة سيدنا نوح قد استوت فيه على جبل الجودي .

وحيث اعتمد التقويم العربي على حركة القمر حول الأرض صارت أيام العرب التي تعد بها تبدأ من غروب الشمس لأن رؤية الهلال تكون أول الليلة .

السنة والعام والحول والحجة والحقبة :

عبَّر العرب بالسنة والعام والحول والحجة (وأضاف مصنفا كتاب الإفصاح في فقه اللغة : الحقبة) عن الأثني عشر شهرا , سواء كانت قمرية أو شمسية , وجاء في مفردات الراغب الأصفهاني: " العام كالسنة، لكن كثيرا ما تستعمل السنة في الحول الذي يكون فيه الشدة أو الجدب. ولهذا يعبر عن الجدب بالسنة، والعام بما فيه الرخاء والخصب، قال تعالى: ثُمَّ يَأْتِي مِن بَعْدِ ذَلِكَ عَامٌ فِيهِ يُغَاثُ النَّاسُ وَفِيهِ يَعْصِرُونَ - يوسف - الآية - 49 وقوله تعالى: وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ إِلَّا خَمْسِينَ عَامًا فَأَخَذَهُمُ الطُّوفَانُ وَهُمْ ظَالِمُونَ - العنكبوت - الآية - 14 ، ففي كون المستثنى منه بالسنة والمستثنى بالعام لطيفة موضعها فيما بعد هذا الكتاب إن شاء الله، والعوم السباحة، وقيل: سميت السنة عاما لعوم الشمس في جميع بروجها، ويدل على معنى العوم قوله تعالى: وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ - الأنبياء - الآية - 33 "

أما اللطيفة التي أشار اليها الراغب الأصفهاني في الكلام عن لبث سيدنا نوح ولم يذكرها فهي ما اختاره محقق كتابه ونقله عن غيره, قال:" (قال برهان الدين البقاعي: وعبَّر بلفظ (سنة) ذما لأيام الكفر، وقال: (عاما) إشارة إلى أن زمان حياته عليه الصلاة والسلام بعد إغراقهم كان رغدا واسعا حسنا بإيمان المؤمنين، وخصب الأرض. انظر: نظم الدرر 14/404." .

ولنا مع المحقق في ما اختاره كلام , أولا: ان النظر في آيات القرآن الكريم لايدل على استعمال السنة في الحول الذي يكون فيه الشدة أو الجدب أبدا , الا أن يراد قوله تعالى : وَلَقَدْ أَخَذْنَا آلَ فِرْعَونَ بِالسِّنِينَ وَنَقْصٍ مِّن الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يذَّكَّرُونَ {الأعراف -الآية -130} فهذا لا يصح لأنه مأخوذ من قولهم "السنون : الجدب "كما ذكره الطريحي في مجمع البحرين , أضف الى ذلك ان العطف جاء مفسرا لهذا الأخذ بقوله تعالى : (وَنَقْصٍ مِّن الثَّمَرَاتِ ) ولو سلمنا فانه لم يدلنا على كثرة استعمال أو اطِّراد لانتقاضه بقوله تعالى: أَفَرَأَيْتَ إِن مَّتَّعْنَاهُمْ سِنِينَ {الشعراء – الآية - 205} نعم قد تشعر الآية وغيرها كقوله تعالى : قَالَ فَإِنَّهَا مُحَرَّمَةٌ عَلَيْهِمْ أَرْبَعِينَ سَنَةً يَتِيهُونَ فِي الأَرْضِ فَلاَ تَأْسَ عَلَى الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ {المائدة/26} بما قرَّبه البقاعي من ارادة معنى الذم عند استعمال السنة بمتصرفاتها قبال العام , لكنه ينتقض أيضا بمثل قوله تعالى : وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ آيَتَيْنِ فَمَحَوْنَا آيَةَ اللَّيْلِ وَجَعَلْنَا آيَةَ النَّهَارِ مُبْصِرَةً لِتَبْتَغُواْ فَضْلاً مِّن رَّبِّكُمْ وَلِتَعْلَمُواْ عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ وَكُلَّ شَيْءٍ فَصَّلْنَاهُ تَفْصِيلاً {الإسراء/12}.".

وقد جاء في كتاب الإفصاح في فقه اللغة أن : "بعضهم يفرق بين العام والسنة, فالسنة من أي شهر عددته الى مثله وقد يكون فيه نصف الصيف ونصف الشتاء . والعام لا يكون الا صيفا وشتاء متواليين".

أقول وبهذا المعنى يأتي التعبير بالحِجّة والحول مساويا للتعبير بالسنة فان الحج لايكون الا من الموسم الى مثله , قال تعالى : يَسْأَلُونَكَ عَنِ الأهِلَّةِ قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ وَالْحَجِّ وَلَيْسَ الْبِرُّ بِأَنْ تَأْتُوْاْ الْبُيُوتَ مِن ظُهُورِهَا وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنِ اتَّقَى وَأْتُواْ الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوَابِهَا وَاتَّقُواْ اللّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ }البقرة- الآية-189".{

ومن ذلك يستفاد كون عقد زواج سيدنا موسى عليه السلام كان قريبا من موسم الحج لقوله تعالى على لسان سيدنا شعيب عليه السلام : قَالَ إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أُنكِحَكَ إِحْدَى ابْنَتَيَّ هَاتَيْنِ عَلَى أَن تَأْجُرَنِي ثَمَانِيَ حِجَجٍ فَإِنْ أَتْمَمْتَ عَشْرًا فَمِنْ عِندِكَ وَمَا أُرِيدُ أَنْ أَشُقَّ عَلَيْكَ سَتَجِدُنِي إِن شَاء اللَّهُ مِنَ الصَّالِحِينَ }القصص-الآية27 .{

والحول هو مرور اثنا عشر شهرا وهي المقصودة بتقدير مدة الارضاع من بدئه في قوله تعالى : وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلاَدَهُنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ لِمَنْ أَرَادَ أَن يُتِمَّ الرَّضَاعَةَ وَعلَى الْمَوْلُودِ لَهُ رِزْقُهُنَّ وَكِسْوَتُهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ لاَ تُكَلَّفُ نَفْسٌ إِلاَّ وُسْعَهَا لاَ تُضَآرَّ وَالِدَةٌ بِوَلَدِهَا وَلاَ مَوْلُودٌ لَّهُ بِوَلَدِهِ وَعَلَى الْوَارِثِ مِثْلُ ذَلِكَ فَإِنْ أَرَادَا فِصَالاً عَن تَرَاضٍ مِّنْهُمَا وَتَشَاوُرٍ فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْهِمَا وَإِنْ أَرَدتُّمْ أَن تَسْتَرْضِعُواْ أَوْلاَدَكُمْ فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْكُمْ إِذَا سَلَّمْتُم مَّآ آتَيْتُم بِالْمَعْرُوفِ وَاتَّقُواْ اللّهَ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ }البقرة-الآية-233{ أو المتعة كما في قوله تعالى : وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجًا وَصِيَّةً لِّأَزْوَاجِهِم مَّتَاعًا إِلَى الْحَوْلِ غَيْرَ إِخْرَاجٍ فَإِنْ خَرَجْنَ فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِي مَا فَعَلْنَ فِيَ أَنفُسِهِنَّ مِن مَّعْرُوفٍ وَاللّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ }البقرة – الآية-240 .{

وعبَّرت العرب بقولها "سن الإنسان" عن السنين التي مرت في حياته وهي لا تكون الا من تاريخ ولادته , واستخدمت الحول لانه مأخوذ من قولهم حال الحول أي تم , قال زهير بن أبي سلمى :

ومن يعش ثمانين حولاً لا أبا لك يسأم.

أما ما ذكراه في "الأفصاح" عن استعمال الحقبة للدلالة على "السنة , الجمع : حقب وحقوب" ,فانها وردت في القرآن الكريم في قوله تعالى : لَابِثِينَ فِيهَا أَحْقَابًا {النبأ/23} و قوله تعالى: } وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِفَتَاهُ لَا أَبْرَحُ حَتَّى أَبْلُغَ مَجْمَعَ الْبَحْرَيْنِ أَوْ أَمْضِيَ حُقُبًا {الكهف/60} فليس فيها دلالة على ارادة السنة من مفردها بل هي لإبهام العدد , و المعجم الوسيط أيَّد استعمالها في السنة دون ذكر مثال أو دليل , وكان الأصفهاني قد ذكر أنه "قيل: جمع الحقب، أي: الدهر.قيل: والحقبة ثمانون عاما، وجمعها حقب، والصحيح أن الحقبة مدة من الزمان مبهمة" .

التقويم والتأريخ في الإسلام :

مع انتشار الاسلام ازدادت الحاجة الى الاعتماد على مبدأ التقويم الذي نص عليه القرآن الكريم بقوله تعالى :

يَسْأَلُونَكَ عَنِ الأهِلَّةِ قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ وَالْحَجِّ وَلَيْسَ الْبِرُّ بِأَنْ تَأْتُوْاْ الْبُيُوتَ مِن ظُهُورِهَا وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنِ اتَّقَى وَأْتُواْ الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوَابِهَا وَاتَّقُواْ اللّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ {البقرة/189} إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِندَ اللّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلاَ تَظْلِمُواْ فِيهِنَّ أَنفُسَكُمْ وَقَاتِلُواْ الْمُشْرِكِينَ كَآفَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَآفَّةً وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ {التوبة/36} وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ آيَتَيْنِ فَمَحَوْنَا آيَةَ اللَّيْلِ وَجَعَلْنَا آيَةَ النَّهَارِ مُبْصِرَةً لِتَبْتَغُواْ فَضْلاً مِّن رَّبِّكُمْ وَلِتَعْلَمُواْ عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ وَكُلَّ شَيْءٍ فَصَّلْنَاهُ تَفْصِيلاً {الإسراء/12} هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاء وَالْقَمَرَ نُورًا وَقَدَّرَهُ مَنَازِلَ لِتَعْلَمُواْ عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ مَا خَلَقَ اللّهُ ذَلِكَ إِلاَّ بِالْحَقِّ يُفَصِّلُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ {يونس/5} .

ومن الآية الأخيرة خصوصا عرف المسلمون أن التقويم المطلوب هو المعتمد على مبدأ دورة القمر حول الأرض , ذلك أن الكثير من العبادات والأحكام مبنية عليه كتعيين بداية ونهاية شهرالصوم والوقوف بعرفة في الحج , دون اغفال اعتماد حركة الشمس في غيرها من العبادات كالصلاة والخراج وما اليها .

وحيثما أطلقت السَنَة في النص القرآني فان المراد هو السنة القمرية .

وقد تغير مبدأ التأريخ عند العرب قبل الاسلام من الاستواء على الجودي ونهاية الطوفان , فاعتمدوا عناوين أخرى الى أن استقروا على التأريخ من سنة غزو أبرهة الحبشي لمكة وكانت نيته هدم الكعبة الشريفة وهي السنة المعروفة بعام الفيل , وولد فيها رسول الله صلى الله عليه وآله . ففي تهذيب تاريخ ابن عساكر ج 1 ص 21 : أن الزهري قال : " إن قريشا كانوا يعدون بين الفيل والفجار أربعين سنة ، وكانوا يعدون بين الفجار وبين وفاة هشام بن المغيرة ست سنين ، وبين وفاته وبين بنيان الكعبة تسع سنين ، وبينهما وبين أن خرج رسول الله ( ص ) إلى المدينة خمس عثرة سنة ، منها خمس سنين قبل أن يوحى إليه ثم كان العدد . ".

لكن الظاهر أن المسلمين لم يحتاجوا في معاملاتهم اليومية مبدأ للتأريخ في حياة النبي صلى الله عليه وآله والى السنة السادسة أو السابعة عشرة للهجرة , وذلك في خلافة عمر بن الخطاب .

وهذا الكلام لا يتناقض مع القول بأن نفس النبي صلى الله عليه وآله اعتمد التأريخ من سنة الهجرة ومن يوم ولوجه المدينة في ما أراد توثيقه من كتب وعهود لما ستعرفه من كون المسألة لابد لها من بيان الهي , واتبعه في ذلك عدد من الصحابة بل والتابعين حيث ينقل ذلك عدد من الرواة والمؤرخون , واعتمده مالك كما ذكره ابن الأثير في ايراده القصة في كتابه البداية والنهاية - ج 7 - ص 85: "قال الواقدي وفي ربيع الأول من هذه السنة - أعني سنة ست عشرة - كتب عمر بن الخطاب التاريخ ، وهو أول من كتبه . قلت : قد ذكرنا سببه في سيرة عمر ، وذلك أنه رفع إلى عمر صك مكتوب لرجل على آخر بدين يحل عليه في شعبان ، فقال : أي شعبان ؟ أمن هذه السنة أم التي قبلها ، أم التي بعدها ؟ ثم جمع الناس فقال : ضعوا للناس شيئا يعرفون فيه حلول ديونهم .

فيقال إنه أراد بعضهم أن يؤرخوا كما تؤرخ الفرس بملوكهم ، كلما هلك ملك أرخوا من تاريخ ولاية الذي بعده ، فكرهوا ذلك . ومنهم من قال : أرخوا بتاريخ الروم من زمان إسكندر فكرهوا ذلك ، ولطوله أيضا . وقال قائلون : أرخوا من مولد رسول الله صلى الله عليه وسلم . وقال آخرون من مبعثه عليه السلام .

وأشار علي بن أبي طالب وآخرون أن يؤرخ من هجرته من مكة إلى المدينة لظهوره لكل أحد فإنه أظهر من المولد والمبعث . فاستحسن ذلك عمر والصحابة ، فأمر عمر أن يؤرخ من هجرة رسول الله صلى الله عليه وسلم وأرخوا من أول تلك السنة من محرمها .

وعند مالك رحمه الله فيما حكاه عن السهيلي وغيره : أن أول السنة من ربيع الأول لقدومه عليه السلام إلى المدينة .

والجمهور على أن أول السنة من المحرم ، لأنه أضبط لئلا تختلف الشهور ، فإن المحرم أول السنة الهلالية العربية".

وهناك رواية أخرى في السبب خلاصتها أن كتابا ورد من عمر بن الخطاب على أبي موسى الأشعري فيه ذكر شهر شعبان فكتب الى عمر متحيرا أي شعبان هو الفائت أم القابل؟

وقد استدل البعض لاعتماد يوم انتهاء رحلة الهجرة وسنتها من القرآن الكريم بقوله تعالى :

وَالَّذِينَ اتَّخَذُواْ مَسْجِدًا ضِرَارًا وَكُفْرًا وَتَفْرِيقًا بَيْنَ الْمُؤْمِنِينَ وَإِرْصَادًا لِّمَنْ حَارَبَ اللّهَ وَرَسُولَهُ مِن قَبْلُ وَلَيَحْلِفُنَّ إِنْ أَرَدْنَا إِلاَّ الْحُسْنَى وَاللّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ {التوبة/107} لاَ تَقُمْ فِيهِ أَبَدًا لَّمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَن تَقُومَ فِيهِ فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَن يَتَطَهَّرُواْ وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ {التوبة/108} أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى تَقْوَى مِنَ اللّهِ وَرِضْوَانٍ خَيْرٌ أَم مَّنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَىَ شَفَا جُرُفٍ هَارٍ فَانْهَارَ بِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ {التوبة/109}

فرأوا أنه يوم تأسيس النبي لمسجد قباء وهو يوم ولوجه المدينة , ثم انهم استدلوا بارادة الله اعتباره أول يوم في التأريخ الاسلامي بقوله تعالى : مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ .

وفي هذا القول من الأشكالات ما دعى السيد جعفر مرتضى الى الاستئناس به دون الاستدلال . راجع مبحث وضع التاريخ الهجري من كتاب الصحيح من سيرة النبي الأعظم (ص) الفصل الثالث : أعمال تأسيسية في مطلع الهجرة- السيد جعفر مرتضى - ج 4 - ص 171 - 183 .

وهو على أهميته والجهد البالغ في محاولة استقصاء الموضوع قد ترك مناقشة قضيتين لأنهما من مباحث التقويم :

الأولى ما جاء في بعض الروايات عن أبي عبدالله الصادق عليه السلام من أن " شهر رمضان رأس السنة " وأمثالها .

والثانية تفسير قوله تعالى : إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِندَ اللّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلاَ تَظْلِمُواْ فِيهِنَّ أَنفُسَكُمْ وَقَاتِلُواْ الْمُشْرِكِينَ كَآفَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَآفَّةً وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ {التوبة/36} واكتفى بايراد كلام العلامة المجلسي في البحار : : " أن جعل مبدأ التاريخ من الهجرة مأخوذ من جبرئيل ( ع ) ومستند إلى الوحي السماوي ، ومنسوب إلى الخبر النبوي " .

وكما ترى فان الآية تنص على كون السنة وتقسيمها من المعارف والقضايا الدينية الحقيقية لا الاعتبارية كما حاول العلامة المجلسي تقريبه بامكانية اعتبار أكثر من عنوان بالقول: " وهذه الأمور تختلف باختلاف الاعتبارات ، فيمكن أن يكون أول السنة الشرعية شهر رمضان ، ولهذا ابتدأ الشيخ (الطوسي) به في المصباحين (كتابين له ) ، وأول السنة العرفية المحرم ، وأول سنة التقديرات ليلة القدر ، وأول سنة جواز الأكل والشرب شهر شوال ، كما روى الصدوق في العلل بإسناده إلى الفضل بن شاذان في علة صلاة العيد : "لأنه أول يوم من السنة يحل فيه الأكل والشرب" ، لان أول شهور السنة عند أهل الحق شهر رمضان فالسنة الشرعية تبدأ من شهر رمضان." .

فهذه المعارف يحتاج الى بيانها والارشاد اليها بالنبوات وهو مبحث يحتاج الى جهد آخر , ليس محله هنا ولا وقته . راجع بحار الأنوار – ج55 – ص – 337 فما بعد – مبحث الأزمنة وأنواعها .

استخدام التقويم والتأريخ في المجتمع الاسلامي :

وبالعودة الى الكلام عن التقويم في المجتمع الاسلامي , فان البحث التاريخي دلنا على استخدام التقويم القمري في أمور العبادات وعلى نوع من التوفيق مع التقويم الشمسي لضبط الخراج .

وفي اختصار لطيف ذكر علي المنزوي نجل الشيخ آقا بزرگ الطهراني في الذريعة - ج 8 ص 212 – 213 - 214: ".. كان الايرانيون في العهد الساساني يأخذون في كل مائة وعشرين سنة ، سنة ذات ثلاثة عشر شهرا ، اما بعد الاسلام فقد منع خالد بن عبد الله القسرى من اجراء هذا الكبيسة في ( 106 - 120 ه‍ ) بأمر من هشام بن عبد الملك ، وقال انها نسيئ ، فتأخرت السنة الاسمية عن السنة الشمسية الحقيقية فاضطرب التاريخ وتشوش موعد أخذ الخراج لانه لا يمكن اخذه الا على حساب الفصول الاربعة ووقت الحصاد ، فاضطر المعتضد العباسي في ( 282 ) إلى اجراء الكبيسة فاعاد النوروز إلى يوم كانت فيه في آخر العهد الساساني ، واخذ الخراج على الحساب الشمسي ، ومن هذا الوقت استعملت سنتان ، الهلالية للتاريخ ، والشمسية لاخذ الخراج .

وهذه الشمسية كانت تستعمل في المغرب مع الشهور القبطية والرومية وفى المشرق مع الشهور الفارسية وكانت السنة الخراجية تتأخر في كل ثلاث وثلاثين سنة ، بسنة كاملة عن التاريخ الهلالي فكانت الدولة تسقط تلك السنة عن التأريخ المالى تارة ، وهذا ما يسميه المقريزى في خططه بالازدلاق , ويحفظونها تارة أخرى ، أي يستعملون تاريخا ماليا شمسيا مستقلا في جنب التاريخ الهلالي ، قال في ( تاريخ وصاف ) ان في سنة ( 700 ) كانت السنة الخراجية تسمى ( 692 ) فسماها غازان خان سنة ( 700 ) أي ازدلقوا واسقطوا ثمانى سنوات ومعلوم أن هذا الاختلاف ( ثمانى سنوات ) انما نشأ عن اهمالهم اجراء عمل الازدلاق حدود مأتين وثمانين سنة .

وكذلك قال المقريزى أن في سنة ( 501 ) كانت تسمى السنة الخراجية ( 499 ) فازدلقوا واسقطو ا سنتين فسموها ( 501 ) أيضا . ومعلوم أن اختلاف سنتين انما تنشأ عن اهمال اجراء عمل الازدلاق مدة ستين سنة .

وهذه الاختلافات والارتباكات كانت جارية حتى ( 4 - صفر - 1088 ) حين صدر الفرمان ، من السلطان محمد الرابع العثماني باستعمال السنة الشمسية مع الشهور السريانية الرومية للامور المالية والسنة الهلالية لضبط التاريخ ، ولرفع الاختلاف بينهما أمر أن لا يهمل عمل الازدلاق في كل ثلاث وثلاثين سنة ، وأن يسقطو سنة واحدة في رأس هذه المدة من الحسابات المالية . وسمى هذه السنة المسقطة ب‍ ( سيويش ) وجرى هذا القانون حتى عام ( 1255 ) حيث ترك العمل بها ، فارتبك التاريخ من جديد ، وتأخرت السنة المالية العثمانية عن السنة الهلالية .

واستمر التأخر حتى نسخت الحكومة الجمهورية التركية التاريخ الهجرى برأسه واتخذت التاريخ الميلادى بدلا عنه ، وكذلك فعلت الدول العربية فنسخت التاريخ الهجرى شمسيها وقمريها واتخذت التأريخ الميلادى كتأريخ دولي عام .

اما في ايران فكانوا يستعملون السنوات الهلالية لضبط التواريخ والسنة الشمسية الصحيحة الدقيقة الكاملة التى أحدثها ملك شاه السلجوقي والمعروفة بالتاريخ الجلالى لاخذ الخراج .

وفى الهند كانوا يستعملون التاريخ الاكبر شاهى بدل الجلالى .

ولكن هذين التأريخين لم يتمكنا من الرواج في البلاد الاسلامية ، وذلك لانهما نسخا مبدأ التأريخ الهجرى ، فكان يستعمل في ايران والهند تأريخان كل واحد مستقل عن الاخر احدهما هلالي ومبدؤه الهجرة والثانى شمسي ومبدؤه جلوس ملك شاه السلجوقي ، وجرت هذه العادة حتى ابرم المجلس النيابي الايرانى في ( 1304 ش = 1343 ق ) قانونا وحد التأريخ بأن اخذت ايران المبدأ الهجرى وحاسبت السنين شمسيا إلى اليوم وجعلتها التأريخ الرسمي للحكومة والشعب ، وهذا ما هو المستعمل اليوم في ايران وافغانستان . المصحح ، ع . م " .

لكن ما لم يذكره الاستاذ المنزوي أن الشاه رضا بهلوي حاول الغاء هذا التأريخ الجديد والعودة الى التأريخ بحسب الطريقة الشاهانية القديمة بعد السنين من تولي الشاهانات الايرانيين العرش. كان ذلك مصاحبا لأحتفاليته الكبرى بمرور الفين وخمسمائة سنة على تأسيس الأمبراطورية الفارسية , وهو ما واجهه الأمام الخميني قدس سره والعلماء في الثامن والعشرين من ربيع الثاني 1391 الموافق ل 22 -6 -1971 بالدعوة الى مقاطعة الأحتفالات وعدم اضاءة البيوت ليلتها كما أمر الشاه.

وجدير بالذكر أن مصر شهدت في 29 رجب 1292 ه – أول أيلول(سبتمبر)1875 م , اصدار الخديوي اسماعيل باشا أمره باعتماد التاريخ الأفرنجي الى جانب التاريخ الهجري وهو ما لم يكن يعتمده حتى المسيحيون في مصر لأنه كما ذكر الدكتور محمد عمارة " تاريخ افرنجي " فكانوا يعتمدون التأريخ القبطي .

وفي مكتبتي كتاب نادر عنوانه سيرة عمر بن عبد العزيز تصنيف ابن الجوزي وتحقيق محب الدين الخطيب طبع في مطبعة المؤيد في القاهرة وعلى غلافه التأريخ : 1331 ه . ق – 1291 ه. ش , ( هجري قمري وهجري شمسي ) وتوافق 1912ميلادية ,مما يدل على أن التقويم الهجري الشمسي كان ما زال مستخدما في مصر حتى ذلك التاريخ بدون حرج .


خاتمة :

لا أريد في هذه العجالة استقصاء التحول في البلاد الاسلامية الى اعتماد التأريخ الأفرنجي وتقويمه , ولكنني أتوقف عند ما أدى اليه من متغيرات ثقافية فبينما يعرف صغارنا وفتياننا وشبابنا تواريخ الكثير ممن لا صلة لهم بديننا ولا أمتنا بل ممن لا قيمة انسانية عامة لهم نجد الجهل بمسألة التأريخ والتقويم الاسلاميين الذي يؤدي الى صعوبة كبيرة عند الذين اعتادوا معايشة التقويم والتاريخ الافرنجي عندما نتحدث اليهم عن مسائل اسلامية كمنتصف الليل الشرعي أو تسمية الليلة بالنهار اللاحق لا السابق فليلة الجمعة مثلا تبدأ بغروب شمس الخميس لا نهار الجمعة ,وما اليها من عناوين ليس أبسطها أن يختلط الأمر بين ليلة رأس السنة الهجرية وبين ليلة هجرة النبي محمد صلى الله عليه وآله .

وليس التاريخ الأفرنجي هو التاريخ الذي اعتمده المسيحيون عبر التاريخ لا في المنطقة العربية ولا في غيرها الى زمن طويل .فضلا عن أنه قد واجه مشاكل كثيرة قبل الاستقرار على ما هو عليه الآن .

وأكثر من ذلك ان هذا التاريخ ليس هو السائد في كل دول العالم اليوم , فما زالت الأمم التي ترى لنفسها تاريخا وتراثا تسير على تقويمها وتأريخها كالصين واليابان , بل ان عدونا الأسرائيلي ما زال يبدأ أسبوعه يوم الأحد لا الأثنين كما في كثير من الدول العربية والاسلامية مع الأسف .
وختاما لا بأس بالاشارة الى نقطة أخرى هامة , وان كانت خارج بحثنا, فان الحكومة السودانية بعد ثورتها الأسلامية حاولت تغيير مواعيد بدأ العمل الوظيفي ليتناسب مع الحياة الاجتماعية الاسلامية لجهة جعله أقرب الى شروق الشمس بحيث يستفاد من الوقت الضائع بينه وبين الساعة الثامنة التي درجنا عليها وهي تأسيس غربي يتناسب مع توقيتهم أكثر , ثم يكون وقت صلاة الظهر موعدا لانتهاء الفترة الاولى من العمل الصباحي الا انهم لم يوفقوا ولعلنا نعود الى هذا الموضوع لاحقا .

الجمعة، نوفمبر 19، 2010

ترف عاقل ومعقول


ترف عاقل ومعقول

في وقت لايجد كثير من أطفال العالم مكانا مستقلا للسكن والحياة فضلا عن حمامات نظيفة وفضلا عن فرص تعليم أو ورقا للكتابة يجد بعض العالم الآخر فرصة لإعمال عقله في ما كنا نسميه ” بيت الأدب “ .
هو ترف نسبي لكنه ترف العقلاء.
أكثرما لفت نظري هو النموذج الثالث المهيأ للكتابة , ترى لو توفر لبعض السجناء الذين كتبوا على " ورق التواليت " أدبا وفكرا بل وعلما هل كانوا ليكونوا أكثر إبداعا ؟
تلك أماني مستحيلة !
لكن هل تأمينها للأطفال الذين قد يصيرون نوابغ في الأدب والفكر والعلوم ولا يجدون مايكتبون عليه مستحيل هو الآخر ؟
علي خازم

الخميس، نوفمبر 18، 2010

أأصل هو أم استثناء ؟


أأصل هو أم استثناء ؟

شيخ سلفي إخواني يرثي شيخا صوفيا ووهابي صوفي يرثي صوفيا وهابيا وشيخ صوفي يجيز شيخا شيعيا بطريقتين  وشيخ سلفي إخواني يجيز شيخا جعفريا بالرواية وشيخ شيعي يكرِّم شيخا سلفيا إخوانيا
الشيخ علي خازم
بين 8 و 11 ذي الحجة 14 و17 الشهر الميلادي الحالي بحسب صحيفتي سبق الألكترونية والحياة اللندنية خطب إمام جمعة سعودي وكتب "وهابي" سعودي عن "الصوفي" الدكتور محمد عبده يماني رحمه الله رثاء يستحقان القراءة والنشر لما تضمناه من روح التقريب التي يحملانها ويبثانها وبسبب من معرفة الرجلين الوثيقة بروح الراحل التوحيدية .
نشر كلام الأول تحت عنوان : في خطبة خصصها للحديث عن الفقيد (الشيخ) الصائغ: صوفية يماني "صوفية سلوكٍ ومسلك"
ونشر مقال الثاني تحت عنوان: وهّابي يرثي صوفياً!
قرأتهما فتذكرت إجازة الشيخ خليفه دين محمد بادري لي بالطريقتين النقشبندية والقادرية ابتداء منه في مثل هذه الأيام من ذي الحجة 1409 تموز 1989, وأني كنت قد شاركت أنا المسلم الشيعي بكلمة في بيروت في : 29 محرم 1425 هـ.الموافق: 20 آذار 2004 في حفل تكريم أقامه " مركز الدعوة لتعليم القرآن الكريم" لشيخ سلفية بلاد الشام وهو من مشايخي في الرواية الشيخ زهير الشاويش أمد الله في عمره (يأتي نصها) , فازددت يقينا أن هذه الأمة أمة واحدة وأن هذا التلاقي يجسد صورة مفرحة للعاملين المخلصين وأنه هو الأصل في علاقات المسلمين ببعضهم وأن خلافه هو الإستثناء.
لكن - وآه من لكن - هذه المسيرة التقريبية التوحيدية لا تخلوا من المنغصات فكان مما أزعجني نقل الموضوع الأول في أحد المواقع الإسلامية الحزبية بصورة ساخرة وتحت عنوان ساخر على الشكل التالي :
وأنغص من العنوان بعض التعليقات التي أنصح بقراءتها كلها (التعليقات , بالضغط على الرابط أعلاه وكذلك التعليقات على خطبة الشيخ في موقع سبق) لنلاحظ أثر الجهل والعصبية في تضييع العقل وتطييش الأحلام والبعد عن المقاصد الدينية.
وإليكم النصوص الثلاثة:
النص الأول: في خطبة خصصها للحديث عن الفقيد ...الصائغ: صوفية يماني "صوفية سلوكٍ ومسلك"
عاصم الغامدي- سبق- جدة: فاجأ فضيلة الشيخ توفيق بن سعيد الصائغ إمام وخطيب جامع اللامي بجدة الجموعَ الغفيرة التي توافدت على مسجده لسماع خطبة الجمعة بترك الحديث عن فريضة الحج وآثر أن تكون خطبته: خطبة معترضة- على حد تعبيره، وجعلها في رثاء معالي الدكتور محمد عبده يماني، وزير الإعلام الأسبق، الذي وافته المنية الأسبوع الماضي. واستهل الصائغ خطبته بقوله: (لقد أُغمد السيف اليماني، لقد أفل النجم اليماني)، وأسهب مسترسلاً في ذكر سيرة الرجل ورحلة حياته، وإيراد محاسنه، وأياديه البيضاء، ومشاريعه الخيرية، داخل البلاد وخارجها.
وأشاد الصائغ بتنوع إسهامات الفقيد وعطاءاته، بين اهتمام بالكتاب والسنة، واعتناءٍ بتأليف الكتب، وإسهامٍ في مؤسسات المجتمع المدني، وعلاجٍ للمرضى، ورعايةٍ للأيتام والمسنين، بل حتى الرياضيين؛ إذ كان يصل نادي الوحدة ويرعاه، وجمع للنادي قبل وفاته عشرة ملايين ريال دعماً لإيراداته.
وقال الصائغ بنبرةٍ باكية: يا قاصداً بيته بعد صلاة الجمعة كالمعتاد لحضور مجلسه، إنك لن تجده جنوب شارع التحلية، لقد غيّر العنوان، وأصبح عنوانه اليوم في المربع رقم "104" في المعلاة.
وأما في الخطبة الثانية فقد رد ما يثيره البعض من أنَّ الراحل كان صوفياً قبورياً مبتدعاً، واستشهد بلقاء تركي الدخيل مع الفقيد في (إضاءات)، حين سأله الأول: هل أنت صوفي؟، فأجاب بقوله: "إن كانت الصوفية سلوكاً ومسلكاً فأرجو أن أكون منهم، وإما أن أكون من أهل الرقص الذين يرقصون في مولده صلى الله عليه وسلم، أو القبوريين الذين يدعون غير الله؛ فإني أبرأ من ذلك". وعلَّق الصائغ بقوله: هذا هو اليقين من لفظه ومقاله، والشك ما يتناقله الناس، ولا يغلب الشكُ اليقين.
يُذكر أنَّ مسجد اللامي بشارع التحلية بجدة امتلأ بالمصلين وظل عددٌ كبيرٌ منهم وقوفاً على أبواب المسجد يستمعون إلى الخطبة.
النص الثاني: وهّابي يرثي صوفياً! زياد بن عبدالله الدريس *
الاربعاء, 17 نوفمبر 2010
1
سيظل السؤال المحيّر قائماً: لمن نكتب المراثي؟
للموتى الذين أصبحوا غير قادرين على القراءة .. أم للأحياء غير القادرين على الكتابة؟
أقرأ مقالة الأديب المبدع (الوزير) عبدالعزيز خوجه فأتقطَّع ألماً وحسرة، اذ لا أحد أجدر بقراءة هذا الرثاء «المتجلي» من الفقيد محمد عبده يماني نفسه. وهو ما ألمح إليه خوجه، إذ يخاطب في مقالته المؤثرة الفقيد الراحل بضمير المخاطَب عوضاً عن ضمير الغائب، حتى يعوض فاجعة الفقد المفاجئ.
لحسن حظي أني رثيت محمد عبده يماني قبل أن يموت (في كتابي «حكايات رجال»). فكنت كلما مات واحد من أولئك (الرجال) رجعت إلى أوراقي السابقة وحمدت الله أني رثيته قبل أن يفقد قدرته على قراءة المراثي عنه.
2
من السهل أن تتحدث عن إنسان برز في مجال محدد من مجالات التميز الانسانية، فأنت تستطيع أن تقول إنه قال كذا وفعل كذا وأبدع في كذا، ولكن كل هذه الـ «كذا» تصب في قاموس واحد من قواميس الفعل .. فلا شح إذاً في القول!
لكنك إذا كنت أمام إنسان يملك خريطة مترامية الأطراف من الأفعال، فما عساك تحفر من الأقوال في تلك الخريطة؟ إذا كنت أمام إنسان تتكون تضاريس حياته من طبقات جيوإبداعية متراكبة، كلما حفرت في طبقة منها ظننت أنك قد وصلت إلى القاع، فإذا أنت أمام قمة لطبقة جديدة يقودك قاعها إلى قمة لطبقة أخرى ... وهكذا حتى تبلى أدوات حفرك الناطقة. هذه التضاريس المحشوة بالطبقات هي حياة الدكتور محمد عبده يماني .. الجيولوجي / الإعلامي / الإداري / الأستاذ المعلم / الواعظ الداعية / الأديب القاصّ / المستثمر الخيري .. فمن أي الطبقات تبدأ الحفر «بالقول» في طبقات «الفعل»؟!
...............................................
«محمد عبده يماني، بإيجاز: رجل لا يتعامل مع الإنسان بوصفه حجراً ..
بل يتعامل مع الحجر بوصفه انساناً!»
(مقاطع من كتاب «حكايات رجال»، فصل: عالم الحجر اليماني .. جيولوجي ينقب في طبقات الانسان).
3
لست وهابياً بتلك الدرجة، كما أن الفقيد لم يدّع أنه بلغ صوفيته المأمولة في مبتغاها الروحي والوجداني.
إذاً لماذا هذا العنوان المثير أعلاه؟!
لأني حين كتبت مقالتي «أردت السلام على النبي .. ولم أرفض السلام على الأمير» في صحيفة «الوطن» قبل أكثر من عشر سنوات، اتصل بي رحمه الله، وقال لي ممازحاً: أنت أول وهابي صوفي!
وبعد مرور سنوات تحدث هو إلى إحدى وسائل الإعلام مستنكراً البدع والخرافات والخزعبلات التي يمارسها الخرافيون باسم التصوف وحب الله عز وجل وحب نبينا محمد صلى الله عليه وسلم في احتفالات الموالد، فقلت لمعاليه رداً على تلك: وأنت أول صوفي وهابي!
كان الراحل محمد عبده يماني رجلاً واضح الهدف ساميَ الرسالة نبيل المقصد أنيس المعشر والمخالطة.
هو رجل دولة ورجل مجتمع .. في آن، وقَلَّ من يجيد ذلك!
كان رحيله المفاجئ فاجعة مبهجة، فاجعة لأهله ومحبيه .. ومبهجة له، يرحمه الله، إذ يرحل وهو في ذروة عمله الخيري، المعهود عنه دوماً.
الله .. ما أجمل أن تبيعك الدنيا إلى الآخرة وأنت في أعلى سعر وأغلى ثمن.
* كاتب سعودي
النص الثالث :{كلمة تجمع العلماء المسلمين في لبنان في حفل تكريم فضيلة الشيخ زهير الشاويش. ألقاها  الشيخ علي خازم}
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آل بيته الطيبين الطاهرين، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
وبعد فقد شرفني إخواني في تجمع العلماء المسلمين في لبنان بأن أتحدث باسمهم في حفل تكريم شخصية إسلامية يشرف بها أهل الشام أمام غيرهم من المسلمين.
أن يقف الشيعي مكرَّماً للسلفي الأثري، في يومنا هذا، عجب قد لا ينقضي مع بقائهما كذلك إلا أن تلاحظوا أموراً ثلاثة:
أولها: أن تكونوا قد استمعتم مثلي إلى فضيلة الشيخ الشاويش في حديث ذكرياته، وقد أخذته نشوة العز بالإسلام مع إيراده لأخبار وتفاصيل استقبال السيد الشهيد نواب صفوي القادم إلى الشام من بلاد فارس وما جبه به غير الإسلاميين من خطاب فالبر وصلة الرحم بين أهل العلم يقتضيان مثل هذه الوقفة أمامه.
ثانيها: إنَّ معالم الأخوَّة الإسلامية الصادقة تظهر في الوجه واللسان واليد، فمن خالفك وأبقى بشره في وجهك وأدب لسانه في سمعك وعزم يده على عدوك وعدوه كيف لك أن لا تجزيه إلاَّ تحية بمثلها أن لم تستطع أحسن منها و لم نجد عند الشيخ خلاف ذلك.
وثالثها: أنَّ ما بين تجمع العلماء المسلمين في لبنان وبين شيخنا الشاويش في شأن الأمة الإسلامية ووحدتها، وفي شأن المذاهب الإسلامية والتقريب بين أهلها ما يمكن معه دعوى التطابق.
على هذه الأمور يكون فعل " الشهادة " للأستاذ المربي العالم الفاضل الشيخ زهير الشاويش نيلاً ل " الشهادة "، ويكون تجمع العلماء المسلمين في لبنان شاهداً ومجازاً في خط الوحدة الإسلامية.
أيها الأخوة: إننا في تجمع العلماء المسلمين ومن موقع معايشتنا للصعاب على مدى أكثر من عشرين سنة في ساحة الوحدة الإسلامية ندَّعي أن الأصل في سلوك أبناء المسلمين هو الألفة والأخَّوة، وأن نائرة الفرقة والتشتيت احتاجت وتحتاج دائماً إلى قوى ومقدرات عظيمة في إغارتها على عالمنا الإسلامي.
وهذه أحداث العراق الأخيرة خير شاهد على صدق دعوانا وقد رأينا أمس الجمعة (28 محرم 1425 )هذا الاجتماع الشريف في أعظمية بغداد عند جسر الأئمة الواصل بين الإمام أبي حنيفة والإمامين الكاظم والجواد برغم أنف الأعداء.
أيها الإخوة...
إن الأمة الإسلامية أظهرت وتظهر وحدتها تجاه قضاياها الأساسية في مواجهة قوى الشر، وعلى العلماء أن يحافظوا على الريادة في هذا المسار لنستعيد فلسطين ولا نخسر أقاليم أخرى وهو ما تجسده فينا شخصيات كشيخنا المحتفى به.
حيَّا الله شيخنا الفاضل ونفع به وشكر الله سعي القائمين على هذه الدعوة " مركز الدعوة لتعليم القرآن الكريم".
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بيروت في: 29 محرم 1425 هـ.الموافق: 20 آذار 2004

السبت، نوفمبر 13، 2010

الثلاثاء، نوفمبر 02، 2010

كتب مهمة – الشيخ علي خازم


كتب مهمة – الشيخ علي خازم

كتب الشيخ حامد العلي[1] في موقعه مقالة وأعدت نشرها تحت عنوان : القصّة الحقيقيّة للطرود التفجيريّة : عن خمسة كتب مفيدة قال:

"ومن شأن هذه الكتب الخمسة أن تضع قارءها على (الخارطة السياسية الحقيقية للعالم) ، وتكشف الستر عن المشهد الحقيقي الذي يختلف وراء ديكورات ما يسمى بالمؤسسات السياسية الدولية ، وكراسيها الفاخرة ، وكاميرات الإعلام المخادعـة .

فإن كان القارىء مفكـراً سياسيا شريفا محبـَّا لأن تسود العدالة العالم _ مسلما كان أو غيـر مسلم _ علم أن لاخلاص للعالم إلاّ بتحطيم الهيمنة الغربية بقيادة أمريكا ، وإزاحتها عن كونها في (مركز العالم ) ، ذلك المركـز الذي صنعته من نهب ثروات الشعوب ، وإبادتهـا ، وإمتصاص دمائها .

وإن كان عالماً شرعياً مسلماً علم أنّ أوَّل خطوة لفهم المعركة بين الإسلام ، وعدوِّه التقليدي التاريخي وهو الغرب الصليبي ، هو أن يُخرج ( الدروشة ) من أمِّ رأسه ، ويعرف من الذين يديـرون العالم بأشـدّ الوسائل إجرامـا وفسادا ، وكيف ، ولماذا يفعلون ذلك ؟

وأن ما يسمى بـ( المعاهدات ، والمواثيق الدولية السياسية ، ومؤسساتها ) ما هي إلاّ أدوات لتلك الإدارة الجائـرة " .

ونظرا لأهمية الكتب الخمسة التي أشار إلها الشيخ حامد في مقالته أحببت أن أيسر للقارئ بعض ما يتعلق بها للإستفادة منها :

1- "اعترافات قاتل اقتصادي" جون بيركنز تعريب الدكتور بسام ابو غزالة

Confessions of an Economic Hit Man - John Perkins

يمكن مراجعة قراءات مفيدة عنه سواء مؤيدة أو معارضة بالانجليزية من موقع ويكيبيديا على الرابط التالي:

http://en.wikipedia.org/wiki/Confessions_of_an_Economic_Hit_Man

ومن موقع أمازون على الرابط التالي :

http://www.amazon.com/Confessions-Economic-Hit-John-Perkins/dp/1576753018

وبالعربية من موقع السوسنة عنه وعن بفية الكتب:

http://www.assawsana.com/portal/newsshow.aspx?id=34122

وعن ندوة حول الكتاب مع المعرب غسان ابو غزالة :

http://www.alarabalyawm.net/pages.php?news_id=243855

2- "أمريكا والإبادات الثقافية..لعنة كنعان الإنجليزية" منير العكش - دار رياض الريس

وأهم ما كتب عنه قراءة للكاتب سيف دعنا تحت عنوان :المفكر منير العكش: إبادة الفلسطينيين هل تصبح حقيقة واقعية ؟ على الرابط التالي:

المفكر منير العكش: إبادة ...

3- " سي آي آيه والحرب الباردة الثقافية "

هكذا ذكره , وأصل الكتاب بالإنجليزية :

The Cultural Cold War: The CIA and the World of Arts and Letters - Frances Stonor Saunders

و لم يعده من الخمسة بل اعتبره مكملا ، قال : هو الذي أمضت الكاتبة البريطانية فرانسيس ستونو سوندرز أكثر من سنتين في جمع وثائقه في ستة صناديق : ، خلصت فيه إلى أن ألـ (سي آي إيه) نفسها ، قـد بذلت جهودا لاتوصف ، أنفقت عليها ميزانية هائلـة ، لكي تشتري الأنشطة الثقافية ، والإعلامية ، وحتـَّى مراكـز الفنون ، والآداب ، لوضعها في خدمة السياسة الأمريكية ، حتى صارت ألـ سي آي إيه كأنها راعية الفنون ، والآداب ، والثقافـة !!

ويمكن فراءة الكتاب بالإنجليزية من موقع أمازون على الرابط التالي:

http://www.amazon.com/Cultural-Cold-War-World-Letters/dp/156584596X#reader_156584596X

ويوجد تعريف بالكتاب والكاتبة وتعريب لمقال منه على موقع شبكة حضرموت العربية على الرابط التالي :

http://www.hdrmut.net/vb/t317490.html

ومن الكتب المفيدة في هذا المجال كتاب مجدي كامل : منظمات المجتمع المدني والجواسيس المقنعون وفيه توثيق مهم جدا تجد قراءة له مع نقل وثيقة أمريكية على الرابط التالي:

http://www.alwatanvoice.com/arabic/news/2010/06/07/150050.html

4- قال الشيخ العلي: وأمـّا الكتاب الثالث فهو كتاب تشومسكي " النظام العالمي القديم الجديد" ، حيث وضع المؤلف السياسة الأمريكية للسيطرة على الشعوب،وضعها تحت مبضع التشريح إلى أدقِّ التفاصيل،وكان فيه خبيرا عبقريا فـذّا.

والكتاب كما وجدته بالعربية هو :

النظام العالمي القديم والجديد/ نعوم شومسكي/ ترجمة: عاطف معتمد عبد الحميد/ القاهرة/ دار نهضة مصر للنشر والتوزيع/452 صفحة.

وبالإنجليزية

World Orders, Old and New, New York: Columbia University Press, 1994.

تجده في موقعه على الرابط التالي

http://www.chomsky.info/books.htm

ويمكن مطالعة بعضه بالإنجليزية من الرابط التالي :

http://books.google.com/books?id=CDt4iDHtJo4C&printsec=frontcover#v=onepage&q&f=false

5- كتاب " سادة العالم الجدد " لجون زيغلر صدرت نسخة معربة له عن مركز دراسات الوحدة العربية - بيروت 2003 لمحمد زكريا اسماعيل ونسخة أخرى عن دار سطور لمحمد مستجير كما ذكر في منتدى الوحدة العربية أحمد سالمي .

وكتب فهد العبدالله في منتدى الوحدة العربية عنه وأنقله لأن مراجعته تحتاج الى تسجيل دخول للمنتدى :

مؤلف الكتاب هو (جان زيغلر) شخصية سويسرية معروفة عالميًا، وهو اليوم مكلَّف من قبل الأمم المتحدة بوضع تقرير عن حق الغذاء في العالم، وقد سبق له شغل عدة مناصب سياسة ودولية، وهو عضو في مجلس الاتحاد السويسري ومندوب مكلَّف بمهام من قبل منظمات الأمم المتحدة.

له ما لا يقل عن عشرين كتابًا ودراسة تتناول المشاكل الاقتصادية والاجتماعية والنظام المصرفي في سويسرا والدول الغربية، وحركات المعارضة والثورة في إفريقيا والعالم الثالث، ولا يخفى أنَّه كاتب يساري اشتراكي النزعة، غير أنَّه جدي في دراساته وأبحاثه للمواضيع التي يتطرق إليها.

ومنذ عشرين سنة وأكثر وهو يشنُّ حمله عبر كتب ومقالات على الرأسمالية الغربية والسويسرية والأمريكية بنوع خاص، ويعمل على فضح الأساليب التي تستعمل من قبل الشركات الكبرى في العالم والمصارف لجني أرباح طائلة وللتهرب من الضرائب، ولكنه لا يُلقي الكلام جزافـًا بل يسمِّي الأشياء بأسمائها, ويُورد أرقامًا ومعلوماتٍ دقيقة موثوقة المصادر.

وفي هذا الكتاب الأخير يتحدَّث عن هذا التشجع لجني الأرباح بلا حدود، الذي تمارسه الشركات العالمية الكبرى، والتي يسمِّيها (أسياد العالم الجدد) ويعني بهذه التسمية بعض المصارف وشركات المضاربة بالأسهم.

ويخصُّ منظمة التجارة العالمية والبنك العالمي وصندوق النقد الدولي بعدة فصول، كاشفـًا عن الفلسفة التي تتحكَّم بتصرفاتها وقراراتها، كما يُبرز القوى والمؤسسات والحركات المتصدية لها في العالم، وقد يكون مبالغـًا في تضخيم الأخطار أو في قذف التهم على هذه المنظمات والمؤسسات أو منحازًا للفريق المعارض لها، غير أنَّ هذا لا يحول دون أهمية المعلومات الواردة في هذا الكتاب، وكشف أسرار ما يجري في كواليس الحرب المالية الجارية في العالم، والتي تلعب الشركات الكبيرة والحكومة الأمريكية دورًا أساسيًا في تسخيرها لمصالحها، والإلمام بكثير من المعلومات الهامة عن هذه الحرب الجديدة.

وإقرأ عنه على الرابط التالي :

http://www.albogoom.com/vb/showthread.php?t=57751

6- الكتاب الخامس كما عده الشيخ العلي هو " أفضل ديمقراطية يستطيع المال شراؤها". نشر الدار العربية للعلوم - ناشرون 2004 وهو من تأليف غريغ بالاست

وقد وجدت نبذة عنه للناشر:

قام غريغ بالاست "أعظم مراسل تحقيق في زمننا" (تريبيون ماغازين) وأسطورة بين الصحفيين في أربع قارات، وحده بكشف النقاب عن أكثر القصص فضائحية في العقد الماضي، بما فيها: كيف سرقت عائلة بوش الانتخابات في فلوريدا. كيف انتزعت شركة إنرون احتكار الطاقة بواسطة الغش والكذب والخداع.

هذه التحقيقات المحطة للتماثيل-إلى جانب تقارير مذهلة حول البنك الدولي وصندوق النقد الدولي ومنظمة التجارة العالمية ووال مارت وبات باترسون، والمزيد-موجودة ضمن مجموعة مثيرة من أكثر قصص بالاست تشويقاً. تعرض هذه التقارير، بعد تحديثها وتنقيحها، صورة صاعقة عن السلطة الفاسدة والأساليب السياسية للاقتصاد العالمي في زمننا الحاضر. كل من يؤمن بأن الديمقراطية لا يمكن شراؤها ينبغي أن يقرأ "أفضل ديمقراطية يستطيع المال شراءها" الملىء بالمقدرة العقلية الفائقة الممزوجة بالنقد اللاذع التي جعلت من غريغ بالاست العدو رقم واحد بين رجال السلطة والسياسيين الذين أفسدهم المال.

كذلك بمكن مراجعة عرض ابراهيم غرايبة على موقع الجزيرة.نت – المعرفة من الرابط التالي:

http://www.aljazeera.net/NR/exeres/74BDD457-D8CE-4710-A3DB-8583BCAE13D4.htm


[1] على خلافه مع الشيعة الإمامية وغيرهم من المسلمين كما يظهر في موقعه : http://www.h-alali.cc/

السبت، أكتوبر 30، 2010

تجمع العلماء المسلمين يزور رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان

تجمع العلماء المسلمين يزور رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان



29 - 10 - 2010

زار القصر الجمهوري وفد تجمع العلماء المسلمين برئاسة الشيخ أحمد الزين وعضوية الشيخ حسان عبدالله والشيخ علي خازم والشيخ مصطفى ملص والشيخ عبد الناصر جبري والشيخ زهير جعيد والشيخ حسين غبريس والشيخ ماهر مزهر
وقد هنأ التجمع فخامة الرئيس ميشال سليمان على الثقة التي حاز عليها بانتخابه نائبا لرئيسة القمة الفرانكوفونية ,كما هنأه على الإنجاز الذي حققه وزير الاتصالات شربل نحاس لجهة قرار الاتحاد الدولي للإتصالات المتعلق بإدانة اسرائيل على جرائمها في هذا القطاع .
وقد اطلع الوفد رئيس الجمهورية على المساعي واللقاءات التي يقوم التجمع بها لمنع حصول اي فتنة ودعوته الى ابقاء الخلافات السياسية بعيدة عن الطائفية و المذهبية، منوهاً بطريقة ادارة الرئيس سليمان للملفات الصعبة التي يواجهها البلد معلناً تأييده لما يقوم به , وعرض الوفد لفخامته أن المواطنين يعيشون قلقا إجتماعيا واقتصاديا مع موجة الغلاء المستشرية وضرورة ان تتصدى الحكومة لمتابعة شؤون الناس اليومية.
من جهته أكد الرئيس سليمان لوفد التجمع على أهمية الوحدة الوطنية ومتانتها مطمئنا إلى ان الأمور تسير بشكل ايجابي وأن الجميع مسؤول عن المحافظة على الصورة الجامعة للواقع اللبناني والتي تعطي الأمل للمؤمنين الحقيقيين من كل الأديان والمبادئ بامكانية العيش الوطني تحت سقف القيم والعقائد المشتركة .
واعتبر أن لبنان يشكل رسالة الى العالم تعتبر النقيض للدولة العنصرية القائمة على الغاء الآخر كما نشهد في الكيان الصهيوني بخصوص يهودية الدولة وقانون المواطنة الجديد وأنه على اللبنانيين حفظ هذه الرسالة ونقلها للعالم الذي يشهد انتكاسة فكرية على هذا المستوى شرقا وغربا .
وأنه ينبغي التمييز في لبنان بين حفظ حضور الطوائف وفقا للدستور وبين تسيييس الطائفة بما يسمح بتمثيل الطوائف من القوى والأحزاب السياسية المتنوعة بحسب برامجها وحضورها الانتخابي ووفقا لقانون انتخابي مناسب.
وأكد فخامة الرئيس بما يخص قلق المواطنين أنه أعطى التوجيهات اللازمة خلال الجلستين الأخيرتين لمجلس الوزراء تحديدا لاتخاذ المناسب بخصوص الوضع المعيشي والأمني .
وعن ملف شهود الزور  قال الرئيس إنه يملك تصورا للحل ولكنه سيعلنه في الوقت المناسب مؤكدا أن موقفه ليس رماديا أبدا في أي من القضايا المطروحة ولكن الذين لا يتفق معهم بالرأي يصنفونه كذلك.

الأربعاء، أكتوبر 27، 2010

لقاء تجمع العلماء المسلمين ورئيس تكتل التغيير والاصلاح النائب العماد ميشال عون


لقاء تجمع العلماء المسلمين ورئيس تكتل التغيير والاصلاح النائب العماد ميشال عون
استقبل رئيس تكتل التغيير والاصلاح النائب العماد ميشال عون، صباح اليوم في دارته في الرابية وفدا من "تجمع العلماء المسلمين" برئاسة الشيخ حسان عبد الله، وعضوية كل من: الشيخ زهير الجعيد، الشيخ علي خازم، الشيخ مصطفى ملص، الشيخ حسين غبريس والشيخ ماهر مزهر.
وتحدث باسم الوفد رئيس الهيئة الادارية الشيخ حسان عبدالله، فقال:"تشرفنا بزيارة الرئيس العماد ميشال عون، وتناولنا معه تأييد التجمع لكل ما ورد في رسالته الى السينودس والتي تدل على استيعاب تام لدور المسيحيين في الشرق ولمصلحتهم الحقيقية وتشدد على ان الرهان على الغرب لم يكن ابدا لمصلحتهم".

تابع:"أكدنا تأييدنا لكل خطواته في محاربة الفساد وان الرد على هذه الحملة من خلال تطييف الموضوع او مذهبته يؤكد احقية هذا التحرك وتورط المتهمين.

كما تداولنا في مسألة الخطر الصهيوني على المنطقة عموما وعلى المسيحيين والمسلمين خصوصا لجهة قرار العدو الصهيوني ليهودية الدولة وقانون المواطنة التي تؤدي الى تهجير المسيحيين والمسلمين وتمرير مشروع التوطين. وان العدو لو كرس مشروعه سيلجأ للحرب مما يؤكد على ضرورة المقاومة وجهوزيتها على سلاحها".

أضاف:"نقلنا للرئيس عون موقفنا المبدئي من المحكمة الدولية ورفضناها، وانها من ناحية اخرى مسيسة تسعى الى اتهام المقاومة انتقاما من انتصاراتها المتكررة وخصوصا في حرب تموز واجهاضها لمشاريع الشرق الاوسط الجديد.كما اكدنا ضرورة محاكمة الشهود الزور امام المجلس العدلي المحالة عليها قضية اغتيال الشهيد رفيق الحريري من حكومة ميثاقية ودستورية، في حين ان مشروع المحكمة الدولية قد اقر في حكومة غير ميثاقية".

وأوضح "نحن نؤكد ان محاكمة الشهود الزور كمقدمة لمعرفة مفبركيهم ومن يقف وراءهم حيث يقف القاتل الحقيقي. واكدنا لدولته رفض التدخل الاميركي السافر من خلال زيارة مساعد وزير الخارجية الاميركية جيفري فيلتمان الذي يريد الاستمرار بالمحكمة، ولو ادى ذلك الى خراب البلد. ونقول له لن نسمح لك بخراب البلد ولن يستفيد العدو الصهيوني من هذا الخراب".
وختم عبد الله: "اخيرا تدارسنا الوضع الاقتصادي الصعب الذي يمر به المواطنون والغلاء الفاحش للاسعار واتساع دائرة الطبقات الفقيرة واكدنا دور الدولة في ايجاد الحلول المناسبة لذلك والا فان الشارع سيثور ما يهدد الاستقرار في لبنان".

الثلاثاء، أكتوبر 26، 2010

"تجمع العلماء" والمستشارية الايرانية نظما مؤتمرا عن الحج وحدة وجهاد - الحج والأقليات المسلمة في العالم – الشيخ علي خازم

26/10/10 16:00 متفرقات - "تجمع العلماء" والمستشارية الايرانية نظما مؤتمرا عن الحج

رئيس زادة: ليس لنا الا طريق الوحدة والاخذ بسبيل مقاومة الغزو والفتنة

الزين: ما على اليهود الا ان يعودوا من حيث اتوا وان تزول اسرائيل كدولة

وطنية - 26/10/2010 اقام "تجمع العلماء المسلمين" في لبنان والمستشارية الثقافية للجمهورية الاسلامية الايرانية، مؤتمرا بعنوان"الحج وحدة وجهاد" في مطعم الساحة طريق المطار.

رئيس زادة

آيات من القرآن الكريم، ثم قدم المتحدثين مدير العلاقات العامة والاعلام في المستشارية الثقافية الزميل علي قصير، فألقى السيد محمد حسين رئيس زادة كلمة المستشارية الثقافية جاء فيها: "نتهيأ هذه الأيام لاداء العبادة الكبرى، نسافر طائعين راضين الى بيت الله الحرام لنحصل شهادة التوحيد في الحج المبارك". اضاف: "ان اهمية هذا السفر الدوري من كل سنة هي انه يمنح المسلم المؤمن فرصة الدخول من بوابة الحقيقة الى محراب القرب من الحق تبارك وتعالى، فالحج حركة سير وسلوك عظيمة نحو الله، الحج مظهر الامة الاسلامية ومدرستها التي ينبغي ان يلتزم المسلمون سبيلها لكي يفلحوا ويحققوا سعادتهم ونموهم الحضاري. ان عبادة الحج التي افترضها المولى جل شانه على الناس، انما هي اختبار لهم على مغادرة انانيتهم وغفلتهم ليدخلوا آمنين في فضاء الوحدانية، انها اللحظة المباركة التي يفارق فيها الانسان المؤمن النسيان ليتذكر الحقيقة العليا في الوجود وهي حضرة الله سبحانه". وتابع: "ان هذا البعد الانساني التدبيري لا ينفصل ابدا عن البعد الالهي العبادي، ذلك ما اراده الله تعالى لنا، تبعا لسنة نبيه الاعظم صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله الطاهرين وصحبه المنتجبين. وعلى ارض الحج الطاهرة تتجسد معاني الود والرحمة والاخوة الصادقة على قاعدة الايمان بالله الواحد الاحد، بل هي الارض الطاهرة التي منها ينهل المؤمنون القدرة والعزيمة على مقاومة الظالمين وطرد الغزاة والدفاع عن حياض الدين القيم. لقد شاء الحق تعالى ان يكون الحج فرصة نجاة وخلاص في الدنيا والآخرة ومناسبة لتحصيل حسن العاقبة من خلال الارتباط الوثيق لكل مسلم بقضاياه الكبرى والجهاد في سبيلها". وختم: "اننا اليوم امام استحقاق كبير، هو استحقاق الوحدة بين المسلمين، سنة وشيعة من اجل درء خطر الفرقة والتشتت وغلبة الاعداء، ان ما يجري في فلسطين ولبنان والعراق وسائر بلاد المسلمين التي تعيش حالة الاحتلال والغزو ينبغي ان يحملنا جميعا على ادراك ما نحن فيه من مخاطر، وليس لنا سوى طريق الوحدة والاخذ بسبيل مقاومة الغزو والاحتلال والفتنة السوداء، وبذلك فقط نكون قد افلحنا في أداء الحج الحقيقي وتلبية نداء التوحيد".

الزين

ثم القى رئيس مجلس الامناء في "تجمع العلماء المسلمين" الشيخ القاضي احمد الزين كلمة التجمع جاء فيها: "التزاما بالسياسة الشرعية التي تدعو للتشاور والتعاون بين المسلمين وبخاصة في هذه الظروف الصعبة التي تمر بها امتنا الاسلامية وما تواجه من اعتداء سواء كان ذلك في فلسطين او في لبنان او في العراق او في افغانستان او في كثير من بلاد افريقيا، وانسجاما مع ما نؤمن به وندعو اليه في تجمع العلماء المسلمين في لبنان من دعوة للوحدة الاسلامية والوحدة الوطنية، ونساند الى درجة الالتحام مع المقاومة الاسلامية في لبنان بقيادة سماحة السيد حسن نصر الله، وتأييد المقاومة الاسلامية في غزة ومواجهة ما تحيكه الولايات المتحدة الاميركية والصهيونية العالمية من مؤامرات لنشر الفتنة المذهبية وبخاصة بين السنة والشيعة والسعي المستمر للتفرقة بين المسلمين والمسيحيين، كل ذلك من اجل مواجهة المشروع الصهيوني في فلسطين والمشروع الشرق اوسطي الاميركي، ولكننا كما اشار الى ذلك رئيس الجمهورية الاسلامية الايرانية الدكتور محمود احمدي نجاد ان هذه المشاريع على طريق الانهزام وما على اليهود في فلسطين الا ان يعودوا من حيث اتوا وان تزول اسرائيل كدولة من الوجود في فلسطين". اضاف: "اننا في مؤتمرنا هذا ننوه بالفتوى التي اطلقها سماحة القائد السيد علي الخامنئي بتحريم النيل من امهات المؤمنين وصحابة رسول الله، كما ننوه بفتوى الامام الاكبر شيخ الازهر سماحة الشيخ احمد الطيب باعتبار المذهب الجعفري احد المذاهب الاسلامية والدعوة الى الوحدة بين جميع هذه المذاهب باعتبارنا امة اسلامية واحدة، واعلانه بصحة الصلاة خلف ائمة المذهب الجعفري". وختم: "لا بأس من اخباركم بأن المجلس الاداري في التجمع قد ارسل دعوة لسماحة الشيخ الطيب شيخ الازهر يدعوه فيها لزيارة لبنان ويهنئه على موقفه الاسلامي الوحدوي".

الجلسات

وبعد كلمات الافتتاح تحول المؤتمر الى جلسات فكانت الجلسة الاولى بعنوان "الحج عبادة ووحدة" ادارها الشيخ احمد العمري وتحدث فيها كل من الشيخ عبد الله حلاق عن "الحج وقضية فلسطين" تلاه الشيخ علي دعموش الذي تحدث عن "الحج والتواصل الحضاري بين المسلمين" ثم الشيخ علي خازم الذي تحدث عن "الحج والاقليات المسلمة في العالم". وختم الجلسة الاولى الشيخ خضر نور الدين وتحدث عن الحج ومنع الفتنة المذهبية بين المسلمين.

الجلسة الثانية كانت بعنوان "الحج معلم التضحية والفداء" ادارها الشيخ حسين غبريس وتحدث فيها كل من الشيخ ماهر حمود عن "الحج وثقافة الشهادة والفداء" تلاه الشيخ هشام خليفة وتحدث عن "البعد الروحي للحج". ثم تحدث الشيخ ابراهيم المصري عن "الحج مؤتمر الامة السنوي" وختم الجلسة السيد ابراهيم امين السيد وتحدث عن "دور الحج في مواجهة تحديات الامة". ===========ع.غ
========================================================================



الحج والأقليات المسلمة في العالم – الشيخ علي خازم

مؤتمر الحج وحدة وجهاد - المحور الاول : الحج وحدة وعبادة



مقدمة

الحج من مظاهر وحدة الأمة

الحج من أسباب قوة الأمة

الحج والأمة الواحدة

الاقليات مصطلح حديث لكن مضمونه قديم

الحج وقضية الاقليات والاقليات وقضية الحج

الاقليات ومفهوم الحج

الاقليات ورحلة الحج

الاقليات والسلطان والحج قديما وحديثا

الامة وقضايا الاقليات في الحج

الامة وحج الاقليات

اقتراحات

الحج والوحدة الإسلامية

الحج من العبادات التي نص القرآن الكريم على بعض عللها وغاياتها,حيث يمكن للمسلمين التحقق من استكمال القيام بها بمراقبة مستوى تحقق هذه الغايات وان لم يتعلق اداء هذه الفرائض بحصول هذه الغايات المجعولة لها كثمرة بخلاف الشروط والاركان التي تتقوم بها العبادة التي ان ارتفعت لم يتحقق للعبادة صورة بل ولا معنى .

قال تعالى: وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ {الحج/27} لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَّعْلُومَاتٍ عَلَى مَا رَزَقَهُم مِّن بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ {الحج/28} ثُمَّ لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ وَلْيُوفُوا نُذُورَهُمْ وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ {الحج/29}.

وتتنوع المنافع المذكورة كما يتنوع شهودها.

فان يشهد الحجاج منافع لهم يعني ان تحضرعندهم تلك المنافع حضورا يعيشونه على تنوعها بين المادي والمعنوي من جهة, وما ينعكس من اجتماعهم على العالم الخارجي بما يعود تاثيره عليهم من جهة اخرى.

الحج من مظاهر وحدة الأمة:

من ابرز آثار الحج ما يظهر من حجم الحضور البشري في أدائه على اختلاف في الجنس والعمر والجنسية والعرق والموقع الاجتماعي , وما يلحق بهذا الاجتماع الهائل من اتساق مدهش في اداء مناسك الحج حتى يخال الناظر اليه انه يراقب سيلا لا يد لافراده فيه.

وهذا اهم مظهر لوحدة الامة الاسلامية.

ولا يتأتى هذا المظهر عفوا بل هو مطلوب قد نصت عليه آيات وروايات قال تعالى :

الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَّعْلُومَاتٌ فَمَن فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلاَ رَفَثَ وَلاَ فُسُوقَ وَلاَ جِدَالَ فِي الْحَجِّ وَمَا تَفْعَلُواْ مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللّهُ وَتَزَوَّدُواْ فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُوْلِي الأَلْبَابِ {البقرة/197} لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَن تَبْتَغُواْ فَضْلاً مِّن رَّبِّكُمْ فَإِذَا أَفَضْتُم مِّنْ عَرَفَاتٍ فَاذْكُرُواْ اللّهَ عِندَ الْمَشْعَرِ الْحَرَامِ وَاذْكُرُوهُ كَمَا هَدَاكُمْ وَإِن كُنتُم مِّن قَبْلِهِ لَمِنَ الضَّآلِّينَ {البقرة/198} ثُمَّ أَفِيضُواْ مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ وَاسْتَغْفِرُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ {البقرة/ 199} فَإِذَا قَضَيْتُم مَّنَاسِكَكُمْ فَاذْكُرُواْ اللّهَ كَذِكْرِكُمْ آبَاءكُمْ أَوْ أَشَدَّ ذِكْرًا فَمِنَ النَّاسِ مَن يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا وَمَا لَهُ فِي الآخِرَةِ مِنْ خَلاَقٍ {البقرة/200} وِمِنْهُم مَّن يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ {البقرة/201} أُولَئِكَ لَهُمْ نَصِيبٌ مِّمَّا كَسَبُواْ وَاللّهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ {البقرة/202}وَاذْكُرُواْ اللّهَ فِي أَيَّامٍ مَّعْدُودَاتٍ فَمَن تَعَجَّلَ فِي يَوْمَيْنِ فَلاَ إِثْمَ عَلَيْهِ وَمَن تَأَخَّرَ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ لِمَنِ اتَّقَى وَاتَّقُواْ اللّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ {البقرة/203}

في هذه الايات نص على ثلاثة مواقع يجتمع فيها الحجيج وتتجلى صورة الوحدة فيها باجلى معالمها:

الوقوف في عرفات والافاضة منها ثم التاكيد على الافاضة من حيث افاض الناس الذي الغى ما كانت قريش وحلفاؤها يميزون به انفسهم عن بقية الحجيج فقد ذكر المفسرون ان قريشا وحلفائها وهم الحمس كانوا لا يقفون بعرفات بل بالمزدلفة وكانوا يقولون : نحن اهل حرم الله لا نفارق الحرم فأمرهم الله سبحانه بالافاضة من حيث افاض الناس وهو عرفات.

الحج من اسباب قوة الأمة:

وقد اكدت جملة من الاحاديث على معنى الوحدة والقوة في مناسك الحج فعن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:"حجوا تستغنوا" وقال:"الحج ينفي الفقر" وتفسير ذلك ما يلقاه المسلمون من رعاية بعضهم البعض في قضاء حوائجهم ليكونوا مصداق حديثه صلوات الله عليه كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضا او يتداعى بعضهم لبعض بالسهر والحمى فيكونون بذلك جسدا واحدا او امة واحدة .

وعن امير المؤمنين علي بن ابي طالب عليه السَّلام :

" ... جَعَلَهُ سُبْحَانَهُ وَ تَعَالَى لِلْإِسْلَامِ عَلَماً ... "

و يقول ( عليه السَّلام ) في حديث آخر :

" فَرَضَ اللَّهُ الْإِيمَانَ تَطْهِيراً مِنَ الشِّرْكِ ، وَ الصَّلَاةَ تَنْزِيهاً عَنِ الْكِبْرِ ، وَ الزَّكَاةَ تَسْبِيباً لِلرِّزْقِ ، وَ الصِّيَامَ ابْتِلَاءً لِإِخْلَاصِ الْخَلْقِ ، وَ الْحَجَّ تَقْرِبَةً لِلدِّينِ ... " نهج البلاغة : 512 ، طبعة الشيخ صبحي الصالح .

أي أن الحج سببٌ لتقارب الأمة الإسلامية و تماسكها و وحدتها و رَصِّ صفوفها ، و قد نُقِلَ هذا الحديث بلفظ آخر هو : " ... وَ الْحَجَّ تَقْويَةً لِلدِّينِ ... ، أي أن الحج منشأ قوة الدين الإسلامي و حيويته .

و مما جاء في خطبة للسيدة فاطمة الزهراء ( عليها السلام ) :

" ... فجعل اللّه الإيمان تطهيرا لكم من الشرك ، و الصلاة تنزيها لكم عن الكبر ، و الزكاة تزكية للنفس ، ونماء في الرزق ، و الصيام تثبيتا للإخلاص ، و الحج تشييداً للدين ... " .

الحج والأمة الواحدة بين المذهبية والقومية:

اتباع مذهب معين, واختلاف المسلمين في موارد متعددة في ايامهم العادية امر شائع ,لكننا لو حاولنا تتبعه في اعمال الحج فاننا بالكاد نستطيع ملاحظته خاصة اذا ما نظرنا الى الحجيج في اثناء اداء المناسك فالطواف حول البيت واحد وفي اتجاه واحد والصلاة واحدة والسعي بين الصفا والمروة كذلك ثم لايتخلف احد عن الوقوف بعرفات او المشعر حتى رجم الشياطين والتضحية والحلق او التقصير يقوم بها المسلمون ويقدمون لبعضهم العون دونما سؤال عن مذهب او خلاف.

ومن يتيسر له الاطلاع على مشاهد الحجيج من مواقع مشرفة يدرك صحة المقولة:"ويل للمسلمين اذا لم يعرفو معنى الحج, وويل لاعداء الاسلام اذا ادرك المسلمون معنى الحج".

في الحج ترجع المذهبية الى صورة الطريق الموصل الى الله وهي الصورة التي يقبلها العاقل اللبيب فلا رفث ولافسوق ولا جدال في الحج ,وغاية ما يبحثه المسلم مع اخوانه ان تيسر لهم التفاهم اللغوي ان يتعرف كل منهم عن بلاد المسلمين وما تعيشه من قضايا حيوية وان يراجعوا صورة الامة في الكون وهذا المعنى من معاني المنافع خاصة اذا كان الحوار بين اولي الامر من سياسيين وعسكريين واقتصاديين وعلماء في كافة الاختصاصات, فتحضر قضايا الامة الكبرى كالقضية الفلسطينية ومتعلقاتها في الاراضي العربية الاخرى المحتلة,كما الاحتلالات الواقعة في اماكن اخرى من العالم الاسلامي.

وتحضر ايضا قضايا التنمية والحرية والمساواة ويستفاد من تجارب الشعوب لاصلاح عام يسهم في تعميم المنافع ليشهدها العالم كله مسلما كان او غير مسلم.

الحج يرفع الإحساس بالغربة كما يرفع الإحساس بالأقلوية - إذا جاز التعبير - إذ تتصل الأقليات القومية المسلمة بالأمة الكبيرة وتكون في رحلة الحج ومناسكه وجغرافيته وزمانه مندكة في مفهوم الأمة الواحدة من الناحية الشعورية المعنوية ومن ناحية الأحاسيس والحاجات المادية الشخصية والنوعية.

الاقليات مصطلح حديث لكن مضمونه قديم:

وأشير هنا الى أن مفهوم "الأقليات المسلمة" وإن كان مضمونه موجودا عبر التاريخ الإسلامي بتعابير مختلفة قد ورد رسميا لأول مرة في بيان الهيكل التنظيمي لرابطة العالم الإسلامي المنشأة بموجب قرار صدر عن المؤتمر الإسلامي العام الأول الذي عقد بمكة المكرمة في 14 ذي الحجة 1381هـ - 18 مايو 1962م. ومن الواضح أن المراد به كونهم كذلك نسبة إلى غيرهم في نفس الدولة من جهة الدين وإلا فإن العدد نفسه من المسلمين في دولة مثل الهند قد يفوق عدد نفوس مجموعة من الدول الإسلامية.

الحج وقضية الأقليات والأقليات وقضية الحج:

تظهِّر رحلة الحج قضية الأقليات المسلمة اكثر من غيرها من شعائر الإسلام لأنها تنقلها من واقعها الإقليمي الضيق إلى رحاب العالمية من خلال عدة عناوين جدلية :

مدى الحرية الدينية الذي تتيحه الدولة للأقليات , مفهوم الأقليات الإسلامية للحج وما يعنيه من ارتباط بمركز الوحي والرسالة والآثار الإسلامية من جهة , ونفس الرحلة ومقتضياتها من جهة أخرى . وموقف "الأكثرية" الإسلامية إن صح التعبير من هذه الأقليات وقضاياها...

اضف إلى ذلك أنَّ رحلة الحج وإن كانت أجمل وأهم أحلام أي مسلم لكنَّ مفهوم الأقليات للحج يتضمن بعدا شعوريا خاصا بها , وهو ناشئ عن الإحساس بالإختلاف عن المحيط الجغرافي والديمغرافي بل التاريخي أحيانا.

فإذا لاحظنا أنّ غالبية الأقليات الإسلامية والبالغ عدد أفرادها خمسمائة مليون نسمة عام 2004 أي ما يفوق ثلث عدد المسلمين ويقارب النصف تعيش في مستوى إجتماعي يغلب عليه الفقروالبطالة والصراعات الإجتماعية والمسلَّحة أحيانا أدركنا حجم المعاناة في ممارسة التدين عموما و في مسألة أداء فريضة الحج خصوصا الأمر الذي يزيد التعلق العاطفي بالأماكن المقدسة والرغبة في زيارتها.

الاقليات والسلطان والحج قديما وحديثا:

لم أجد في ما بين يدي من مصادر ولعله موجود ما فيه تفصيل عن رحلة الحج للأقليات المسلمة قديما لكن يمكن الحديث عن الصعوبات التي عانتها هذه الأقليات حديثا من جهات عدة :

أولها الكلفة المادية ونوعية وسائل السفر لأننا نتحدث عن المسلمين في أطراف بعيدة عن مكة المكرمة.

ثانيا العراقيل التي وضعتها كثير من الحكومات خصوصا في فترة الحكم الشيوعي في الإتحاد السوفياتي والصين.

وجديد هذه العراقيل ما ما جاءت به الأخبار في هذه السنة عن الهند مثلا من أنها قررت وقف الدعم عن الوقود الخاص بطائرات الحج مما سيرفع كلفته المادية وكذلك وقف تقديم التسهيلات المالية الأخرى الأمر الذي سيرفع الكلفة المالية التي تتعلق بها الإستطاعة مما سيقلل عدد الحجيج الهنود.

كذلك ذكرت إدارة الدولة للشئون الدينية بالصين في الثلاثاء، 8 فبراير 2011 أنها ستحظر رحلات الحج الخاصة إلى مكة المكرمة، وستقصر تنظيمها ذلك على الجمعية الإسلامية الصينية (أعلى سلطة دينية لمسلمى الصين)، وستحسن خدمات الطيران العارض للحجاج المسلمين الصينيين، علماً بأن ما يزيد على 13 ألف مسلم صينى قد أدوا فريضة الحج إلى مكة المكرمة العام الماضى على متن طيران عارض.

وكانت الصين قد أوفدت رسميا أول بعثة من الحجاج إلى الديار المقدسة عام 1955، ولم يتجاوز عددها آنذاك العشرين فردا، وطيلة عشرات السنوات من الحكم الشيوعى الصارم - فى دولة لا دينية لم يكن النظام يحبذ تنظيم وممارسة الشعائر الدينية بمختلف أنواعها- ظل المسلمون الصينيون محرومين من أداء خامس فريضة فى الإسلام.

واستمر هذا الوضع إلى غاية دخول الصين عصر الانفتاح والإصلاح الاقتصادى، حيث قررت فى عام 1979 استئناف إرسال مندوبين حكوميين من الأقليات المسلمة العشرة لتمثيل الدولة بشكل رسمى فى موسم الحج، وفى عام 1986 أدخلت إجراءات تنظيمية إضافية أتاحت حرية أكبر فى الممارسة الدينية، وتنظيماً وتأطيراً لمناسك الحج.

وتمارس السلطات الصينية عمليات تنظيم الشئون الدينية لمسلميها عبر "الجمعية الإسلامية الصينية" التى تراقب كل الأنشطة الدينية بما فى ذلك المساجد ومدارس التعليم الدينى الإسلامى والحج والعمرة.

اقتراحات:

إنشاء صندوق عالمي لدعم تمكين حج المسلمين من الأقليات تتكون مصادره من من الدول والهيئات والأفرادويتولى تأمين فرصة الحج للناس العاديين لتأثير ذلك فيهم وأسرهم حيث إن الدول الإسلامية تعمل عادة على استضافة االرسميين والشخصيات الفكرية والإجتماعية لكن ذلك لا ينعكس بالصورة نفسها تعزيزا للمشاعر الشعبية وارتباطها بالإسلام.







الاثنين، أكتوبر 25، 2010

لقاء تجمع العلماء المسلمين بالرئيس نبيه بري

الصورة من الأرشيف

لقاء تجمع العلماء المسلمين بالرئيس بري - السبت 23-10-2010

التجمع يدعم خطوات الرئيس بري لمعالجة الوضع السياسي المتأزم بخاصة دعوته للتوافق السعودي - السوري الذي ينعكس خيرا على الساحةاللبنانية

الوحدة الاسلامية والوحدة الوطنية أساس الاستقرار لمواجهة الخطر الخارجي

استقبل دولة رئيس مجلس النواب اللبناني الاستاذ نبيه بري في حضور نائب رئيس المكتب السياسي في حركة "أمل" الشيخ حسن المصري وفد تجمع العلماء المسلمين برئاسة الشيخ أحمد الزين والشيخ علي خازم والشيخ مصطفى ملص من مجلس الأمناء واعضاء الهيئة الادارية الشيخ حسان عبدالله والشيخ عبد الناصر جبري والشيخ حسين غبريس والشيخ زهير جعيد والشيخ محمد عمرو والشيخ ماهر مزهر، وكان عرض للتطورات.

وقال الشيخ أحمد الزين، باسم التجمع، بعد اللقاء: "سررنا بلقاء الرئيس بري في هذا الظرف الدقيق الذي يمر به الوطن وبخاصة ما تعمل له دوائر استخباراتية لبث الفتنة بين المسلمين، حيث تداولنا في الاجراءات المناسبة للوقوف بوجهها وإجهاضها في مهدها، وقد كانت وجهات النظر متفقة في كل ما طرح وأكدنا له تأييد التجمع للخطوات التي يقوم بها لمعالجة الوضع السياسي المتأزم بخاصة دعوته للتوافق السعودي - السوري الذي ينعكس خيرا على الساحةاللبنانية. وأكدنا ضرورة محاكمة الشهود الزور مقدمة للتوصل الى مفبركيهم ما يوصلنا الى معرفة من قتل الرئيس الشهيد رفيق الحريري. كما أكدنا أن موقفنا الرافض للمحكمة الدولية هو موقف شرعي بعدم اللجوء الى الطاغوت المتمثل اليوم بالولايات المتحدة الاميركية والكيان الصهيوني اللذين يقفان خلف هذه المحكمة في حين أنهما المتهمان الرئيسيان في عملية الاغتيال، واعتبرنا ان ما ستتوصل اليه هذه المحكمة المسيسة هو اتهام سياسي باطل بدأ بسوريا ويتجه اليوم نحو المقاومة، ولا نعرف الى من يتجه لاحقا، لانهم يريدون من هذه المحكمة استخدامها كعصا غليظة يلوحون بها لكل من يعارض سياستهم في المنطقة".

أضاف:"استنكرنا التدخل والتسلل المشبوه لنائب وزيرة الخارجية الاميركي جيفري فيلتمان المتضرر من حال الوفاق الحاصلة في البلد وأكدنا أن اللبنانيين يتحلون بالوعي الكافي كي لا ينجروا وراء ما تخطط له الولايات المتحدة الاميركية خدمة للكيان الصهيوني. وأكدنا أيضا على الوحدة الاسلامية ووقوفنا جميعا وبدعم ومساندة من الرئيس بري بوجه اي فتنة يخطط لها أعداء الامة والوطن، ونوهنا في هذا المجال بالفتوى الصادرة عن سماحة الامام الخامنئي والكلام الطيب لسماحة شيخ الازهر الامام احمد الطيب، داعين الى مواقف مشابهة من كل علماء الأمة".

السبت، أكتوبر 23، 2010

تجمع العلماء المسلمين يلتقي سوسان وعسيران وحمود: الوحدة الاسلامية في مواجهة محاولات إثارة الفتنة

تجمع العلماء المسلمين يلتقي سوسان وعسيران وحمود:
الوحدة الاسلامية في مواجهة محاولات إثارة الفتنة
صيدا ـ صحف ومواقع ووكالات
جال وفد من تجمع العلماء المسلمين في لبنان برئاسة الشيخ أحمد الزين ومشاركة الشيخ حسان عبدالله والشيخ علي خازم والشيخ زهير جعيد والشيخ محمد عمرو والشيخ ماهر مزهر والشيخ غازي حنينة والشيخ حسين غبريس على فاعليات صيدا الروحية، فزار الوفد مفتي صيدا واقضيتها الشيخ سليم سوسان ومفتي صيدا والزهراني الجعفري الشيخ محمد عسيران وإمام مسجد القدس الشيخ ماهر حمود حيث جرى عرض للأوضاع على الساحتين الداخلية والاسلامية.

عبد الله

اثر اللقاء مع المفتي سوسان تحدث الشيخ حسان عبد الله بإسم الوفد فقال: زرنا سماحة الشيخ سليم سوسان الذي نكن له كل مودة واحترام وتقدير وتباحثنا في شؤون الساحة الاسلامية اليوم وركزنا على موضوع الوحدة الاسلامية الراسخة في نفوس المسلمين في لبنان والتي لن تؤثر فيها المؤامرات الساعية من اجل فتنة مذهبية. اتفقنا على أنه لا يجوز أن يحمل المذهب تبعات كلام فلان من هنا أو فلان من هناك مهما علا أو صغر شأنه لأن الذي يستفيد من الفتنة المذهبية هم اعداء الأمة وخاصة الكيان الصهيوني، ورأينا أن ما يحصل اليوم على صعيد تصعيد وتسعير اجواء الفتنة يستهدف التغطية عما يحصل في المفاوضات بين السلطة الفلسطينية والكيان الصهيوني التي تستهدف تمييع وانهاء القضية الفلسطينية تحت عنوان قانون المواطنة او يهودية الدولة الصهيونية. نؤكد على أن صيدا ستبقى دائما عرين المقاومة وبوابة الجنوب منها انطلقت المقاومة ومنها ستستمر في مواجهتها للعدو الصهيوني. لصيدا دور كبير باطيافها السياسية والمذهبية والطائفية، هي صيدا الوطن التي نلجأ اليها في الملمات ومن اهم المواقع في هذه المدينة الكبيرة دار الفتوى وسماحة الشيخ سليم وهو ركن اساسي وداعم اساسي لخط الوحدة الاسلامية الذي يتبناه تجمع العلماء المسلمين وللمقاومة التي هي عنوان عزة وكرامة الأمة.

سوسان

من جهته قال المفتي سوسان: اللقاء هو في اطار التواصل والتشاور في ما يخص وحدة الصف الاسلامي، ووحدة المسلمين بصرف النظر عن البعد السياسي في هذا البلد. نحن نؤكد على هذا اللقاء وهذا التشاور وهذا الاجتماع بين حين وحين. وفي ما يخص نبذ الفتنة المذهبية والطائفية نحن نؤكد على وحدة هذا البلد في مؤسساته وفي ارضه وفي شعبه. من صيدا من هذه المدينة التي تتمسك بقيمها وبثوابتها الايمانية والوطنية وتتحمل ما تتحمل من اجل هذه الثوابت وفي مقدمتها قضية فلسطين والقدس والأقصى، ووحدة المسلمين ووحدة لبنان والدفاع عن هذه الأرض وعن الانسان في هذه المنطقة من لبنان امتداداً الى الجنوب وحفاظاً على المقاومة التي حملت مع جيشنا الوطني ومع الشرفاء في هذا الوطن اعباء الدفاع عن الأرض وعن الانسان في هذا الوطن العزيز.

عسيران

واثر استقباله الوفد العلمائي توجه المفتي الشيخ محمد عسيران بتحية اكبار الى شيخ الجامع الأزهر الدكتور الشيخ أحمد الطيب على مبادرته الطيبة معتبرا ان الاسلام هو الكلمة الجامعة يجتمع كل المسلمين حول كلمة لا اله الا الله بأبعادها ومفاهيمها وان المسلمين امة واحدة يجب عليهم أن يتعاطوا مع بعضهم البعض كالبنيان المرصوص. وقال: وعلى صعيد الساحة اللبنانية نتوجه لكل الساسة اللبنانيبن بأن يراعوا اوضاع واحوال الشعب اللبناني وان يبتعدوا عن الفتنة وان يبعدوا الناس عن الفتن مثمنين ما جاء على لسان دولة الرئيس سعد الحريري في الابتعاد عن الفتنة واراقة الدماء في لبنان لأن اسرائيل واعوانها تسعى للفتنة. وما مجيء فيلتمان الى لبنان بعد زيارة رئيس جمهورية ايران الاسلامية الى لبنان الا ليؤكد ان الولايات المتحدة تسعى لفتنة في لبنان اكد على ذلك بان كي مون في كلامه الموجه لسلاح المقاومة ولوجوب نزعه واخراجه وكأن اسرائيل لا تملك رؤوساً نووية ولا تملك سلاحاً وانها غير معتدية مع العلم وعلى شاشات التلفزة كل يوم يطالعنا العدو الصهيوني بمقولة الاعتداء على لبنان وعلى الشعب الفلسطيني في الداخل.

حمود

وبعد زيارة الشيخ ماهر حمود أكد الشيخ حسان عبد الله "أن الجولة تأتي لزيارة مدينة صيدا بوابة المقاومة ومعقلها، لزيارة رجال الدين، حيث التقينا المفتيان سوسان وعسيران والشيخ حمود، وتم التداول في موضوع الوحدة وما يخطط من فتن لتقسيم الأمة الى أقطاب متسارعة يستفيذ من ذلك العدو الصهينوني، واثارة الفتنة الهدف منها التعمية عما يجري في المفاوضات واجهاض القضية الفلسطينية تحت عنوان يهودية الدولة، ولم يستطع العرب مواجهة ذلك إلا بإعطاء مهلة شهر، وهذا أمر معيب".
وقال: لا حل مع مسألة الإحتلال الصهيوني للأرض سوى بالمقاومة التي اثبت نجاعتها، لذلك هم يعملون من خلال الفتنة المذهبية لإيقاع بأس المؤمنين فيما بينهم كي تنحرف المقاومة عن توجهها الأساسي في الدفاع عن الأرض ومنهاضة الإحتلال، ونقصد بالمقاومة ليس "المقاومة الإسلامية" في لبنان، بل في كل العالم الإسلامي ككل، المقاومة في غزة وافغانستان والعراق ولبنان.
وأضاف: هناك مواجهة بين نهج المقاومة ونهج الإحتلال، الذي أثبت المقاومة أنها الخيار الوحيد، فلم تؤمن المفاوضات أي انسحاب عزيز من الأراضي التي احتلها العدو الصهيوني سوى بالمقاومة، أما من خلال المفاوضات فالإحتلال كان يخرج من الباب ليدخل من النافذة، ونحن نقوم كـ "تجمع العلماء المسلمين" بهذه الزيارة للتأكيد على الوحدة بين المسلمين والتخطيط للصراع مع العدو الإسرائيلي بكل الوسائل والوحدة الإسلامية.
بدوره الشيخ ماهر حمود قال: نرحب بوفد "تجمع العلماء المسلمين" خصوصاً في هذه الفترة العصيبة التي يتأمر فيها العالم على ايجاد فتنة بين السنة والشيعة، من افغانستان والعراق وصولاً الى لبنان، الذي يتم فيه ضخ كمية كبيرة من التحريض من خلال بعض وسائل الإعلام والشخصيات المشبوهة، والهدف الرئيسي هو محاصرة المقاومة بعدما فشل عدوان تموز وأحداث آيار 2008.
وأضاف: كل هذه المحاولات الهدف منها زرع الشقاق بين المقاومة وبين جمهورها، لتأتي المؤامرة المذهبية، ولكن بإذن الله ستتجاوز المقاومة وجمهورها هذه الفتنة كما تجاوزت كل المؤامرات لأن مفاهيم المقاومة تجمع المسلمين ولا تفرقهم، وسيزهق الله الباطل بإذن الله تعالى، ونحن نحتاج الى جهود جميع المخلصين من القاصي والداني فكل من يستطيع صد الفتن مبارك عند الله عز وجل.

الخميس، أكتوبر 21، 2010

وفد تجمع العلماء المسلمين يزور دار الفتوى في الشمال ويلتقي سماحة المفتي مالك الشعار

وفد تجمع العلماء المسلمين يزور دار الفتوى في الشمال ويلتقي سماحة المفتي مالك الشعار
- المفتي الشيخ مالك الشعار :  لا مكان للفتنة السنية الشيعية بيننا في لبنان وأهلنا بلبنان بوحدتهم سيتصدون لكل العابثين بالعيش المشترك والسلم الاهلي .
- الشيخ حسان عبد الله : ما يحاك من فتنة مذهبية بين السنة والشيعة مؤامرة للتغطية على المفاوضات بين الفلسطينيين والكيان الصهيوني من أجل تصفية القضية.
يارة الشيخ الشعار20-10-2010.jpg التقى مفتي طرابلس والشمال الدكتور الشيخ مالك الشعار في مكتبه بدار الفتوى بطرابلس وفد" تجمع العلماء المسلمين" برئاسة القاضي الشيخ أحمد الزين وعضوية رئيس الهيئة الإدارية الشيخ حسان عبدالله،والشيخ علي خازم والشيخ ماهر مزهر والشيخ زهير جعيد والشيخ حسين غبريس والشيخ مصطفى ملص والشيخ محمد عمرو والسيد عباس الموسوي،بحضور أمين عام حركة التوحيد الإسلامي الشيخ بلال شعبان ومنسق عام جبهة العمل الإسلامي الدكتور عبدالناصر جبري وأمين الفتوى الشيخ محمد إمام ومدير مكتب المفتي الشعار الدكتور الشيخ ماجد الدرويش.
إثر الزيارة، أدلى الشيخ حسان عبدالله بتصريح جاء فيه: تشرفنا بزيارة سماحة الدكتور الشيخ مالك الشعار مفتي طرابلس والشمال باسم تجمع العلماء المسلمين لنؤكد على التواصل المستمر مع هذه الدار الكبيرة والكريمة ومع سماحته، وثانيا للتأكيد على ان كل ما يحاك من فتنة مذهبية في العالم اليوم بين السنة والشيعة إنما هي مؤامرة تستهدف التغطية على ما يحصل في المفاوضات بين السلطة الفلسطينية والكيان الصهيوني من أجل تمييع القضية وإنهائها.
أضاف: إننا نؤكد أن المسلمين سيكونون من خلال رعاية العلماء يدا واحدة ولن تمر هذه الفتنة كما يخطط لها الأعداء بإذن الله، وأكدنا على ضرورة صيانة المقاومة وحفظها والنأي بها عن أي صراعات داخلية أو خارجية كي تتفرغ المقاومة لقتال العدو الصهيوني والوقوف بوجهه وحماية الوطن.
 وتابع:أكدنا أيضا على ضرورة الإلتحام الداخلي والوحدة الداخلية سواء بين المسلمين والطوائف الأخرى أو بين المسلمين أنفسهم، ونؤكد بشكل واضح وصريح أن موضوع الفتنة المذهبية اليوم يعمل لها، ولكن لن تمر هذه المؤامرة بسبب وجود علماء واعين أمثال المفتي الشيخ مالك الشعار وان الفتاوى التي صدرت سواء عن سماحة الإمام الخامنئي بموضوع عدم المس بمقدسات المسلمين لأي فئة انتموا وخاصة زوجات النبي والصحابة رضوان الله عليهم، وايضا ما صدر عن شيخ الأزهر الشيخ احمد الطيب ما يؤكد الكلام الطيب الصادر عنه أن هذه الأمة بخير طالما أنه يتوفر لها قادة مخلصون  أمثال سماحة المفتي الشعار وسنظل على تواصل معه لما فيه مصلحة المسلمين واللبنانيين.
 وأدلى المفتي الشعار بتصريح جاء فيه:كنت أنتظر هذه الزيارة التي آمل ان تستمر من اجل أن نتواصى واياهم بالحق والصبر وان نتعاون من اجل تحقيق المصلحة الإسلامية لما له علاقة بين السنة والشيعة وكلاهما مسلم ومؤمن ولتحقيق المصلحة الوطنية على مستوى وطننا العزيز لبنان.
  أضاف: ان ما تفضل به رئيس الوفد ورئيس التجمع هو من الامور التي ينبغي ان نوليها اهتمامنا، وقد كانت الرؤى، إلى حد كبير متطابقة ومتجانسة وليس هذا بغريب، فمنهجنا واحد ومنطلقنا واحد وهو تحقيق المصلحة الإسلامية والوطنية من خلال فهمنا الديني.
 وتابع: لا شك أن هناك أصواتا شاذة في المجتمع تتناول الخلاف السياسي من منظار مذهبي أو ديني من شأنه أن يتنامى-لا قدر الله-وان يكون سببا في احتقان الأجواء والمناخ السياسي مما يؤدي إلى تصادم بين أبناء الدين الواحد والبلد الواحد.
 ورأى الشعار ان هذه اللقاءات سد منيع وحصن لدرء أي فتنة من الفتن وقال: أعلنا سابقنا ونعلن بان أي تقاتل بين المسلمين سنة وشيعة حرام حرام كما أن التقاتل بين المسلمين والمسيحيين حرام كذلك.
و ختم: من هذه المنطلقات نلتقي من أجل القيام بما ينبغي لإرساء قواعد الوعي عند جماهيرنا واهالينا وبلدنا ومن أجل ان يسود المناخ الديني السمح  والوطني الرحب لندرك أن مصلحة الوطن ومصلحة الإنسان ينبغي ان تقدم على كل شيئ.
 ثم أولم المفتي الشعار لضيوفه في مطعم أبو النواس بطرابلس.

  

الأربعاء، أكتوبر 06، 2010

نصُّك كان "برانياً" بكل معنى الكلمة

كتب غسان المفلح تعليقاً على مقالات محور "مع رمزية رحيل كامل الأسعد:علاقة الشيعة بالكيان اللبناني بين الماضي والحاضر" بعنوان :هل أصبحت الشيعية السياسية طرفاً برّانياً في الكيان اللبناني ؟ نشرته النهار الخميس 23 أيلول 2010 - السنة 78 - العدد 24171 وكتبت تعقيبا بعنوان : إلى غسان المفلح : نصُّك كان "برانياً" بكل معنى الكلمة , نشرته النهار الأحد 03 تشرين الأول 2010 - السنة 78 - العدد 24181 ولكن حذفت منه الحواشي لضيق المجال .
هنا النص والتعقيب كاملا
النص:
تعليقاً على مقالات محور "مع رمزية رحيل كامل الأسعد:
علاقة الشيعة بالكيان اللبناني بين الماضي والحاضر"
هل أصبحت الشيعية السياسية طرفاً برّانياً في الكيان اللبناني ؟
بقلم غسان المفلح
معذرة على تدخلنا في هذا الملف الشائك والمعقد لبنانيا وإقليميا، ولكن عنوان الملف لفت نظري، ووضعته عنوانا لهذا التدخل لكنه عنوان "غير بريء" ينبئ وكأن الطائفة الشيعية الكريمة هيكل برّاني على الكيان اللبناني؟ وهذا أمر يوضح حقيقة أخرى يتضمنها العنوان، وهي أن صاحبه لا يعترف بلبنان أصلا، ومع ذلك سنتجاوز هاتين الملاحظتين مبدئيا، لنقل إن لبنان قام بمسيحييه ومن أجلهم أيضا، ولم يشعر سنته بالاغتراب بحكم محيطهم العربي السني، لم يشعروا بأنهم انفصلوا عن محيطهم العربي عبر سوريا الحاضن العروبي حتى عام 1974، حيث بدأت سوريا تعد العدة لكي تكون طرفا لبنانيا داخليا، ويعود هذا الأمر للرئيس الراحل حافظ الأسد، وللقوى السياسية اللبنانية آنذاك، وخاصة المسيحية منها.
وأيضا لهذا البحث التاريخي إشكالياته المتعددة، والتي تجبرنا على الدخول على خط الممارسة السياسية السورية لبنانيا، وهذا أمر تطرقت إلى جانب منه نجاة شرف الدين في مشاركتها في هذا الملف. نعم تأسيس الكيان اللبناني كانت الطائفة الشيعية فيه، حالة برّانية من جهة وجوّانية من جهة أخرى، برّانية لأنها كانت خارج الفعل السياسي في لحظة تكوين لبنان، ولم يكن لها من التعبيرات ذات البعد الطائفي، بل نخبها كانت منخرطة في الأحزاب الوطنية اللبنانية. برانية لأنه لم يكن لها غطاء دولتي لا إقليميا ولا دوليا. برّانية لأنها كانت أفقر الطوائف، فأتت ملحقة بالكيان اللبناني، وكأنها كمّالة عدد. يد عاملة لإقطاع لبناني عابر للطوائف، وهذه حقيقة. ما كان يمكن إلحاق مسيحييي الجنوب بالكيان اللبناني، دون إلحاق القرى الشيعية. الإقطاع الشيعي ومن ضمنه عائلة المرحوم كامل الأسعد وغيرها من العائلات الإقطاعية الشيعية، كانت تريد الحماية كما يقال، من إقطاع مسيحي مدعوم فرنسيا وغربيا، ومن إقطاع سني مدعوم إقليميا أقصد عربيا، فقبلت بما منح لها، وبغض النظر عن التعداد السكاني، منذ اللحظة التأسيسية للبنان، كان أهم بند فيها، أن يكون رئيس الجمهورية مسيحيا وبصلاحيات استثنائية، بغض النظر مورست أم لا؟
وبقيت الحال بين أخذ ورد لبنانيا، وتحديدا بين فاعليات الجانب السني وفاعليات الجانب المسيحيي متأثرة بعوامل التفجر الإقليمي العربي - الإسرائيلي. دون أن ننسى دخول مصر الناصرية على الخط اللبناني، والمرحلة الشمعونية 1958 والذي أوضح انه لم يكن للشيعة السياسية دور يذكر لا في قيام تلك المحطة، ولا في نتائجها بعد إنهاء تلك الحرب الداخلية المحتدمة سياسيا، والتي اقتضت تدخلا غربيا مكثفا وعربيا عبرت عنه مصر أكثر آنذاك.
جاء السيد الإمام موسى الصدر وأسس حركة المحرومين، التي كانت أول حركة ذات معنى يمكن أن نطلق عليها قيام الشيعية السياسية في لبنان. وحاولت هذه الحركة أن تتحرك لتحسين الوضع الشيعي وإعادة هيكلة الكيان اللبناني بما يتناسب مع طموحاتها، ووزن الطائفة الشيعية في لبنان. وكان العلاّمة الراحل حريصا على استقلالية التمثيل السياسي للشيعة، رغم أنه كان يحاول بناء علاقة جيدة مع سوريا. في المقابل كانت علاقته جيدة مع الرئيس الراحل ياسر عرفات، وشكل في ما شكله غطاء لبنانيا - شيعيا لتواجد المقاومة الفلسطينية في الجنوب اللبناني.
لكن رغم أن حياته انتهت بلغز لم تعرف نتائجه حتى اللحظة ولا من هو الجاني، إلا أنه يسجل للرجل، أنه كان حريصا على استقلالية حركته السياسية عن التدخلات الدولتية سواء كانت إقليمية أم دولية. كذلك يجب ألا ننسى أنه لم يكن على علاقة جيدة بالإمام الخميني، ولم يكن مقتنعا بنظريته حول ولاية الفقيه، لذلك ساهم بمأسسة المرجعية الشيعية، مأسسة تبعد عنها غطرسة مثل تلك النظريات السياسية، ذات الشبهة الاستبدادية.
صحيح أن الأمام الصدر كان مع الدخول السوري إلى لبنان، ولكنه كان مدركا أن هذا الدخول أمر لا مفر منه من جهة، ومن جهة أخرى حاول أن تكون سوريا سندا للشيعية السياسية التي تشكلت على يديه، حيث لم تكن الثورة الإيرانية قد حدثت بعد. واستفادت سوريا من هذا الأمر، ووصلت أيضا قوتها إلى صيدا، لكن السوريين كانت عينهم بداية على المسيحيين، الذين قلبوا لها ظهر المِجَنّ بعد أن حمتهم القوات السورية من قوات الحركة الوطنية ومنظمة التحرير الفلسطينية.
بعد هذا الحدث بدأ الحديث يرتفع عن تغيير في النظام السياسي اللبناني، فيكون للشيعة حصة أكبر في هذا النظام. في الواقع يُسجل للإمام الصدر تأسيس هذه المطالبة شيعيا بتغيير النظام اللبناني، وبدأت سوريا تعد العدة لجذب الطائفة الشيعية معتمدة على العديد من العوامل. لكن هنالك أمر ربما تكشف عنه الإيام، فالإمام الصدر، لم يكن سوريا في هذا المنحى أكثر مما كان شيعيا لبنانيا - رغم أنه من أصول ليست لبنانية.
ونجحت الثورة الإيرانية 1979، ومنذ البداية كان من الواضح أنه لا المجلس الشيعي الأعلى ولا حركة المحرومين (امل) بوارد الانخراط مع إيران رغم غياب الإمام الصدر 1978. وإيران لم تكن جاهزة بعد لكي تتدخل إقليميا في لبنان، وعندما دخلت إيران على الخط كانت "حركة أمل" في صراع مع ما تبقى في لبنان من مقاومة فلسطينية، وبدعم سوريا، وبانفراد مؤسسي عما سمي الحركة الوطنية اللبنانية. وتأسس "حزب الله" بمساعدة إيرانية - سورية.
وبدأت الشيعية السياسية تأخذ منحى جديدا إقليميا ولبنانيا.
وما جرى لا حقا، يجعلنا نعود لنقول إن الشيعية السياسية المتمثلة الآن في "حزب الله" وملحقه "حركة أمل"، لأنها أصبحت ملحقا سياسيا بـ"حزب الله" أكثر مما هي فاعلية حقيقية، عادت هذه الشيعية السياسية عبر سلاحها - المقاوم وغير المقاوم - لتبقي الشيعية طرفا برانيا على الكيان اللبناني لأنها تريد فرض شروط أطراف خارجية على مجمل الكيان اللبناني. قوية عسكريا، هذا صحيح، ومدعومة إقليميا أيضا هذا صحيح، ولكن الصحيح أيضا أنها أعادت للشيعية السياسية برانيتها عن الكيان اللبناني، رغم قدرتها على تفجيره في أي لحظة. الآخرون بالتأكيد لهم امتداداتهم الإقليمية والدولية، ولكنهم كانوا منذ البداية اكثر لبنانية، لأنهم هم الأكثر استفادة من اللحظة التأسيسية للكيان اللبناني.
الشيعية السياسية الآن أقل استقلالية تجاه القوى الإقليمية الداعمة لها رغم وحدة قرارها، وهذا هو الخطير في الموضوع.
صحيح أن أهم تيار يحسب على الطائفة السنية أيضا يحمل السمات نفسها، ولكنه أكثر استقلالية ولديه فاعليات أخرى داخل الطائفة السنية ولها قوة على الأرض، وكذا الحال بالنسبة للقوى المسيحية. لهذا قلنا إن الشيعية السياسية الآن تحتاج إلى كثير من الإجابات عن أسئلة، حول طبيعة العلاقات مع إيران ومع سوريا، حيث الخطر أنه كلما تتقدم الأمور كلما تتحول الشيعية السياسية طرفاً أكثر برانية في الكيان اللبناني.
لم أجد ما يمكنني أن أختم فيه هذه المقالة سوى أنني في هذا السياق لم أستطع الحديث عن موضوعة الدولة اللبنانية والمؤسسات والمواطنة ولم أجد تعبيرات سياسية عابرة للطوائف يمكن أن يستند عليها المرء في قراءته للوحة اللبنانية، وهذا هو المأزق!
(جنيف)
جريدة النهار الخميس 23 أيلول 2010 - السنة 78 - العدد 24171
مساهمات المحور
- جهاد الزين (تقديم): طائفة بين ارتباكين... ومغامرة كبرى (25/8/2010).
- طلال عتريسي: ماذا يريد الشيعة من دولتهم (25/8/2010).
- سعود المولى: مشروع الإمام الصدر المستقبلي أصبح هو أيضاً من الماضي (29/8/2010).
- نجاة شرف الدين: سوريــا والشيعــة اللبنانيون (1/9/2010).
- طلال خوجة: لعنة الموقع (3/9/2010).
- الشيخ علي خازم: الشيعة بين "الولاية" والمواطنة (6/9/2010).
- منى فياض: "أمل" المتأرجحة (8/9/2010).
- فارس اشتي: القيادات الشيعية: من الصراع في الكيان إلى الصراع عليه (13/9/2010).
- يوسف معوض: عطوفة "كامل بك" والثورة المستحيلة (16/9/2010).
- محمد علي مقلد: الإنقاذ على يد الجيل الشيعي الرابع؟ (21/9/2010).
غداً
مساهمة وجيه قانصو:
تضخيم الخصوصيات
.........................................................................................................................................................................................
التعقيب :
إلى غسان المفلح : نصُّك كان "برانياً" بكل معنى الكلمة بقلم الشيخ علي حسن خازم
"الجوانية" كما اذكرها من دراستي الجامعية وفقا للمرحوم الأستاذ الدكتور حسين القوتلي في درسه "الفاسفة العامة" مصطلح لأستاذه الفيلسوف المصري عثمان أمين[1] عبَّر به عن الرؤية الذاتية للموضوع من داخله فهي وبالتعبير البسيط : من جوه لجوه لامن بره لبره ولا من برا لجوه , ففيها نوع من الاستبطان أو من الاتحاد الصوفي بين الذات والآخر.
هل يمكن قراءة المشهد اللبناني بهذه الأداة؟
لامانع فعثمان أمين طوَّر رؤيته لتصير أداة يمكن معها القراءة في ميادين مختلفة وفي أزمنة مختلفة ولأزمنة مختلفة.
السؤال الآن : رؤية غسان المفلح ل"برانية" الطوائف اللبنانية المؤسسة للكيان اللبناني و"جوانيتها" هل هي من هذه المقولة أو من مقولة الجهات الأربع التي تجعل الذات متموضعة ويحيطها القدام والخلف واليمبن والشمال(لا اليسار) , أو الجهات الست ( هي بإضافة الفوق والتحت ) ؟
في النص ما يفتن عن إلتقاط صورة من أي جهة فضلا عن استبطانها او التماهي معها , بحيث بدا وكأنه يريد أن يرينا شيئا لكنه يريدنا أن نصل إليه سكارى :
في وضعية " التسطيح " يختزل غسان المفلح التاريخ أو لعله يجهل تفاصيل إنشاء الكيان اللبناني فيتنازل ويقبل " لنقل إن لبنان قام بمسيحييه ومن أجلهم أيضا"وكأن الوقائع التاريخية غير ذلك[2] , ثم يقف لينظر إلينا كلبنانيين طوائف من إحدى جهاته هو , وليس وفقا لمقولة "الجوانية" ليموضعنا "برانيين" و"جوانيين" .
فما هو المعيار يا أستاذ غسان في تصفيفك لنا هكذا ؟ وفي أي جهة من جهاتك لو كنت في سورية - لا من سويسرا - نقع بالنسبة إليك ؟
عندما تصنف الشيعة لحظة التأسيس "برانية" فهل كان السنة والمسيحيين "جوانية" وبأي معيار فأنت لم تستخدم معيارا واحدا؟
الطائفة الشيعية لحظة التأسيس تقول كانت برانية برأيك - ولم تبين لنا جهة الجوانية - لأنها :
" .. نعم تأسيس الكيان اللبناني كانت الطائفة الشيعية فيه، حالة برّانية من جهة وجوّانية من جهة أخرى،
برّانية لأنها كانت خارج الفعل السياسي في لحظة تكوين لبنان، ولم يكن لها من التعبيرات ذات البعد الطائفي، بل نخبها كانت منخرطة في الأحزاب الوطنية اللبنانية.
برانية لأنه لم يكن لها غطاء دولتي لا إقليميا ولا دوليا.
برّانية لأنها كانت أفقر الطوائف، فأتت ملحقة بالكيان اللبناني، وكأنها كمّالة عدد."
"أتت ملحقة بالكيان اللبناني" اتت باختيارها أو كان إتيانها نتيجة فعل خارجي ؟
بربك هل بغير هذه الصفات يكون المؤسس جوانيا؟ هذه الصفات تدل على أن هذه الطائفة جوانية حتى النخاع لا العكس .
أما عن السنة : هل تعرف موقف السنة عموما وأهل طرابلس الشام خصوصا من خير الدين الأحدب[3] أول رئيس وزارة مسلم سني ارتضى قبول المنصب وتعيينه من إميل إدة سنة 1937 تحت الإنتداب الفرنسي بعدما "تورع "عنه كثيرون ممن عرض عليهم وماذا كانت حجته العاذرة : متابعة الحركة الوطنية السورية التي خضعت للشرط الفرنسي بالتسليم باستقلالية الكيان اللبناني لإتمام توقيع معاهدة الإستقلال وأن الإستقلال أولوية والوحدة العربية إن حصلت نلتحق بها؟.
فعن أية جوانية عند السنة في تأسيس الكيان تتحدث؟
أما الموارنة قل , لا المسيحيين لأنهم المعنيون بالتأسيس فكيف كانوا "جوانيين" ونحن نتحدث عن تأسيس كيان لا عن إستقلال ...؟
عندما تتحدث عن تأسيس لبنان فإنك تتحدث عن وضع بقوة خارجية ونوع من التوافق الداخلي كما أوكد عليه دوما لا عن تموضع ذاتي . فإذا اتفقنا على أنه تأسيس اصبح الكل "جوه" ثم عندها نتحدث عن رؤية هذه الطوائف لذواتها هل ترى نفسها "جوانية" أو "برانية" بعد توحيد المعيار , ولك بعد ذلك ان تنظر إليها من ذاتك لتحدد موقعها "جواني" أو "براني" , أما دون ذلك فإنه خلط يؤدي إلى الهذيان الذي لا يتحمله البعض فيصابون بالسكر ويقبلون ما يراد بهم ولهم .
أما عن الشيعية السياسية تقول :
" .. عادت هذه الشيعية السياسية عبر سلاحها - المقاوم وغير المقاوم - لتبقي الشيعية طرفا برانيا على الكيان اللبناني لأنها تريد فرض شروط أطراف خارجية على مجمل الكيان اللبناني. قوية عسكريا، هذا صحيح، ومدعومة إقليميا أيضا هذا صحيح، ولكن الصحيح أيضا أنها أعادت للشيعية السياسية برانيتها عن الكيان اللبناني، رغم قدرتها على تفجيره في أي لحظة. الآخرون بالتأكيد لهم امتداداتهم الإقليمية والدولية، ولكنهم كانوا منذ البداية اكثر لبنانية، لأنهم هم الأكثر استفادة من اللحظة التأسيسية للكيان اللبناني.
الشيعية السياسية الآن أقل استقلالية تجاه القوى الإقليمية الداعمة لها رغم وحدة قرارها، وهذا هو الخطير في الموضوع."
الآخرون رغم إمتداداتهم الإقليمية والدولية " اكثر لبنانية, لأنهم أكثر إستفادة" هذا مدح أم ذم! هل هذا تبرير لإنعطافة بعض هؤلاء الأكثر لبنانية نحو التخلي عن لبنان الكبير إلى كانتونات طائفية أو إلى الإعتراف باسرائيل؟
سأسلم معك بإختزالك للطائفة الشيعية بحزب الله لأنه يشكل قوة شعبية غير مسبوقة من جهة الحجم والحضور لدى أي طائفة في لبنان حتى الطائفة الشيعية نفسها , فمن هم هؤلاء الآخرون : لاتقل السنة أو المسيحيون فهؤلاء غير مختزلين في إتجاه سياسي واحد , تيارات سياسية داخلهم لها إمتداداتها نعم , لكن لماذا يجوز عليهم ما لايجوز على غيرهم ؟ ستدخلني في السياسة ..لا بأس باللبناني نقول إنهم لا يقلون بيضة بدون الرجوع إلى الخارج فمن أين نتيجة اللبنانية وتقويمها ؟من أي مختبر هذه النتيجة؟ من إختبار العلاقة بالغرب وإسرائيل ودول الإعتدال العربي والبعد عن الهم الفلسطيني؟ أم من مختبر " موضوعة الدولة اللبنانية والمؤسسات والمواطنة" التي قلت أنت " ولم أجد تعبيرات سياسية عابرة للطوائف يمكن أن يستند عليها المرء في قراءته للوحة اللبنانية، وهذا هو المأزق!"
الطائفة الشيعية طائفة مؤسسة وطائفة أصيلة على أرضها قبل الكيان وبعد الكيان وطائفة جوانية حتى النخاع ولا تحمل ازدواجية بل ولا تتحملها . قوة الطائفة الشيعية ليست إثما تتوب منه ولا إثما مسكرا يذهب بعقلها كما قال الشاعر العربي : شربت الإثم حتى زال عقلي كذاك الإثم تفعل بالعقول فهي وضعت قوتها كل قوتها في خدمة الوطن والأمة .
أمَّا هل يتحمل الآخرون هذه الطائفة كما صارت أو لا؟
يتحملونها فقط إن كانت " ولم يكن لها من التعبيرات ذات البعد الطائفي، بل نخبها كانت منخرطة في الأحزاب الوطنية اللبنانية.وهم طائفيون حتى العظم.ويتحملونها إن لم يكن لها غطاء دولتي لا إقليميا ولا دوليا.وهم يلتحفون البالطوات والعباءات , ويتحملونها إن رجعت أفقر الطوائف، لتأتي ملحقة بالكيان اللبناني، وكأنها كمّالة عدد ,فتلك مشكلتهم .
غسان المفلح !
نصُّك كان "برانيا" بكل معنى الكلمة وليتك اكتفيت بالإعتذار عن التدخل في "هذا الملف الشائك والمعقد لبنانيا وإقليميا" كما قلت في مقدمتك لكنَّا قبلنا إعتذارك . وعذراُ , أظنك - الآن تحديدا - لن تجد خير الدين احدب جديدا والسلام



[1] جعله لاحقا عنوانا لكتاب مستقل
[2] وهذا لا علاقة له بالتقويم والمواقف بل هو شأن توصيفي تاريخي و لا بأس بهذا النص للتذكير:في أيلول/سبتمبر من عام 1920 أعلن الجنرال غورو قيام دولة لبنان الكبير معلنا بيروت كعاصمة لها. وتمثل علم الدولة في دمج علمي فرنسا ولبنان معاً. ووصفت الدولة الجديدة باسم لبنان الكبير على أساس ضمّ إليه ولاية بيروت مع أقضيتها وتوابعها (صيدا وصور ومرجعيون وطرابلس وعكار) والبقاع مع أقضيته الأربعة (بعلبك والبقاع وراشيا وحاصبيا)، فاتسعت مساحته من 3500 كلم مربع إلى 10452 كلم مربع، وازداد سكانه من 414 ألف نسمة إلى 628 ألفاً .وفي 23 مايو/أيار من عام 1926 أقر مجلس الممثلين الدستور وأعلن قيام الجمهورية اللبنانية. وفي عام 1926 انشأ الفرنسيون الجمهورية اللبنانية، والتي تعتبر بداية التاريخ الحديث للبنان وانتخب شارل دباس كأول رئيس للبنان.
[3] أيضا لا بأس بالتذكير بهذا النص : كان مسلمو "دولة لبنان الكبير" قد رفضوا، في أكثريتهم، الدولة والكيان الوطني اللبناني، عند نشوئه لثلاثة أسباب هي:
1ـ ان الدولة الجديدة جعلت منهم أقلية، وهم الذين كانوا جزءا من الأكثرية المسلمة الحاكمة في العهد العثماني.
2ـ لأن أمنيتهم، بعد الانسلاخ عن السلطنة العثمانية، كانت الانضمام إلى "دولة عربية"، برئاسة الأمير فيصل، تضم "سوريا الكبرى" أي سوريا الحالية ولبنان وفلسطين والأردن والعراق.
3ـ لأنهم كانوا رافضين للانتداب الفرنسي على اعتبار انه حكم دولة أوروبية أجنبية.
لم تعترف الحركة الوطنية السورية وممثلوها في لبنان من الزعماء السياسيين المسلمين، بالكيان اللبناني. وفي المفاوضات بين الحكومة الفرنسية والحركة الوطنية السورية في مطلع الثلاثينات، اشترطت فرنسا ان تسلم الحركة الوطنية السورية بالكيان اللبناني لقاء توقيع معاهدة تعترف فيها فرنسا باستقلال سوريا ولبنان. ولقد قبل ممثلو الحركة الوطنية السورية هذا الشرط الأمر الذي أحدث تصدعا في صفوف السياسيين المسلمين "الوحدويين" في لبنان، وراح بعضهم "يتلبنن" مثل خير الدين الأحدب والبعض الآخر يبحث عن صيغة للتوفيق بين ولائه "القومي العربي"، وبين اعترافه بالكيان اللبناني مثل رياض الصلح وبشارة الخوري. ومن عام 1930 إلى عام 1943، راحت "صيغة" رياض الصلح/بشارة الخوري وغيرهم من طلاب الاستقلال ـ تتبلور، إلى ان تحولت إلى ما سمي بالميثاق الوطني اللبناني، وهو يقوم على المعادلة التالية: من أجل بلوغ الاستقلال، على المسيحيين ان يتنازلوا عن مطلب حماية فرنسا لهم، وأن يتنازل المسلمون عن طلب الانضمام إلى الداخل السوري ـ العربي.

ألبوم الصور